نظمت القيادة الوطنية الفلسطينية الموحدة في مخيم البص، اعتصاماً جماهيرياً حاشداً تنديداً واحتجاجاً على اتفاقيات التطبيع الخيانية التي يبرمها بعض النظام الرجعي الرسمي العربي مع العدو الصهيوني على حساب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.  وذلك بحضور عضو قيادة- إقليم لبنان لحركة "فتح" اللواء أبو أحمد زيداني، وقيادة الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية والقوى اللبنانية، وحشد من جماهير شعبنا الفلسطيني.

رفعت خلال الاعتصام الاعلام الفلسطينية واليافطات المنددة بالتطبيع مع الكيان الغاصب، والمؤكدة على تصميم الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده على المضي في خيار المقاومة حتى استعادة كامل حقوقه المغتصبة.

بدايةً ندّد عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين محمود عوض باتفاقيات العار، مجددًا العهد على مواصلة الكفاح حتى تحقيق الأهداف الوطنية للشعب الفلسطيني.

كلمة القيادة الوطنية الفلسطينية الموحدة ألقاها مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في  منطقة صور أحمد مراد، استهلها بتوجيه تحية اعتزاز وإكبار لجماهير شعبنا في مخيم البص الذي تحطمت على بواباته مدرعات العدو الصهيوني وقتل وأسر جنوده على يد أبطال الثورة الفلسطينية، وإلى عموم أبناء شعبنا الفلسطيني الذين ينتفضون اليوم في وجه اتفاقيات الذل والعار التي يبرمها بعض النظام الرجعي الرسمي العربي مع العدو الصهيوني، في مسيرات غاضبة واحتجاجات صاخبة في مختلف  الميادين والساحات، داخل الوطن المحتل وفي مختلف مواقع اللجوء والشتات، رفضاً لاتفاقيات الذل والعار، وتأكيداً على مواصلة النضال حتى استعادة كامل الحقوق المغتصبة.

وشدد مراد على أن الشعب الفلسطيني لم يختر يوماً أن يكون في موقع العداء مع أحد في هذا العالم، وخاصة مع أشقائه العرب في مختلف الأقطار والعواصم، ولكن يأبى بعض النظام الرجعي العربي إلا أن يكون في موقع الغداء مع الشعب الفلسطيني، موجهاً له الطعنات في ظهره، بدل أن يكون إلى جانبه في كفاحه العادل من أجل استعادة حقوقه الوطنية. مؤكداً في الوقت ذاته رهانه على أحرار الأمة وشرفائها، في مواجهة سياسات التطبيع مع العدو الصهيوني. مشدداً أن تلك الاتفاقيات لن تجلب لمن يوقعها سوى الذل والعار، ولن تفت من عضد الشعب الفلسطيني الذي يواصل مقاومته للمشاريع المعادية على امتداد عشرات السنين. مؤكداً على أن الشعب الفلسطيني بوحدته وتلاحمه ومقاومته قادر على إفشال كل تلك المشاريع وإسقاطها، كما أسقط من قبل العديد من المؤامرات المعادية.

واعتبر مراد أن المخرجات السياسية والنضالية التي تمخضت عن اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في رام الله وبيروت، هي خطوة ايجابية في الاتجاه الصحيح، ينبغي استثمارها والبناء عليها لتطوير وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، وصياغة استراتيجية سياسية وكفاحية مشتركة كفيلة بتوحيد وتحشيد وإطلاق طاقات الشعب الفلسطيني الهائلة في مختلف أماكن تواجده، في مواجهة المؤامرات المعادية والانطلاق نحو آفاق ارحب على المستويين العربي والدولي، وبناء تحالفات على قاعدة مواجهة الحلف الامبريالي الصهيوني المعادي.

وندَّدَ مراد بالأصوات العنصرية الصادرة عن بعض المرجعيات السياسية في لبنان، بحق الشعب الفلسطيني، في الوقت الذي يعاني فيه اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من التهميش والظلم على امتداد أكثر من سبعين عاماً، جرَّاء تلك السياسات العنصرية. مؤكداً على أن الشعب الفلسطيني كان دوماً وسيبقى الأحرص على وحدة وأمن وسيادة لبنان واستقراره وسلمه الأهلي، ولم ولن يكون يوماً عامل توتير في هذا البلد الذي احتضن أهله الشعب الفلسطيني على مدى عشرات السنين. مؤكداً أن الشعبين الفلسطيني واللبناني كانوا ضحية  مؤامرة امبريالية صهيونية اقحمتهم في صراعات دموية لم يستفيد منها سوى العدو الصهيوني، وأعداء الشعبين الشقيقين. داعياً إلى عدم نكأ جراح الماضي، وتوحيد الجهود في مواجهة مؤامرات التوطين والتهجير. مؤكداً أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بديلاً عن العودة إلى فلسطين أرض آباءه وأجداده.

وختم بتجديد العهد للشهداء على مواصلة مسيرة الكفاح والمقاومة حتى تحرير الأرض واستعادة الحقوق المغتصبة، كما توجه بتحية اعتزاز وإكبار إلى الأسرى الصامدين في زنازين الاحتلال، وهم يواجهون وحشية الجلادين وتفشي وباء كورونا في صفوف الأسرى الأبطال، داعياً إلى تحريرهم بكافة الوسائل المتاحة.  وتوجه بالتحية إلى جماهير شعبنا في كل مكان، مؤكداً بأن النصر قادم حتماً مهما تكالب الأعداء ومهما عظمت التضحيات.