قال الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، اليوم السبت، إن الأديب والفنان الفلسطيني جبرا إبراهيم جبرا، شكّل وعيا متقدما في مسيرة شعبنا.

وأصدر الاتحاد، بيانا، في الذكرى السابعة والعشرين على رحيل الأديب جبرا، جاء فيه: "خمس وسبعون سنة غادرتنا دونك، وبيت لحم في ميلادها الفسيح تغمس زعترها في رحابك الأولى، ولم تنس مثل السماء، ونجومها خطواتك على عتبات أم الصباحات المتدلية، وهي تحمل جناحيك إلى بريد المستقبل، ولأنك المختلف في كل شيء على كل راتبٍ ممل، آثرت مع الشباب أن تفتح في لندن أول بوابات العالمية، ومن هناك راحت فلسطين تتورق أدبا وفنا في وجدانك، وما كانت الحرب العالمية أشد خطورة عليك هناك من حنينك إلى وطنك، الذي عدت إليه لتفترش كرملة الجبل، وتصطاد لغدك دربًا واعدًا، ولأنّه القدر وما كنت معه على اتفاق، جاءت النكبة لتحلب الأرض بالأحزان، فحملت وطنك والتلال إلى منفاك القسري في بغداد".

وتابع: هناك كتبت البئر الأولى، في شارع الأميرات حيث أخذتك الرواية من الشعر إلا قليلا، وصاحبتك ريشة الألوان والموسيقى، ولم تبرح أيام العقاب، في الغرف الأخرى، فكتبت يوميات سراب عفّان، وعرق وبدايات، وأشعلت قنديلاً لملك الشمس، والسفينة، وجاؤوك صيادين في شارع ضيق، حتى جعلتهم بين دفتي بقاء، ولأنك الشاهد والمشهود في الوجع كان صراخك في ليل طويل، حتى تكاتفت وعبد الرحمن منيف ليكون العالم بلا خرائط.

وأضاف: نفتقدُك اليوم على ظهر المأساة، ولكننا لم نفقد أثرك، فمن كان لجبرا إبراهيم جبرا غير وطنه، وشعبه، وأجراس الحلم، هنا في بطحاء الألم ولا نقول في صحراء الذاكرة، نستمد من أدبك وفنك ما يجعلنا على قيد الوفاء، ولو مرت السبعون بعد الخمس كلمح البصر، ومعها حربان عالميتان عشتهما، وخرجت من جلدتهما كغزالٍ سبق سهم الرماية، فإننا باقون على نهرك فوق ضفافك نعيد كتابة السيرة الأولى بروح أخرى، ومداد لا شائبة فيه، ولا مراد له سوى اصطياد حلمنا المشترك.

وختم بيانه، بالقول: سلامٌ لروحك جبرا إبراهيم جبرا، حيث استقرت وحيث تنتظر".