فلسطيننا/ صيدا

نظم تيار المستقبل في صيدا والجنوب ندوة بعنوان " انضمام الدولة الفلسطينية الى مجلس الأمن " وذلك في مقر التيار في عمارة المقاصد في صيدا ، بحضور : امين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي ابو العردات ، والقنصل العام في سفارة فلسطين محمود الاسدي ، ومدير شؤون المخيمات سليم ابو خضرا ، ومدير المكتب الإعلامي لسفارة فلسطين جمال عيسى وممثلون عن فصائل المنظمة واللجان الشعبية وعن عدد من القوى الفلسطينية ، ومنسق عام تيار المستقبل في الجنوب الدكتور ناصر حمود واعضاء مكتب المنسقية ومنسقي قطاعات ومكاتب ولجان التيار في صيدا والجنوب .

استهل اللقاء بالنشيدين اللبناني والفلسطيني ، ثم كانت كلمة ترحيب من منسق عام تيار المستقبل في الجنوب الدكتور ناصر حمود فقال: عدوٌ واحدٌ، وقضيةٌ تجاوزتِ الوطنَ ، شعبٌ مقاومٌ عنيدٌ ، و قضيّةٌ عربيةٌ تحتلُ شاشاتِ التلفزةِ في كلَّ مكان، رفضٌ للظلمِ و الاستبداد ، حقٌ من حقوقِ الانسان ، نزاعٌ ، تحولَّ الى قضيةٍ مركزيةٍ في صراعٍ عُرفَ بالصراعِ العربيَّ الاسرائيلي . انّها القضيةُ الفلِسطينيةُ الأبرزَ مع العدوِّ الصهيوني . فالفلسطينيَون اليومَ على مسافةِ حُلُمٍ بينهمَ و بينْ دولتِهمْ المنشودة، نعمْ ، يحقُ لهم تقريرَ مصيرِهم واقامةَ دولةٍ مستقلْةً .... يحِق للّاجئينَ المطالبةَ بحقِ العودةِ الى وطنِهِم الأم ، وكذلك على الاسرائيليَّ أن يعاقبَ لارتكابِه مجازرَ ضّد الانسانية ولاغتصابه حقوقَ الشعبِ والأرضِ و الوطنْ . بالأمسِ عادَ بعضُ أبطالِكم الى الحريَّةِ ، فهنيئاً لهم ولكم ، ونسألُ الله تعالى أن يفُك قيودَ من تبقى في الأسرِ .واليومَ، يتأهبُ العالمُ أجمع ..منتظراً اسقاطَ القناعَ عن قوىً تتاجرُ بحقوقِ شعوبٍ عربيةٍ أرادت تقريرَ مصيرِها بنفسِها .. فهلْ ينتصرُ العالمُ لفِلسطَينَ هذه المرة ؟؟ استحقاقٌ تاريخيٌ .... ينتظِرُهُ الفلسطينيُّ داخلَ وطنِهِ و في الاغتراب . استحقاقٌ يعترفُ بحق الفلسطيني في اقامةِ دولتِهِ في عُهدةِ مجتمعٍ دوليٍ قد يُنصِفُهُ يوماً ما !!! انّه سؤالٌ برسمِ التاريخِ .

ثم تحدث السفير عبد الله فقال: نتابع أحداثا جساما تمر بها منطقتنا العربية بدأت نهاية العام الماضي .. هذه الصحوة الجماهيرية .. شبيهة بالصحوة التي حصلت في اعقاب نكبة فلسطين العام 48 حين انتفض الجيش المصري وقام بثورة غيرت الأوضاع في داخل مصر وتبعها الحركة للجيش السوري في سوريا ... هذه الجماهير التي قادت هذه التحولات وهذه الصحوة على المستوى القومي العربي كان محركها وصاعقها نكبة فلسطين ، وكانت هذه الجماهير تطمح وقتها لأن يؤدي هذا التحول الى انقلاب في المعايير والانتقال من حالة التحكم الاستعماري الى استقلال والى حرية وكرامة وديمقراطية .. واصاب هذه الجماهير احباط شديد ادى لأن يكون الصاعق الجديد للصحوة الجديدة في ايامنا القائمة ..وان القول ان الاخرين وراء هذه الهبّة ويحاولون ان يخططوا كي يقوموا بتغييرات انا لست مع ذلك بالمطلق .. هذه الصحوة هي من الذات ومن الضمير ومن الوعي النضجي الذاتي للمواطن العربي الذي يريد ان يعبر عن حال الاحباط وربما الانكسار نتيجة خيبة امله من الصحوة التي بدأت في الخمسينات ولم تصل الى مبتغاها .

واضاف: هذا التحول الجديد كيف نتعامل معه ؟ .. لا يستطيع احد ان يقف ضد حركة هذه الشعوب وخياراتها، قد لا نكون طرفا بمعنى ان نقوم بتحالفات وغيره ، ولكن لا يمكن ان نكون في مواجهة هذه التحولات وفي الوقت ذاته يجب ان نبقى حذرين ومتنبهين، ان الذي كان يريد ان يخطط ليخلق التحولات من الداخل صحا وتنبه ان هناك قوى كامنة يمكن تجييرها وتسييرها وحرف بوصلتها وربما اذا كانت عصية على التحول ربما اجهاضها ، هذه تبقى مسؤوليتنا نحن كيف نتكاتف ونتلاحم لنقف في وجه اي محاولة لإجهاض هذه الصحوة الشعبية لعدم حرفها عن مسارها الوطني و للعمل بكل ما نستطيع من قوى من اجل ايصالها الى بر السلام دون ان نخلق اية انشقاقات او فجوات في داخل المجتمع ..وأول الاخطار التي يجب ان نتنبه اليها هي التبريرات غير الواقعية لأسباب هذه التحركات وبالتالي ان نقبل بالتراجع عنها ، وثاني هذه الاخطار هو ان نفسح في المجال بأن يستدل عدونا الثغرات التي يمكن ان توجد الانقسامات ، هذه التشققات سواء على واقع مذهبي او طائفي او قبلي او واقع إثني، علينا ان نحرص جداعلى ان لا نقع ضحية هذه المحاولات وما جرى في مصر قبل اسابيع قليلة يجب ان يكون جرس الانذار القوي الذي يقرع في وجوهنا حتى نتنبه لما يمكن ان يقوم به اعداؤنا .. ما حصل في مناطق اخرى من محاولة لإثارة الفتن المذهبية اما تركيز الاضواء على هجرة المسيحيين او ترحيلهم او طردهم او تخويفهم فهذه جزء من هذا التمزق الذي يمكن ان يقع في داخلنا ، يجب الحفاظ على صلابة البنية الداخلية لمجتمعاتنا ..

وفي الشأن الفلسطيني قال السفير عبد الله : خلال الشهرين الماضيين كان التوجه الفلسطيني الى الأمم المتحدة لطلب عضوية كاملة لفلسطين في المجتمع الدولي ، هذا المطلب له بعده السياسي والقانوني والانساني الذي نستفيد منه، هذه التجربة استطعنا ان نبرز من خلالها قضيتين اساسيتين ، القضية الأولى: استطعنا ان نبرز كيف يمكن ان نستعين بالعمق العربي لشأن وطني ، فيكفي اننا لأول مرة نستطيع ان نخلق موقفا عربيا موحدا حول قضية واحدة .. وعلى الأقل قدمنا نموذجا فلسطينيا في لم شمل العالم العربي . والقضية الثانية : ان هذه التجربة استطاعت ان تجمع الشارع الفلسطيني من رفح حتى رأس الناقورة ، من عين الحلوة والمية ومية الى البداوي من اوستراليا الى تشيلي... لم اقابل السيد خالد مشعل لكن خطابه في طهران احترمته جدا واعتبر ان هذه بدايات النضج .. انا في رأيي المتواضع جدا ان خطاب الاخ خالد مشعل في طهران كان خطابا ناضجا لكن يجب ان نبني عليه وان نكرسه كنهج وكنسق عمل وتعامل. اذاً .. هذه التجربة التي قمنا بها اولا كرست العمق العربي وثانيا وحدت الجبهة الفلسطينية في الداخل والخارج خلف هدف معين .

واضاف: نستطيع ان نلحظ نفس التجربة في عملية اطلاق الأسرى التي حصلت مؤخرا حيث وحدت البسمة الفلسطينية ونحن نادرا لا نضحك لأنه مر علينا الكثير الكثير ..قيمة هذه الحرية وهي ليست الاولى كما تعرفون وليست الاكبر كما قيل - في نوفمبر 1983 حررت حركة "فتح" 4765 اسيرا فلسطينيا والجبهة الشعبية -القيادة العامة حررت في العام 1985 1155 أسيراً- لكن بغض النظر قيمة هذه العملية ، يكفي انه ابتسم طفل فلسطيني وهو يمسك بيد جده ... يكفينا ان هذه ادخلت الأمل لكل اسير فلسطيني بأن شعبه اولاً، وقيادته السياسية ثانياً لم تتخل عنه.. اكثر من عشر عمليات تبادل حصلت حتى الآن وهذه لن تكون الاخيرة ولن يكون هناك سلام من دون تحرير كل الأسرى ، اضافة الى ان هذه العملية وحدت الجبهة الفلسطينية واعادت الامل الى من لم يصلهم الدور بعد، وفي نفس الوقت طرحت رؤية مطلوب من اي قائد أن يعمل بموجبها .. كيف يمكن ان نستفيد من هذه التجربة في انجاح الصحوة العربية التي تسود العديد من اقطارنا وفي ان نحصنها ضد محاولات حرفها عن مسارها أو محاولات اجهاضها.

ورأى السفير عبد الله أن الجامعة العربية ما زالت قادرة على ان تلعب دورا ... وقال: قبل ان نهدم الجامعة العربية علينا أن نفكر بالبديل .. لكن ان نهدم الجامعة ولا نتمكن من بناء بديل لها ، فهذا خطا كبير ولا يصب في الحصافة السياسية وليس من المنهج البنائي للمجتمعات ...

وكشف عبد الله عن ان زيارة الرئيس ابو مازن الى القاهرة في هذه الفترة قد تشهد لقاءً بينه وبين قيادة حركة حماس برئاسة رئيس المكتب الرئاسي خالد مشعل وقال: نريد فعلا ان ننهي الانقسام الى الابد.. نريد ان يبقى شعبنا ووطننا ومواطنينا واحدا متماسكا صلبا ..

وعن الموقف الدولي من اعلان دولة فلسطين قال السفير عبد الله : تقدمنا بطلب الى الأمم المتحدة واجتمعوا اكثر من اربع مرات وكل مرة يخرجوا بأمر ان فلسطين ليست دولة وأن هناك اتفاقات ومعايير وغيرها,.. لكن الشعب موجود والارض موجودة ويعترفون بها والحكومة قائمة ولها قوانين ولدينا استعداد ان نحب السلام .. نحن محظوظون ان لبنان يرأس مجلس الأمن الدولي ، ولبنان لم يتعامل مع قضية فلسطين من منطلق مصلحة ذاتية ابدا .. بل هو وبكل ثقة يعالج الملف بالتشاور مع مندوب فلسطين في الأمم المتحدة ونتوقع في الأسبوع الثاني من شهر نوفمبر كحد اقصى ان نسلم الطلب الى مندوب لبنان في مجلس الأمن نواف سلام كي يقدمه وليُحرَج من سيُحرَج ، فلن نكون اول دولة لا يتم التصويت على طلب عضويتها من المرة الأولى.. لكن نكون على الأقل استطعنا ان نخلق حراكا رفيع المستوى بجبهة فلسطينية موحدة ومتراصة وفي عمق عربي نشط ..

ورأى السفير عبد الله : ان الإعتراف بالدولة الفلسطينية ليس مرتبطا بحق العودة ، يعني اذا اعترفت الأمم المتحدة بفلسطين دولة كاملة العضوية ، فهذا لا يلغي حق العودة ولا يجعل اي فلسطيني اينما كان مواطنا مباشرا لهذه الدولة .. نقول ان طلب الاعتراف بعضوية الدولة هو طلب رفع مستوى التمثيل، أي اننا نريد ان نرفع مستوى التمثيل من كيان سياسي مراقب الى دولة كاملة العضوية ...