بسم الله الرحمن الرحيم  
حركة "فتح"- إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية 
النشرة الإعلامية ليوم الجمعة 18-9-2020

*فلسطينيات 
اشتية: تصريحات فريدمان تعبير عن إفلاس سياسي ومحاولة يائسة للمس برمز الشرعية النضالية المنتخب

أدان رئيس الوزراء محمد اشتية التصريحات التي أفضى بها سفير الولايات المتحدة في إسرائيل ديفيد فريدمان، والتي كشف فيها عن رغبة الإدارة الأميركية بالعمل على استبدال الرئيس محمود عباس بالمدعو محمد دحلان المفصول من حركة فتح.
ورأى اشتية، في بيان له، مساء الخميس، أن تلك التصريحات وإن تم التراجع عنها لاحقًا بادعاء ورود خطأ في الاقتباس منها، إنما تأتي في إطار مخطط أميركي إسرائيلي لا يخفى على أحد، يتورط فيه بعض العرب وتفضحه الشواهد والمواقف والسياسات التي تستهدف المس بشرعية الرئيس محمود عباس، بسبب صموده وشجاعته في الدفاع عن حقوق شعبه، ورفضه الخضوع للإملاءات الأميركية الإسرائيلية، والضغوطات التي تمارسها بعض الدول العربية لحمله على القبول بمقايضة الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني بالمال.
وقال اشتية: "إن الرئيس محمود عباس هو رمز الشرعية النضالية المنتخب، وإن الشعب الفلسطيني وحده من  يقرر اختيار قيادته، وانتخاب رئيسه ومن يمثلونه في انتخابات حرة نزيهة، كتلك التي تم فيها اختيار الرئيس  محمود عباس قائدا مؤتمنا على حمل الأمانة التي قضى من أجلها الشهيد الخالد ياسر عرفات".
واعتبر اشتية أن تصريحات فريدمان بمثابة إفلاس سياسي، تعكس المدى الذي بلغته غطرسة الإدارة الأميركية بقيادة ترمب تجاه الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وقيادته المنتخبة، مستفيدة من تورط بعض العرب في مخططاتها تلك، وإنها تكون واهمة إن هي اعتقدت أن بإمكانها فرض إرادتها على الشعب الفلسطيني الذي لن تزيده تلك التصريحات إلا تمسكا برئيسه المنتخب والتفافه حول قيادته الشرعية، حتى إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 بعاصمتها القدس، وحق العودة للاجئين وفق القرار الأممي 194".


*مواقف "م.ت.ف"
رأفت يستنكر تصريحات فريدمان ويصفها بالوقحة والمعادية

استنكر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" صالح رأفت تصريحات السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان، بتهديد الرئيس محمود عباس، واصفًا إياها بالوقحة والمعادية للشعب الفلسطيني وقيادته.
وأشار في بيان له، يوم الخميس، إلى أن هذه التصريحات تعكس عقلية الإدارة الأميركية الحالية في التعاطي مع الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وفقًا للرؤية الاسرائيلية المبنية على تأجيج الصراع وتدمير فرص الحل وفقًا لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي في انتهاك صارخ للقانون الدولي وللقرارات الأممية.
وقال إن "تهجمه على قيادة الشعب الفلسطيني أمر مرفوض، وإن شعبنا موحداً خلف القيادة الوطنية الشرعية لمنظمة التحرير ودولة فلسطين برئاسة الرئيس محمود عباس. وسيتصدى لكل من يحاول ابتزازها وتهديها وتدمير الحق المشروع في الحرية والاستقلال وتقرير المصير وتجسيد دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران بعاصمتها القدس الشرقية المحتلة وفقا لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي".
واعتبر رأفت أن "ما قاله المستوطن فريدمان حول ضم الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية واقتباسه الاسم التوراتي يهودا والسامرة دليل على عنصريته وصهيونيته وتطرفه وتبنيه لمواقف مناهضة لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة".


*مواقف فتحاوية 
صافي: شعبنا بكافة أطيافه وفصائله ملتفٌ حول قيادته الشرعية ممثلة بالرئيس محمود عباس

أدان عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" إياد صافي، يوم الخميس، محاولات الابتزاز التي تتعرض لها القيادة الفلسطينية وآخرها تسويق قيادة جديدة بديلة لقيادتنا الحالية.
 وقال صافي، خلال استضافته في برنامج "حديث الساعة" الذي بث يوم الخميس على شاشة تلفزيون فلسطين، إن المخابرات الأميركية والإسرائيلية أو الخارجية الأميركية وسفراؤهما لن يحددوا الزعامة والقيادة الفلسطينية."
وأكد أن "شعبنا بكافة أطيافه وفصائله ملتفٌ حول قيادته الشرعية ممثلةً بالرئيس محمود عبَّاس"، مشيرًا إلى اجتماع الأمناء العامين للفصائل الذي جاء تأكيدًا على وحدة الموقف الفلسطيني وتمسكهم بالمشروع الوطني ووقوفهم صفًا واحدًا خلف الرئيس محمود عباس.
ووصف صافي اتفاق التطبيع الذي وقعته الإمارات والبحرين مع إسرائيل بالطعنة الغادرة لشعبنا والتفاف على حقوقه الوطنية المشروعة، مؤكدًا أن نتنياهو وترمب بحاجة إلى تسويق إنجازات حتى لو كانت وهمية، في إطار خوضهما الانتخابات في المرحلة القادمة.

*عربي ودولي 
حزب "سيريزا" اليوناني يؤكد موقفه الثابت تجاه الحقوق الفلسطينية

أكد حزب "سيريزا" اليوناني موقفه الثابت من الحل العادل للقضية الفلسطينية الذي يجب أن يستند  للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، على أساس حل دولتين قابلتين للحياة تتعايشان بسلام وسلم مع الاعتراف الكامل بدولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد سكرتير الحزب ديمتريس تزاناكوبولوس خلال لقائه سفير دولة فلسطين لدى اليونان مروان طوباسي، أن الحزب أدان بشدة مشروع صفقة ترمب "رؤية من أجل السلام" الذي ينص على ضم الأراضي الفلسطينية المحتلة من قبل إسرائيل وتداعياتها الجارية.
وأشار إلى أن تحالف سيريزا التقدمي، منذ اللحظة الأولى، أدان هذه الخطة، التي تنتهك القانون الدولي وتتعارض مع عدد من قرارات الأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية، وتهدد السلام والاستقرار في المنطقة.
وجرى خلال اللقاء التأكيد على علاقات الصداقة والتقدير المتبادلين بين الجانبين، وكذلك مشاعر التضامن التاريخية المتبادلة بين  الشعبين.
وتطرق الحزب إلى عدد من الإجراءات التي اتخذتها حكومة سيريزا السابقة اثناء توليها الحكم، فيما يتعلق بالعلاقات بين اليونان وفلسطين، خاصة اتخاذ قرار البرلمان اليوناني بالإجماع في عام 2015، للاعتراف بدولة فلسطين.
وأعرب الحزب عن القلق لأن حكومة ميتسوتاكيس الحالية، كما يبدو، تنتقل ضمنيًا من المواقف الثابتة للسياسة الخارجية اليونانية، وهو ما تدل عليه الزيارة الرسمية لرئيس الوزراء اليوناني إلى إسرائيل، والتي لم تتم الإشارة فيها إلى الاحتلال وحل القضية الفلسطينية أو زيارة فلسطين من جانبه، كذلك فقد تم التأكيد أن تحالف حزب سيريزا التقدمي لن يقبل ولن يسمح بحدوث أي تحول بالسياسة التقليدية الرسمية للحكومة اليونانية بشأن القضية الفلسطينية.
واتفق السفير طوباسي ووفد حزب سيريزا، على ضرورة وأهمية العمل من أجل  تعبئة المجتمع الدولي، وخاصة الاتحاد الأوروبي، لاستئناف محادثات سلام جادة ترعاها الأمم المتحدة والرباعية الدولية لإيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية من خلال عقد موتمر دولي للسلام بالشرق الأوسط يستند إلى  مقررات الشرعية الدولية ويفضي إلى انهاء الاحتلال والاستيطان وإقامة الدولة وحل قضية الاجئين.
من جهته، وضع السفير طوباسي سكرتير وأعضاء الحزب بصورة التطورات السياسية والمحاولات الأميركية الإسرائيلية الجارية التي تخدم مشروع الحركة الصهيونية الاستيطاني في تصفية القضية الفلسطينية، وجر بعض الدول إلى اتفاقيات ثنائية مع دولة الاحتلال تحت ضغط سياسة الهيمنة والابتزاز الأميركي من أجل ضرب الإجماع العربي والشرعية الدولية والضغط على القيادة الفلسطينية للقبول بصفقة القرن المشبوهة استمرارًا في محاولات بناء ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد الذي تنتهك فيه حقوق الشعوب ومبداء حق تقرير مصيرها .
وأشار طوباسي إلى ضرورة حل قضايا الخلاف الناشئة في شرق المتوسط التي تغذيها الإدارة الأميركية ودولة الاحتلال بين الجيران، وفق مبداء الحوار والمفاوضات السلمية سندًا للقانون الدولي واتفاقية هيئة الأمم المتحدة الدولية لقانون البحار بما يضمن الاستقرار والامن والسلم الدوليين لكافة شعوب المنطقة، بعيدًا عن مصالح السياسة الخارجية للإدارة الأميركية التي تسعى للسيطرة على مصادر الطاقة ومستوى الأمن العسكري بالمنطقة وتفوق إسرائيل كذراع استعماري.
وأكد الطرفان ضرورة استمرار التشاور بين السفارة والحزب بما يعزز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين فلسطين واليونان والاتفاق على الاستمرار في العمل والتعاون المشترك وتوسيعه ليشمل المسارات الجماهيرية والإعلامية والبرلمانية والبلديات بما يخدم قضايا الحرية وحقوق الإنسان وإنهاء الاحتلال.
وأعرب السفير طوباسي عن شكره باسم الشعب الفلسطيني وممثله الشرعي منظمة التحرير الفلسطينية، لحزب سيريزا التحالف التقدمي على مواقفه الثابته ودوره اليوناني وبالبرلمان واليسار الأوروبي أيضا في مساندة حقوق الشعب الفلسطيني، مطالبًا الحزب بمواقف تتسم بجذرية اكبر بما يتعلق باوجه التعاون مع إسرائيل كقوة قائمة بالاحتلال ودولة تمييز عنصري وضرورة العمل من أجل فرض العقوبات عليها.


*إسرائيليات  
مستوطنون يقطعون عشرات أشجار الزيتون جنوب نابلس

قطع مستوطنون، اليوم الجمعة، عشرات أشجار الزيتون في قرية الساوية جنوب نابلس.
وقال رئيس مجلس قروي الساوية مراد ابو راس، إن الأهالي اكتشفوا صباح اليوم تقطيع عشرات أشجار الزيتون، بفعل المستوطنين في المناطق القريبة من مستوطنة "رحاليم".
وأضاف أنه منذ العام 2016 وهذه المناطق تشهد اعتداءات متكررة من قبل المستوطنين، وتقطيع لأشجار الزيتون والتي يصل عمر بعضها إلى مئات السنين.

*أخبار فلسطين في لبنان
اعتصامٌ حاشدٌ في مخيّم الميّة وميّة إحياءً لذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا ورفضًا للتطبيع مع الاحتلال

انسجامًا مع قرار القيادة الوطنية الفلسطينية الموحدة للمقاومة الشعبية في بيانها الأول، واستكمالاً لبرنامج فعاليات الغضب الذي أطلقته حركة "فتح" وفصائل الثورة الفلسطينية في لبنان، أعلنت قيادة فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" -منطقة صيدا-شعبة المية ومية اليوم الجمعة ١٨-٩-٢٠٢٠، "يوم حداد" ونظمت اعتصامًا حاشدًا أمام مقر حركة "فتح" - شعبة المية ومية، إحياءً للذكرى الثامنة والثلاثين لمجزرة صبرا وشاتيلا، واستنكارًا لمشاريع التآمر والخيانة والتطبيع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي.
فمنذ الصباح الباكر رُفعت الرايات السوداء وأعلام فلسطين فوق أسطح المنازل والمقرات والمؤسسات في المخيم تخليدًا ووفاءً لذكرى شهداء مذبحة صبرا وشاتيلا، وتعبيرًا عن الغضب والإدانة لاتفاقيات التطبيع المخزي بين الدول العربية والاحتلال الإسرائيلي.
 كما صدحت مكبرات الصوت بالأناشيد الوطنية التي عبَّرت عن رفض التطبيع مع الاحتلال، وأكدت التمسك بالثوابت الوطنية ورفض كل المؤامرات التي تمس قضيتنا وحقوقنا المشروعة.
وشارك في الاعتصام أمين سر حركة "فتح" - شعبة المية ومية غالب الدنان، وأعضاء الشعبة، وكوادرها، ومكاتبها الحركية، وأبناء التنظيم، وممثلون عن فصائل منظمة التحرير الفلسطينية،  والقوى والفصائل الفلسطينية، واللجان الشعبية، ومؤسسة الأشبال والزهرات، وحشد من أبناء المخيم، حيثُ رفعوا أعلام فلسطين والرايات السوداء تعبيرًا عن الغضب، والتنديد بالتطبيع مع الاحتلال، وبالجرائم المرتكبة بحق شعبنا.
وألقى أمين سر حركة "فتح" - شعبة المية ومية غالب الدنان كلمةً جاء فيها: "في مثل هذا اليوم تطل علينا ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا الأليمة، التي ما زالت شاهدًا على طبيعة الإجرام الصهيوني، في ١٦ و١٧ و١٨ أيلول عام ١٩٨٢ أيام سوداء في تاريخ شعبنا وقضيتنا، لقد تم ارتكاب تلك المجزرة رغم الضمانات الدولية التي أعطيت لمنظمة التحرير الفلسطينية قبل الخروج من بيروت، إن تلك المجزرة تذكرنا بتاريخ دولة الاحتلال الحافل بالمذابح والمجازر، في دير ياسين وكفر قاسم، ومجزرة قانا في لبنان، ومدرسة بحر البقر، ومصنع أبو زعبل في مصر العربية، ومئات المجازر التي لا تحصى ولا تعد بحق شعوب أمتنا الإسلامية والعربية وشعبنا الفلسطيني".
وأضاف: "في هذه الأيام نرى صفقة القرن المزعومة وخطوات التطبيع تحت عنوان وهم السلام بين دولة الاحتلال وعدد من الدول العربية، في الوقت الذي ما زالت دماء شهدائنا لم تجف بعد، وأسرانا البواسل يقبعون في سجون الاحتلال، وما زالت أرضنا محتلة، ومن هنا فإننا نؤكد أن لا سلام من دون فلسطين، وأن منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا، وندعو الفصائل كافةً للانضواء تحت لوائها في إطار وحدة وطنية حقيقية ومقاومة شعبية موحدة في وجه كل محاولات شطبها أو إلغائها".
وأكد الدنان أن الطريق إلى السلام والأمن والاستقرار في المنطقة لا يمكن أن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال الجاثم على أرض فلسطين، واحترام حقوق الشعب الفلسطيني، والقانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية.
وختم قائلاً: "نؤكد تمسكنا بالوحدة الوطنية والمقاومة الشعبية سبيلاً لتحرير أرضنا من الغاصب المحتل على نهج الشهيد القائد الرمز ياسر عرفات وثوابت الرئيس أبو مازن، المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والحرية للأسرى في سجون الاحتلال، والاحتلال إلى زوال بإذن الله، وإنها لثورة حتى النصر".

*آراء
كومبارس التطبيع.. والسقوط في مسرحية التوقيع/ بقلم: موفق مطر  

الحمد لله أن واحدًا منهم لم يذكر القدس، والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، وكأن التاريخ كان حريصًا على ألا يلوثها تابعون خاضعون أذلاء مجردون من قرارهم الوطني، فلا عبد الله بن زايد  وزير خارجية دولة الامارات تجرأ، ولا عبد اللطيف الزياني وزير خارجية مملكة البحرين تجرأ على ذكر القدس- ولو من باب رفع العتب– على مسمع ومرأى مغتصبها ومحتلها بنيامين نتنياهو رئيس منظومة الاحتلال الاستعماري العنصري الإسرائيلية، وأمام رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب الذي يتصرف كامبراطور استعماري جديد، وبلفور ثان عنصري وعد (اللوبي اليهودي) أثناء حملته الانتخابية باعتبار القدس عاصمة للدولة القائمة بالاحتلال (إسرائيل) ونقل سفارة واشنطن اليها، ثم نفذ وعده، ثم أمر حاكم عبد الله وملك عبد اللطيف بإرسال من يمثلهما إلى البيت الأبيض ليوقعا على خطته الاستعمارية المسماة (صفقة العصر) وشهادة الاعتراف والإقرار بضم القدس، وعلى قرار بإعدام حل الدولتين، وإقرار بأنهما اختارا الانتحار السياسي بالسقوط والوقوع في مستنقع عار بلا قاع ولا قرار. 
تحدثا عن حل الدولتين كقراءة محرفي القرآن الكريم عندما  يقرأون: "ولا تقربوا الصلاة" ثم يصمتون للأبد فكأننا- ومعنا الأمتان العربية والإسلامية- كنا نشاهد أول أمس مسرحية واقعية، أبطالها سكارى غائبون عن الوعي الوطني والقومي والإنساني أخذتهم النشوة من فعلة الغدر والخيانة حتى الثمالة والسقوط في ظلمة يوم أسود، فيما هما واقفان بكامل هيئتهما على درج البيت الأبيض، وعيونهما تائهتان تبحثان عن شرف ولو ضئيل لهذه اللحظة فلم يجدا إلا ظلهما واقعًا راكعًا.. هذا ما توقعناه ممن غدر بالمبادرة العربية ونكث عهده مع الأمة والقضية الفلسطينية وتوقيعه على وثائقها، فأسقطا تحت أعمدة شرفات البيت الأبيض نصًا ثابتًا في المبادرة العربية وفي منهج السياسة العربية عمومًا وطعنًا ثابتًا استراتيجيًا في السياسة الفلسطينية وهو اعتراف دولة الاحتلال إسرائيل بدولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من حزيران عاصمتها القدس الشرقية. 
قدم ترامب مسرحية (تراجيكوميدية) على شرفة البيت الأبيض، وخلال فصولها حرصت شخصيتان عربيتان رسميتان (بكل أسف) ظهرتا ككومبارس لمنحه صورة بطل خارق قادر على صنع خير وسلام كمعجزة، فيما شخصية الشر بنيامين نتنياهو يحصد ثمار عنصريته وتطرفه وعدوانه على الشعب الفلسطيني واحتلاله للقدس وانتهاك سلطاته والمستوطنين المقدسات الإسلامية والمسيحية، فيتحول بفضل خنوع وتبعية (الكومبارس) إلى بطل نال إعجاب جمهور دفع له لحضور المسرحية فيما المحترمون الكبار الفخورون بتمسكهم بثوابتهم ومبادئهم، قد رفضوا تلبية دعوة (المخرج) سيد البيت الأبيض، لأنهم لا يتحملون اسوداد وجوههم أمام شعوبهم وشعوب العالم عموما والشعب الفلسطيني خصوصا، لإدراكهم أنهم إن فعلوا وحضروا فإنهم لن يكونوا أكثر من أدوات في دعاية ترامب الانتخابية، وطوق نجاة لفاسد يحكم إسرائيل يسعى للتملص من قبضة القضاء بالاحتيال على القانون للخروج من دائرة مآزقه المتتالية، ولأنهم أعظم وأكبر من تقزيم أنفسهم أمام شعوبهم كما فعل (الكومبارس). 
الموقعون على صفقة تسليم فلسطين بقدسها ومقدساتها لمنظومة الاحتلال العنصرية (إسرائيل) أمس الأول في البيت الأبيض ليس لديهم أدنى معرفة بطبيعة وخصوصية الصراع العربي الفلسطيني من جهة، والصهيوني الاستعماري الاستيطاني العنصري من جهة أخرى، وقد يفيدهم جهلهم هذا في تخفيض حكم التاريخ وشعوبهم والأحرار في العالم عليهم، لكنهم يعلمون، ويعرفون وكانوا على الأقل قد استمعوا إلى شهادة الرئيس أبو مازن التاريخية التي أدلى بها أمامهم في مؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة في مطلع شهر شباط/ فبرار الماضي، وبين لهم بالتفصيل مكامن المؤامرة على الشعب الفلسطيني، وشخوصها، واستراتيجية الإدارة الأميركية في استخدام منظومة الاحتلال لتأمين مصالحها وكشف أمامهم وللأمة العربية كيف تدخلت الإدارة الأميركية لمنع نشوء سلام فلسطيني إسرائيلي.. في ذلك المؤتمر قدم رئيس دولة فلسطين بينات وأدلة للأشقاء العرب أصحاب القرارات العليا وللأشقاء في القواعد الجماهيرية المنظمة، وللأحرار في العالم ما يثبت أن "قرار دولة الاحتلال (إسرائيل الناقصة) ليس بيد منظومتها الحاكمة وإنما بيد الدولة الاستعمارية التي صنعتها وأنشأتها في فلسطين، قلب هذه المنطقة الحضارية من العالم وفي قلب منطقة المصالح والثروات الأساسية في الشرق الأوسط"، وراهن إن قدم واحد في هذا العالم ما يثبت خلاف ما طرحه على الهواء مباشرة على أسماع جماهير الأمة العربية وقواها الحية..لأن قائد حركة التحرر الوطنية الفلسطينية معني بتحرر الذهن العربي والذاكرة العربية، وبصيرة الإنسان العربي سواء كان في موقعه الجماهيري أو المسؤول العربي في موقع القرار والأمانة. 
ما كاد الكومبارس ينزلون عن درج البيت الأبيض (المسرح) حتى فاجأهم ترامب برشقة فضائح من العيار الثقيل كشفت عوراتهم، إذ قال: "كانت دول عربية ثرية تعطي الفلسطينيين أموالاً فطلبنا منهم ايقافها لأنهم لا يحترموننا"، أما نحن فكنا نعرف أنهم قالوا لترامب سمعًا وطاعة!! ونفذوا قراره بمحاصرتنا ماليًا، ثم تمركز في مؤتمر صحفي بعد سويعات وقال: كنت قررت اغتيال الرئيس السوري بشار الأسد لكن وزير الدفاع ماتيس لم يوافق".. فهل كان حديثه عن قراره باغتيال رئيس دولة، رسالة مباشرة للكومبارس مستوحاة من رسائل زعماء عصابات المافيا؟! بالتأكيد هي كذلك ونعتقد أنها قد بلغتهم. 

    
#إعلام حركة فتح_لبنان