"يجب على السلطات الإسرائيلية أن تتخلى فورا عن خططها لـ"ضم" مزيد من الأراضي في الضفة الغربية المحتلة، الأمر الذي ينتهك القوانين الدولية، ويزيد من تفاقم عقود من الانتهاكات المنتظمة لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين".

 هذا ما ورد عن منظمة العفو الدولية في اليوم الذي من المقرر أن يبدأ فيه مجلس الوزراء الإسرائيلي مداولاته حول الخطط.

وكانت منظمة العفو الدولية قد دعت المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات حازمة ضدَّ مقترحات "الضم"، والمستوطنات الإسرائيلية غير القانونية، في الأراضي المحتلة.

 وفي مخيّمات بيروت قوبلت خطة الضم الإسرائيلية لأجزاء من الضفة الغربية ومنطقة الأغوار، بموجة غضب عارمة، ففي مخيّم برج البراجنة وعقب صلاة عصر اليوم الأربعاء ١-٧-٢٠٢٠، وبدعوة من هيئة العمل الفلسطيني المشترك، نُظّم اعتصام أمام جامع الفرقان، شارك فيه ممثلو القوى والأحزاب الوطنية اللبنانية وفصائل الثورة والقوى الإسلامية الفلسطينية، وممثلو اللجان الشعبية والأمن الوطني الفلسطيني والقوى الأمنية المشتركة، والمؤسسات الأهلية الفلسطينية العاملة في مخيّم برج البراجنة، وفرق كشفية وفعاليات وأهالي المخيم. 

 

هذا ورفع المعتصمون اللافتات والشعارات الاحجتجاجية ضدَّ سياسة القضم الإسرائيلية، وأعلام فلسطين.

 

 وكانت كلمة لتحالف القوى الفلسطينية ألقاها مسؤول حركة "حماس" في لبنان د.أحمد عبد الهادي مما جاء فيها: "خرج الشعب الفلسطيني اليوم في فلسطين في غزّة والضفة والخارج وبكل أماكن وجوده وكل المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، خرجوا غاضبين ومستنكرين المشروع الأمريكي الصهيوني الذي يسعى إلى ضم جزء كبير من الضفة الغربية كخطوة في إطار صفقة القرن التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية". 

وأضاف: "صحيح أن أرضنا محتلة ولكن في صراعنا مع هذا العدو الصهيوني لا يمكن أن نقبل ونرضخ بمزيد من الاحتلال والهيمنات الصهيونية على جزءٍ أو شبرٍ من أرضنا الفلسطينية".

وأكّد عبد الهادي أنَّ هذا المشروع الصهيوني الأمريكي مدعوم ومخطط بغطاء عربي رسمي ومطبّع مع العدو الصهيوني.

كما أكَّد أنَّ الشعب الفلسطيني الجبار والمجاهد والمقاوم والمتمسّك بالثوابت الوطنية سيفشل هذا المشروع، كما أفشل المشاريع التي قبلها.

 ورأى عبد الهادي أنَّ قرار ترامب والكيان الصهيوني اعتبار القدس عاصمة لدولة الكيان، ونقل السفارة الأميركية إليها لا يعني أنَّ القدس لم تعد عاصمة فلسطين، فالقرار الأول والأخير هو للشعب الفلسطيني والمعركة باقية ما دام الاحتلال موجود.

ورأى عبد الهادي أنّ قرار الضم هو إعلان حرب على الشعب الفلسطيني، وقال: "إذا أعلن الكيان الصهيوني الحرب فإنَّ الرد سيكون قاسيًا، وبالطريقة التي يفهمها، فالشعب الفلسطيني متمسك بثوابته الوطنية وقضيته وأرضه وحقه لحين العودة والتحرير". 

 

 كلمة منظمة التحرير الفلسطينية ألقاها عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية علي فيصل فقال: "نلتقي اليوم لنؤكد أن مشروع ومخطط الضّم الإسرائيلي لأجزاء من الضفة الفلسطينية والقدس والاغوار وشمال البحر الميت هو جزء من صفقة القرن الامريكية التي لن تمر ما دام هناك مقاومة فلسطينية، وطالما هناك اجنحة فلسطينية متعددة الأسماء موجودةٌ في الميدان، وموجودة في وحدة وطنية وفي وحدة مقاومة وانتفاضة موحدة، فلم ولن تمّر هذه الصفقة ما دام الشعب بالضفةِ يمتشق حجارته وأجساده، وفي المعتقلات يستخدم أمعاءه الخاوية سلاحًا وفي غزة رغم الحصار يستخدم صواريخ، ومسيراتهِ في مخيمات الشتات تنتفض غضبًا، وترفض بكل عزم وقوة هذا المشروع والصفقة المشؤومة وينتفض دفاعًا عن حق العودة وحق تقرير المصير وحقه بالقدس وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".

 

وتابع فيصل: "نحنُ نلتقي اليوم مع أهلنا في المناطق المحتلة بال 48 الذين يناضلون ضدَّ التهجير والتهويد وكل الشعب الفلسطيني في الميدان، في المقاومة والانتفاضة وحدة واحدة في مواجهة هذا المشروع الذي يستهدف إيقاع نكبة جديدة، ولكن هيهات أن تتكرر هذه النكبة طالما هناك شعب فلسطيني أدرك مخاطر المشروع وأدرك مخاطر النكبة ولا زال يعيش تداعياتها".

ورأى فيصل أنَّ هذا المشروع وهذه الصفقة لن يمرا إلّا على أرواحنا لأنها تستهدف حقوق الشّعب الفلسطيني بأكمله وحقوق شعوب الأمة العربية والمقاومة العربية وأحرار العالم.

ورفض فيصل مخطط ترامب الذي يستهدف الأمن والاستقرار في المنطقة، وعودة العالم تحت نظام عالمي جديد تحت رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية. وشدد على أنَّ هذا المخطط سيفشل على قاعدة صمود الشعب الفلسطيني ووحدته.

ورأى فيصل أن الشعب الفلسطيني عند مستوى المسؤولية والوعي والحدث ويستطيع أن يفشل كل مخططات العدو الصهيوني، ويقف رفضًا لكل المؤامرات التي تستهدف تصفية الحقوق الفلسطينية وحق العودة.

 

كما دعت هيئة العمل الفلسطيني المشترك إلى تنظيم وقفة احتجاج واستنكار ضد سياسة الضم الإسرائيلية في مخيم شاتيلا ، تزامنًا مع اعتصام مخيم برج البراجنة، وذلك أمام جامع شهداء المخيم، شارك فيه الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية واللجان الشعبية والأمن الوطني الفلسطيني والمؤسسات الأهلية الفلسطينية وكشافة "فتح" وأهالي المخيم.

وألقى كلمة منظمة التحرير الفلسطينية عضو قيادة حركة "فتح" في بيروت ناصر الأسعد، جاء فيها: "هو الفصل الأول وهو الفصل الأخير في مواجهة أن نكون أو لا نكون. هو الجدار الفلسطيني في مواجهة التوسع الصهيوني، هو الموقف لا وألف لا، هو الموقف النهائي ضد عمليات الضم وفرض الأمر الواقع ومحاولات التركيع من أجل تمرير صفقة القرن وإنهاء القضية الفلسطينية. نقول نعم لفلسطين محرره كاملة عاصمتها القدس وعودة اللاجئين. نحن كفلسطينيين كما كنا منذ مئة عام لا نستكين ولا نهدأ ولا نروّض ولا نجوع ولا نتعب ولا نيأس نستمر بكفاحنا مهما اشتدت الصعاب وقست الأيام ونَدَرَ المناصر والمعين".

وتابع: "نحن حركة "فتح" كما في عيلبون وكما في الكرامة وكما في مقاطعة ياسر عرفات كلنا في الميدان ليبقى مشروعنا الوطني الفلسطيني هدفنا الوحيد اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس والشريف ذات السيادة الكاملة مهما كلف ذلك من تضحيات ومن دماء وأرواح ومهما كان الحصار جائرًا فجميعنا على ذات موقف الرئيس الصامد الصابر "أبو مازن" في مقاطعة العز رام الله، شهداء شهداء شهداء هذا ما أكده ويؤكّده حامل الأمانة، هذا ما هو عليه على درب رفيق مسيرته الرمز ابوعمار ليس فينا وليس منا من يفرط بحبة تراب من فلسطين".

ورأى الأسعد أنَّ الأول من تمور ليس كباقي الأيام، بل هو يوم تاريخي للشعب الفلسطيني بدمه وصموده وثباته الأسطوري رغم الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة وتعرضها لمؤامرات التمزيق والتفتيت الجغرافي والعرقي والطائفي والمذهبي.

ولفت الأسعد إلى أن الصمود في فلسطين هو الرد الحاسم على كل المؤامرات من فلسطين يبدأ ضرب المشروع الاستعماري والمخططات الجهنمية ضد الأمة العربية والاسلامية.

وطالب الدول العربية التي تهرول نحو التطبيع إستجابة للاملاءات الأمريكية وخدمة للمشروع الصهيوني والتماهي مع الحصار المالي الذي فرضه الاحتلال وعدم تجاوب الدول العربية لتفعيل شبكة الأمان المالية المقرّرة سابقا في المؤتمرات والقمم العربية.

وطلب الأسعد من الفلسطينيين في لبنان وفي المخيمات أن يكونوا على بصيرة وتحكيم العقل وأن يكونوا دعاة محبة ووفاق وجسور رحمة حتى تمر أزمة هذا البلد العزيز لما قدّمه الشعب الفلسطيني وقضيته على مدى سبعين عامًا ونيّف.

وألقى كلمة تحالف القوى الفلسطينية مسؤول اللجنة الشعبية للتحالف في مخيم شاتيلا سليمان عبد الهادي، جاء فيها: "لا لصفقات القرن لا للصفقات المشبوهة التي يحاول العدو الصهيوني والإدارة الأمريكية تمريرها على الشعب الفلسطيني. إن هذه السياسية الذي يتبعها الصهيوني ما هي الّا برنامج متسلسل يود من خلاله طمس الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني".

 ورأى عبد الهادي أنَّ القيادة الفلسطينية في محاولتها إقامة دولة فلسطينية ما هي إلا من أجل إثبات وجودنا كشعب فلسطيني، ومن أجل تحرير فلسطين من البحر إلى النهر.

 وأكد عبد الهادي أن الشعب الفلسطيني لم ولن يتنازل عن شبر واحد من فلسطين، لافتًا إلى أن هذا العدو لا تنفع معه المفاوضات ولا المساومات ولا يفهم إلا لغة الحراك.

وطالب عبد الهادي الكل الفلسطيني بإعادة ترتيب منظمة التحرير الفلسطينية من أجل إعادة اللحمة والمقاومة حتى تحرير كامل فلسطين.