تقرير: إيهاب الريماوي
لا تتوقف شهية الاحتلال الإسرائيلي في هدم منازل المواطنين ومصادرة أراضيهم عند أي حد، رغم حالة الطوارئ العالمية بفعل تفشي فيروس كورونا، إلا أن إسرائيل لم تتردد في مواصلة انتهاكاتها بحق الفلسطينيين.
وتجرى عمليات الهدم الإسرائيلية في سياق سياسة شاملة تستهدف الوجود الفلسطيني في مناطق الضفة الغربية والقدس خاصة، حيث تسعى تلك السياسة لإبقاء مناطق واسعة من الضفة فارغة من السكان لضمها إلى إسرائيل لاحقا.
ووفق إحصائية لمركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلّة "بيتسيلم"، فإن إسرائيل هدمت 18 منزلاً فلسطينياً حتى نهاية شهر شباط/ فبراير الماضي، ما أدى لفقدان 90 مواطنا منازلهم نتيجة لعمليات الهدم في مختلف المحافظات بالضفة الغربية.
منذ الإعلان عن أول حالات للإصابة بفيروس كورونا في فلسطين في الخامس من آذار/ مارس الماضي، هدم جيش الاحتلال الإسرائيلي 18 منزلاً وبركساً وغرفة زراعية في الضفة الغربية وداخل أراضي 48.
هدم مستمر
ففي الخامس من آذار/ مارس هدمت جرافات الاحتلال منزلي الأسيرين يزن مغامس في بلدة بيرزيت شمال رام الله، ووليد حناتشة في رام الله.
وفي التاسع من الشهر نفسه هدمت 3 بركسات في قرية دوما جنوب نابلس، وبعدها بثلاثة أيام هدم الاحتلال منزلا في الريف الشرقي لبيت لحم، وفي السادس عشر من ذات الشهر هدمت سلطات الاحتلال 3 منازل في بلدة كفر قاسم داخل أراضي 48 بحجة عدم الترخيص.
لم تتوقف سياسة الهدم هذه رغم إعلان إسرائيل عن "أولوية" محاربة الفيروس، حيث هدم في السادس والعشرين من الشهر الماضي 3 منازل في قرية الديوك قرب مدينة أريحا، كما هدم في ذلك اليوم بئراً وغرفتين زراعيتين بقريتي دير بلوط والزاوية غرب مدينة سلفيت.
وفي 31 من الشهر الماضي هدم الاحتلال منزلاً قيد الإنشاء في خربة جبارة جنوب طولكرم، تبعه اليوم هدم ثلاثة منازل قيد الإنشاء في قرية رمانة غرب مدينة جنين، إلى جانب الاستيلاء على كرفان سكني في الجفتلك بالأغوار الشمالية.
تصاعد الانتهاكات
وحسب رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف، فإن الانتهاكات الإسرائيلية تصاعدت منذ تفشي فيروس كورونا خاصة في منطقة الأغوار من حيث عمليات هدم المنازل، إضافة إلى إنشاء 3 بؤر استيطانية جديدة.
وأضاف أن أغلب الانتهاكات تركزت في منطقة شمال شرق طوباس، ومنطقة الديوك قرب أريحا، إضافة إلى قيام المستوطنين بتوسيع المستوطنات من خلال وضع سياج على أراضي المواطنين في منطقة المغير شمال رام الله، وبورين وعصيرة الشمالية ومادما جنوب نابلس، وخربة النحلة جنوب بيت لحم.
وتابع عساف "قبل عشرة أيام شرع جنود الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق الحيوانات المفترسة كالذئاب والضباع، نحو مناطق الأغوار، الأمر الذي يهدد حياة المواطنين وحيواناتهم".
البدء في شق شارع استيطاني قرب حوارة
كما بدأت سلطات الاحتلال منذ الليلة الماضية تنفيذ مخططها بشق الشارع الاستيطاني قرب بلدة حوارة جنوب نابلس، حيث قطعت أشجار زيتون ووضعت علامات على الشارع الذي سيربط المستوطنات المقامة على أراضي نابلس بمستوطنة "اريئيل".
ووفق عساف فإن "الشارع الذي سيبلغ طوله نحو 4 كيلو متر سيلتهم 1200 دونما من الأراضي الخصبة، 400 دونم منها من أجل الشارع، و800 دونم لأطرافه".
ويؤكد بأن خطورة شق هذا الشارع إلى جانب الاستيلاء على أراضي المواطنين، تكمن في تقسيم قرى جنوب نابلس من جديد، حيث ستصبح قرى شرق الشارع مفصولة تماماً عن القرى الواقعة غربه.
دوائر الاعتراض متوقفة لكن الهدم مستمر
وتعطي إسرائيل الأولوية القصوى لاستمرار مشروعها الاستيطاني، حيث تستغل حالة الطوارئ لتنفيذ مشاريعها الاستيطانية بشكل كبير.
والدليل على ذلك أنها منذ أن أعلنت عن إجراءاتها لمواجهة جائحة كورونا، أغلقت دوائر الاعتراضات على عمليات الهدم والمصادرة أمام المواطنين والمحامين، بينما تضاعف عمل دائرة التنفيذ في "الإدارة المدنية"، والتي يوكل إليها مهمات تنفيذ عمليات الهدم وتوزيع الإخطارات.
استمرار النشاط الاستيطاني والبناء في المستوطنات فاقم من انتشار الوباء بين المستوطنين أنفسهم، والذي امتد أيضا إلى العمال الفلسطينيين، وهي بذلك فضلت خططها الاستيطانية على الصحة العامة.
ورغم أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الفلسطينية في مواجهة الوباء نجحت في كثير من المناطق باحتوائه، كما في بيت لحم التي ظهر فيها الفيروس في البداية، إلا أن الثغرة الحقيقية في المعركة ضد تفشي فيروس كورونا هي الاحتلال ومستوطناته وحواجزه وكل إجراءاته التي تحاول إفشال الجهود لوقف تفشي الوباء.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها