الإنتظار خواء

نبضٌ متوقف

لنفترضْ أنّ مشروع الدولةِ

مرّ بسلام

ماذا ستفعل؟

لنفترضْ أنّكَ شعرتَ بوخزةٍ

 في الجهةِ اليسرى من الصدر

وكلُّ شيءٍ توقّف

ماذا ستفعل؟

ساعتذاك

فأنتَ أسيرُ ما ستفعل

إبرُ الانتظار تشكّكَ

الوقتُ الخانق

والإحتلالُ المدمّر

وفوبيا القطار المتعرّج

والكتابةُ على الشوكِ

بهدوءٍ تأمّلْ قرصَ الشمسِ  وأنتَ على حافةِ السرير

بهدوءٍ تأمّلْ جلسةً في الخلاءِ تحت الشجرة

على كرسيٍّ مريض

عدَّ الأيامَ على أصابعكَ

شمها وادعو لها بالسرعة والتوفيق

تأمّلْها وهي تستريح كجبال شاهقة على صدرك

تأمّلْها وهي تفتح باب الزنزانة في جسدك

تأمّلْ عصفوراً ينقر حبّاتِ القمبز في راحة يدك

تأمّلْه يعبثُ بغابة قلبك

ويطيرُ بلونه الأبيض في روحك الصماء

سارعْ الى اسمكَ قبل أن يسقط

الدولةُ حقاً قامتْ

نهضتْ من تفاحة العمر

من غيماتنا

من أحلامنا المذهلة

من خيباتٍ

من أشجارٍ نمتْ وحيدةً

من شعوبٍ مقهورةٍ

وأوهامٍ كثيرةٍ

من ضبابِ أوروبا الكثيف

وجه أوروبا مخيفٌ، صلـدٌ كالحجر

خلف ضبابها قمرٌ هاربٌ

أملٌ يتعثّر

وعدٌ كاذبٌ

عيناها مدبوغتان بالصدأ

وأحلامُنا مطرٌ خفيفٌ ناعمٌ

فراشاتٌ ترفرف في الليل

تذهب وتعود

أجنُّ بألوانها الخالبة

بصدري المثقل بالأحلام والكبريت

بالأرض التي ضاقت بنا

بأرضٍ لم تتسعْ لنشيد "بلادي"

بسفينةٍ غارقةٍ تحت ماء البحر

"بتيتنك"

نقيم فيها دولةً

ضاقتْ الأرضُ بقالب حلوى

 ومزهرية على الطاولة

بروحي التي أصبحت علبة كبريت.