إيهاب الريماوي

وسط الحشود التي انتظمت أمام منزل الأسير هشام أبو هواش، تصدر مشهد طفله عز (6 سنوات) وهو يرسل قبلة عبر اتصال فيديو يظهر فيه أبو هواش منتصرا على سرير المستشفى بعد 141 يوما من الإضراب عن الطعام.

انتصر أبو هواش (40 عاما) في واحدة من أطول فترات الإضراب الفردي عن الطعام، رغم أنف السجان، انتصر الجسد العاري إلا من إرادة المقاتلين الذين يعرفون جيدا أنهم قادرون على هزيمة الاحتلال بجيشه وقياداته واستخباراته وقضبانه، وهزيمة كل متطرفيه ومستوطنيه، الذين وصلت بهم القذارة واللاإنسانية إلى مهاجمة غرفته بينما لا يستطيع الحراك أو الكلام أو حتى معرفة ما يدور حوله، لولا عدد قليل من النشطاء وزوجته وشقيقه الذين تصدوا لهم.

نادي الأسير الفلسطيني أكد أن معركة أبو هواش أعادت قضية الحركة الأسيرة وتحديدا قضية الاعتقالات الإدارية إلى الواجهة، رغم كل التحديات التي واجهها ورفاقه الذين سبقوه بالإضراب مؤخرًا، حيث رافق هذا الإضراب تحديات كبيرة تمثلت بسلسلة من السياسات الممنهجة من كافة أجهزة الاحتلال وبمستوياتها المختلفة.

وأضاف أن انتصار أبو هواش يأتي مكملا لانتصارات سابقة حققها مناضلون آخرون في مواجهة سياسة الاعتقال الإداري التعسفيّة.

الأسير أبو هواش (40 عاما) وهو من دورا جنوب غرب الخليل، معتقل منذ الـ27 من شهر أكتوبر/ تشرين الأول عام 2020، وحوّل إلى الاعتقال الإداريّ لمدة ستة أشهر، وهو متزوج وأب لخمسة أطفال وتعرض للاعتقال عدة مرات سابقًا، وبدأت مواجهته للاعتقال منذ عام 2003 بين أحكام واعتقال إداريّ، وبلغ مجموع سنوات اعتقاله (8) سنوات منها (52) شهرًا رهن الاعتقال الإداريّ.

انتصار أبو هواش كان انتصارا خاصا لروحه المقاتلة وجسده الذي دق باب الخزان، وانتصارا عاما للشعب الفلسطيني، وانتصارا للأسرى في سجون الاحتلال، فهشام وجه رسالة الحرية لكل المعتقلين الإداريين بأن ثوروا في وجه هذا السجان وستنتصرون.

نحو 60 أسيراً اضربوا فردياً عن الطعام خلال العام الماضي 2021، فيما وصل عدد الذين خاضوا الإضراب الفردي من عام 2011 وحتى اليوم 374 أسيرا، منهم 95% خاضوا الإضراب احتجاجا على اعتقلهم الإداري.

وبرزت إضرابات الحركة الوطنية الأسيرة في سجون الاحتلال، والتي بدأت منذ عام 1969 وعددها (24) إضرابا، وكان معظم هذه الإضرابات تتعلق بمطالب حياتية للأسرى، واستطاعوا من خلالها تحقيق مكتسبات بأمعائهم الخاوية.

 وهذه الإضرابات على النحو التالي: إضرابان خاضتهما الحركة الأسيرة عام 1969، وهما إضراب سجن الرملة واستمر لمدة (11) يوما، وإضراب معتقل "كفار يونا" الذي استمر لمدة (8 أيام) وتضمنت مطالبات بتحسن كمية الطعام وزيادة وقت الفورة وإدخال القرطاسية.

وفي عام 1970 خاض الأسرى إضرابين وهما إضراب سجن "نفي ترتسا" واستمر لمدة (9) أيام الذي خاضته الأسيرات، وإضراب سجن "عسقلان" واستمر (7) أيام واستشهد فيه الأسير عبد القادر أبو الفحم.

وعام 1973 كان إضراب بئر السبع واستمر (9) أشهر، وإضراب عسقلان الشهير عام 1976 واستمر لمدة   (45) يوما، وإضراب عام 1977 واستمر لمدة (20) يوما في سجن عسقلان.

ومن الإضرابات، إضراب سجن نفحة 1980 واستمر لمدة 33 يوما، واستشهد فيه ثلاثة أسرى وهم راسم حلاوة، وأنيس دولة، وعلي الجعفري. والتحق بهم اسحق مراغة بعد ثلاث سنوات.

 وفي عام 1984 خاض الأسرى في سجن جنيد إضرابا لمدة (13) يوما، وتم من خلاله تحقيق انجاز بإدخال الراديو، وجهاز التلفاز.

وإضراب سجن جنيد عام 1987 وشارك فيه (3000) أسير فلسطيني، واستمر لمدة (20) يوما.

وعام 1988 خاض الأسرى إضرابا للتضامن مع القيادة الموحدة للانتفاضة الأولى، وفي عام 1991 في سجن نفحة خاض الأسرى إضرابا استمر لمدة (17) يوما.

وفي عام 1992 خاض الأسرى إضرابا عرف بإضراب أيلول الشهير ، استمر لمدة (22) يوما، وشارك فيه (7000) أسير.

وإضراب الأسرى عام 1995 استمر لمدة (18) يوما، وإضراب عام 1996 الذي استمر (18) يوما. وإضراب عام 1998، وفي عام 2000 استمر لمدة شهر، احتجاجا على سياسية العزل والقيود والشروط المذلة على زيارات الأهالي، بعدما أقدمت سلطات الاحتلال على عزل ثمانين أسيرا.

وإضراب الأسيرات الذي عرف بإضراب "نيفي تريستا" عام 2001، وإضراب الأسرى الشامل عام 2004 استمر لمدة (19) يوما، وفي نفس العام خاض الأسرى في سجن "هداريم" إضرابا آخر استمر مدة شهرين.

وفي عام 2006 أضرب الأسرى في سجن "شطة" مدة 7 أيام، وفي عام 2011 أضرب الأسرى لمدة 22 يوما، للمطالبة بوقف سياسية العزل، وفي عام 2012 أضرب ما يقارب نحو 1500 أسير ، لعدة مطالب كان عنوانها إنهاء العزل وإلغاء "قانون شاليط".

وعام 2014 أضرب الأسرى الإداريون عن الطعام احتجاجا على الاعتقال الإداري واستمر لمدة 62 يومًا، وعام 2017 كان "إضراب الكرامة" الذي نفذه نحو 1500 أسير واستمر لمدة 42 يومًا.