هناك رابط شخصي بيني وبين بيت لحم، هذه المدينة الفلسطينية الفريدة من نوعها في العالم، لأن أمي، واسمها بالصدفة مريم، قد ولدتني هناك، والرابط الآخر، أنا ابن قرية بيت صفافًا التي لا تبعد عن مهد السيد المسيح عليه السلام سوى 4 كيلو مترات، فهناك علاقة خاصة بين أهل بيت صفافًا بشكل عام، وبين بيت لحم، وبيت جالا وبيت ساحور، كانت لي ذكريات جميلة في كل مراحل حياتي. ولبيت لحم سحرها الخاص، منها ومن فلسطين انطلقت رسالة المحبة والسلام للبشرية جمعاء.
في بيت لحم، ومحيطها جغرافيا مقدسة وهي مع القدس من أكثر المدن الفلسطينية ارتباطًا بهذا المضمون المقدس، فالسيد المسيح عليه السلام ولد في بيت لحم، وصلب في القدس، وربما كان قدر فلسطين أن تبقى على درب الآلام منذ ذلك التاريخ . وبيت لحم تلخص فكرة فلسطين كلها، بأنها موطن التعددية والتعايش بين مختلف الثقافات والحضارات والأعراق والأديان، لذلك لا يمكن أن تكون رسالتها إلا رسالة محبة وسلام.
الليلة تحتفل المدينة ومعها كل فلسطين، والعالم بميلاد السيد المسيح. وأن أي مس بمكانة ورمزية بيت لحم، إنما يمس بجوهر الفكرة الرئيسية لفلسطين وتاريخها والذي لا يحق لأحد احتكاره لنفسه. قبل أن تظهر الحركة الصهيونية ومعها فكرة الرواية المغلقة العنصرية، التي تنفي وجود الآخر، كان الشعب الفلسطيني، يعيش بسلام بكل مكوناته الإسلام والمسيحية واليهودية، لذلك ينحاز الشعب الفلسطيني دائمًا لتاريخه الخاص وهو تاريخ الاعتراف بالآخر والتعايش والمحبة والسلام. وفي كل المراحل التي كانت فلسطين تبدو فيها على غير حقيقتها التاريخية، كان هناك عامل خارجي يأتي ومعه فكرة احتكار تاريخ فلسطين.
الشعب الفلسطيني بطبيعته شعب متسامح، ولكن بطبيعته أيضًا أنه لن يخضع للعدوان، والاحتلال الخارجي، هذه المعادلة لم تفهمها أو لا تريد أن تفهمها إسرائيل الصهيونية صاحبة الرواية العنصرية المغلقة. الشعب الفلسطيني هو ليس ما تحاول حماس أخذه إليه من فكر ظلامي منغلق، نحن أصحاب رسالة المحبة والسلام والأمينون عليها وهي ذات الرسالة التي جاء بها الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فمن لا يفهم أن الإسلام مكمل لرسالة المحبة والسلام لا يفهم الإسلام.
بيت لحم أيتها الفلسطينية لن تكوني إلا مدينة السلام هكذا نراك وهكذا نريدك، وهكذا نريد فلسطين بلد التعايش والسلام.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها