يكفي أنكَ شممتَ رائحة زهرِ الليمون في بيارات بيتدجن.

يكفي أن يديك داعبت شقائق النعمان في حقولها....

يا لكَ من عاشقٍ.. أي حلم عشَّشَ اخضراره في صدرك،يا لروعةِ الزهر في رياضه.

أبا نزار، لم تخرج على النص يوماً، بل اغنيتهُ،لأنكَ صوَّبتَ الإيقاع على جوارحنا، كيف لا وعلى جلدك أثر، بعينيك رأيتهم يقتلون...يفرغون الأرضَ من أحبتها.. ينكرون وجودهم.

وحين أدرككَ ملكوت الشعر، أزهرت في خاطركَ المواجع،وبراعم الغضب تألقت على أسنَّةِ ضلوعك.

صرتَ شفيفاً، كسُمرةِ ظلِّ النورس. مسكوناً بحوريَّةِالخيال إذ تفتح كتابَ الذاكرةِ على غدنا الحزين. ترى الحوريَّة تبحثُ عن قامتها. عنرائحة عطرها بين الأحضان الأسيرة.

طوَّقتَ القصيدةَ بشالكَ الأحمر، وتهاديتما تحتمطر الأقاصي، لأن بينك وبين الغيم حكاياتُ ارتحالٍ ودروبٍ غريبة.

أَبُحتَ للملأ عن خطيئةِ  حبِّك الجاهلي، وأن لا شفاعةَ لتوبتك؟

لأنَّك الشاعر، حملتَ الإنسانيَّة أيقونة، فأصغيتلهسيسِ الوجع في جرحٍ. تفرَّست في ملامح وجوهٍ تهجّىء  الحنين في تضاريس أعمارها. تحسَّستَ قلوباً أنهكهاالشوقُ ودندناتُ الحبِّ بمواويل الشجر البهي.

ولإنك الشاعر، أدمنتَ ترويضَ الحناجر.

كم لحناً من سلالات الجمر داعبتْ خطاك؟

لم تجف دموع تعلقت على جفنيك، فالتغاريد اعتصمتفي حناجر العصافير الفلسطينية، وأسِّرةُ القلوب صارت بلا نعاسٍ يكلها.

قبل أن تُغمضَ جفنيك كان صوتُ أبي عمار يهزُّك،يقولُ لك:

الشعب يستحقُّ الأفضل، فابتسمت للصوت، وبقيت صامتاً...

معروفٌ عَنك حبك للأجيال، إيمانك بها، كيف لا، وأشبالكوزهراتك نضجت ملامحهم.. مضوا في رحلة البحث عن المصير. أما أنت فدع العشب ينمو علىيديك... تلاشَ عميقاً لكي تشربك الأرض، تلاشَ كما قصيدتك في أعماقنا، ترفلُ بالغنمالفتي.