تصاعدت الضغوط الداخلية على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للتدخل وثني الحكومة الإسرائيلية عن نيتها ضم أجزاء من الضفة الغربية مطلع الشهر المقبل.

وفي هذا الصدد، انطلقت اليوم من داخل الكونغرس الأميركي عريضة تواقيع جديدة تحذر من تحول إسرائيل لدولة فصل عنصري، وأنه في حال إقدامها على تنفيذ ضم أجزاء من الضفة الغربية مطلع الشهر المقبل فإن أعضاء الكونغرس سيسعون إلى ربط مبلغ المساعدات السنوي المقدم لإسرائيل والبالغ 3.8 بليون دولار بمدى التزامها بحقوق الإنسان في فلسطين، وسيسعون لخصم أي مبلغ تصرفه الحكومة الإسرائيلية على المستوطنات من هذه المساعدات.

ووقع على الرسالة، التي حصلت "وفا" على نسخة منها، التي بدأ تداولها في الكونغرس للحصول على توقيعات، خمس عضوات هن: رشيدة طليب، واليكساندريا كورتز، والهان عمر، وباميلا جايابال، وبيتي ماكوليم.

والعريضة موجهة لوزير الخارجية الأميركي مايك بوميو، ومن المتوقع أن يصل عدد الموقعين عليها عشرات أعضاء الكونغرس، حيث تجري الآن اتصالات مكثفة لضمان توقيع آخرين عليها.

وتحذر العريضة من أن النية المعلنة لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ضم أجزاء من الضفة الغربية ستحول إسرائيل لدولة فصل عنصري، ما سيدفع الموقعين لوضع قيود على المساعدات العسكرية الأميركية المقدمة لإسرائيل باشتراط احترام حكومتها لحقوق الإنسان الفلسطيني، مع خصم ما ستصرفه حكومة إسرائيل على المستوطنات.

وبينت أن تنفيذ نوايا الضم سيضر بإمكانية تعايش الفلسطينيين والإسرائيليين جنبا إلى جنب بشكل متساو ومتعادل وبكرامة.

وطالبت العريضة، وزارة الخارجية الأميركية باتخاذ إجراءات فورية للحيلولة دون قيام حكومة إسرائيل بتنفيذ الضم، معتبرة أن تنفيذ الضم سيضر بالعلاقات الأميركية- الإسرائيلية، والأميركية- الفلسطينية لعقود مقبلة.

وأشارت إلى أن تنفيذ الضم يتم دون موافقة الفلسطينيين، ورغم رفضهم المعلن للخطة، وعدم وجودهم للتفاوض حولها، ورفضهم المعلن لها، لأنها لا تمنحهم حقوقهم التي نصت عليها القوانين والشرعية الدولية.

واستندت العريضة إلى توقعات منظمات حقوقية بأن الضم سيقود لموجة عنف ضد الفلسطينيين وترحيل جماعي لهم عن أراضيهم، ووضع قيود على حركتهم، وتوسيع المستوطنات، وهدم البيوت، ومنعهم من السيطرة على مواردهم الطبيعية.

وتأتي هذه العريضة بالتزامن مع توقيع 189 عضو كونغرس على رسالة وجهت للحكومة الإسرائيلية تنتقد مسعاها لضم أجزاء من الضفة، وأيضا بالتزامن مع رسالة أخرى وقعت عليها 129 منظمة أميركية تطالب المرشح للرئاسة الأميركية جو بايدن بإعلان مواقف واضحة ضد ضم أراضي الضفة، وتطالبه بفرض عقوبات على إسرائيل إن أقدمت على ذلك.