بأسمى التحيات النضالية نتقدَّم في المكتب الحركي للمرأة - إقليم لبنان إلى حامية مشروعنا الوطني المرأة الفلسطينية في الوطن والشتات، وإلى نساء العالم أجمع، بمناسبة "يوم المرأة العالمي"، الذي يصادف في الثامن من آذار من كل عام تكريمًا لعطاءات وإنجازات المرأة في مختلف مناحي الحياة. 

 

وفي رحاب هذه المناسبة التي أقرتها الأمم المتحدة تكريسًا لنضال نساء العالم وتضحياتهن، وفيما لا تزال النساء عامةً تتحدى الصعوبات وتخوض نضالات يومية في سبيل تعزيز مكانتهن ونيل مزيدٍ من الحقوق، فلا بدَّ من أن نقفَ وقفةَ احترام وإجلال وإكبار لنساء فلسطين اللواتي يُشكّلن رمزًا طاغيًا للتضحية والعطاء والكفاح المستمر منذُ الأزل متجرّعاتٍ الألم ومتحدياتٍ أضعاف العراقيل الواقعة على نساء العالم جرّاء استمرار الاحتلال العنصري لأرضنا وممارساته العنصرية التنكيلية بحق شعبنا بأكمله. 

 

فرغم كل العوائق والتحديات والتضييقات، أدّت المرأة الفلسطينية دورًا رائدًا في نضال شعبنا منذُ مطلع القرن الماضي وحتى يومنا هذا. فبدءًا بعقد المؤتمر النسوي الأول عام ١٩٢٩ في القدس، ثُمَّ تأسيس الاتحاد النسائي العربي إثر ثورة البراق لمواجهة الانتداب البريطاني والاستيطان الصهيوني، مرورًا بانطلاقة الثورة الفلسطينية وحركتنا الرائدة ومسيرة كفاحنا المتواصل، كانت وما زالت المرأة الفلسطينية رأس حربةٍ إلى جانب الرجل في معركة الدفاع عن مشروعنا وحقوقنا الوطنية، مقدّمةً الروح فداءً للوطن وباذلةً التضحيات ومُصرّةً على المساهمة في بناء المجتمع رغم كل ما تعانيه بفعل الاحتلال الإسرائيلي وسياساته القمعية.

 

 فكل تحيات الاعتزاز والإكبار إلى جميع نسائنا الفلسطينيات في كل زمان ومكان، إلى كل شهيدة قدمت روحها فداءً للوطن، وإلى كل أسيرةٍ ضحت بحُريتها دفاعًا عن مشروعنا الوطني، وإلى كل جريحةٍ تتجرّع شتى صنوف الألم. التحية إلى أمهات الشهداء والأسرى مصنع الأبطال، وإلى نسائنا قلاع صمودنا في مخيّمات اللجوء وهن ينشئن الأجيال على أصالة الانتماء، وإلى المرابطات في القدس وأكناف بيت المقدس وهنَّ يحفظن عهدَ الدفاع عن عروبة عاصمتنا ومسجدنا الأقصى، وإلى الثائرات في وجه الاحتلال على امتداد الوطن، وإلى كل عاملةٍ مخلصة في مهنتها تُسهم في بناء الوطن، إلى كل طالبةٍ متفوقة ومجتهدة ترفع اسم فلسطين عاليًا، بل إلى الفلسطينيات أجمع عنوان الطموح والصمود والتجذُّر في الأرض في وجه غطرسة المحتل الغاصب.

 

إنَّنا في يوم المرأة العالمي بما يمثّل من دلالات ورمزية مهمة في تحقيق العدالة ونُصرة الحقوق، نُدعو المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية لترجمة هذه المُثُل والمبادئ والانتصار للمرأة الفلسطينية عبر رفع الظلم التاريخي الواقع على أبناء شعبنا كافةً، والضغط على الاحتلال الإسرائيلي باتجاه وقف انتهاكاته وجرائمه وعدوانه المتواصل عليه، والذي يطال نساءنا وحقوقهن. 

 

كما نُعبِّر عن اعتزازنا وتثميننا لخطة قيادتنا الفلسطينية وسيادة الرئيس محمود عبّاس بالعمل على تمكين المرأة الفلسطينية وتعزيز دورها القيادي على المستوى الوطني وفي مختلف المجالات والقضاء على التمييز بحقها عرفانًا بما قدمته في ميادين الكفاح بجميع أشكاله، آملين أن يكون هذا اليوم محطةً تنويريةً باتجاه تعزيز إنصاف المرأة الفلسطينية في مجتمعنا ومزيدٍ من تمكين وتفعيل دورها وتوسيع نطاق مشاركتها في مواقع صنع القرار وفي شتى المؤسسات وميادين العمل السياسي والنقابي والاجتماعي والاقتصادي بما يرقى إلى تضحياتها، وتذليل بعض العوائق الاجتماعية والثقافية التي ما زالت تُكبّل قدراتها اللا محدودة. 

 

وإذ نحتفي بهذه المناسبة فإنّنا نؤكد في المكتب الحركي للمرأة - إقليم لبنان أنه رغم كل الآلام ستبقى شُعلة الأمل مُتَّقدةً فينا إيمانًا بأنَّ النصر والاستقلال والانعتاق من قيد جور الاحتلال آتٍ لا محالة، وأنّ كل مساعي الاحتلال لقهر عزيمتنا وإرادتنا ستبوء بالفشل، وسنبقى نستكمل المسيرةَ على عهدنا بالوفاء لدماء الشهيدات والشهداء، ننشدُ الوحدة الوطنية ملتفين حول قيادتنا الفلسطينية الشرعية ممثَّلةً بسيادة الرئيس محمود عبّاس، حتى إقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. 

 

عاش نضال المرأة الفلسطينية 

عاش الثامن من آذار 

وكل عام وماجداتنا الفلسطينيات بألف خير 

المكتب الحركي للمرأة - إقليم لبنان