ما يلفت الانتباه في كلمة الرئيس أبو مازن للمنتدى الوطني الخامس للمجلس الأعلى للإبداع والتميز، أنها كلمة الإيمان المطلق بشباب فلسطين كثروة حقيقية فيها ولها، ثروة قادرة على صنع التغيير، ما يوجب الاهتمام البالغ بهم، مثلما أكد الرئيس وشدد في كلمته، والتي من اللافت أيضًا أن مطلعها خلا من المقدمات وشعارات البلاغة الإنشائية، حيث ذهب الرئيس أبو مازن مباشرة في مطلع كلمته إلى التاكيد على واقعية الحلم الفلسطيني بالحرية والاستقلال، بالحديث عن دولة فلسطين العتيدة، التي أصبحت معالمها جلية في شتى المجالات وذلك رغم مختلف التحديات والصعاب، "سواء التحديات الهائلة المرتبطة بالاحتلال وآثاره، أو تلك المرتبطة بجائحة الكورونا" وفي خضم هذه التحديات، وهذه الصعاب "وقفت فلسطين، وتقف إلى جانب دول العالم لتؤسس لعالم أفضل، وتساهم في التقدم العلمي، والمعرفي" وذلك لأن لها طاقة بشرية على أرضها، وفي الشتات مؤهلة، ورائدة قادرة على الإبداع، وتقديم ما يستوجب التطور والتقدم، من حلول علمية وتكنولوجية.
فلسطين الدولة في كلمة الرئيس أبو مازن هذه، ليست جلية المعالم فحسب، وأنما أيضًا جلية المسؤولية، والغايات الوطنية، والدولية، والإنسانية النبيلة، وهي ترى في شبابها، في طاقتها البشرية، في علمائها، ومفكريها، ومبدعيها، ثروة حقيقية قادرة على التغيير والتقدم، وإغناء الواقع الوطني، والإنساني بأفضل سبل العيش الحر والكريم.
ولم يقدم الرئيس أبو مازن فلسطين الدولة في كلمته على حقيقتها هذه في مهرجان خطابي، وإنما في ندوة نظمها المجلس الأعلى للتمييز والإبداع، الذي يرأسه مستشار الرئيس لشؤون الإبداع، المهندس عدنان سمارة، تحت عنوان "الإبداع والجائحة" وقد التف من حول طاولة الندوة هذه، عدد من نخب التفكير الإبداعي والبحث العلمي، ونعني مع هذه الملاحظة، أن كلمة الرئيس أبو مازن كانت في مقامها، وعلى نحو ما يؤكد سياسة دولة فلسطين، وتوجيهات رئيسها لأصحاب الشأن بضرورة، الاهتمام البالغ بثروة فلسطين الحقيقية، شبابها القادرين على صنع التغيير لتحقيق المستقبل الأفضل مستقبل الحرية، والكرامة، والازدهار. مستقبل السلام والاستقرار، تحت رايات دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية.