تقرير: معن الريماوي

  قرر المواطن جمعة سالم غنيمات، وضع منزله في قرية مخماس شمال القدس المحتلة تحت تصرف الحكومة، وتحويله إلى مركز للحجر الصحي، كنوع من المسؤولية المجتمعية تجاه محاربة فيروس "كورونا" المستجد، وإيمانًا بضرورة خلق مبادرات وتقديم كل ما أمكن.

لم يتردد المواطن غنيمات (46 عامًا) في جعل منزله الثاني الذي اشتراه في القرية له ولعائلته، لأخذ قسط من الراحة والهدوء، بعيدًا عن ضغوطات الحياة، تحت تصرف الحكومة بعد إعلان حالة الطوارئ لمكافحة الفيروس.

المنزل حسبما يقول غنيمات الذي يقطن بالأساس في قرية كفر مالك شرق رام الله، مكون من ثلاثة طوابق، بمساحة 180 مترًا لكل طابق، وبه غرف متعددة، وتحيطه حديقة وسور وبوابة كبيرة.

"بعد انتشار الفيروس في فلسطين، وظهور إصابات جديدة في محافظات عدة، قرّرتُ تحويل المنزل لحجر صحي، خاصة أنه غير مسكون، أتردد عليه أنا وعائلتي كل فترة، كلما شعرنا بالحاجة للراحة والهدوء، ونبيت فيه ليلة أو ليلتين". يقول غنيمات.

ويضيف "المبادرات الفردية والجماعية التي نسمعها هنا وهناك، دفعتني لتقديم يد العون والمساعدة، وأنا سعيد أن أقدم شيئا لخدمة وطني، الكل بادر وساهم قدر استطاعته، وهو ما يدلل أن البلد مليئة بالخير والعطاء، وهذه المبادرات إنسانية وأخلاقية ووطنية".

ويؤكد غنيمات أهمية الوقوف إلى جانب الحكومة في التصدي لفيروس "كورونا" وتقديم ما نستطيع لتخفيف حدة انتشاره، ليصبح الوطن نقيا خاليًا من هذا الفيروس.

ويقول: "كلنا يد واحدة، وهذا أقل ما يمكن تقديمه، وما قمت به لا يذكر أمام من قدم وضحى بروحه من أجل قضيته".

ودعا المواطنين كافة الذين بمقدورهم التبرع وتقديم المساعدة، إلى أن يبادروا لذلك، وأن يقدموا أي شيء من شأنه مساعدة الناس، والتخفيف عنهم، خاصة في هذه الأوقات العصيبة.

هذه ليست المرة الأولى التي يبادر فيها غنيمات للمساعدة حسبما يقول، فقبل عام أعطى منزله لعائلة محتاجة لتسكن فيه مجانًا دون إيجار لمدة ستة أشهر.

وقدمت قرية كفر مالك العديد من المبادرات أسوة بالقرى والمدن والمحافظات الأخرى في إطار مواجهة "كورونا" ومن بينها مبادرة جمعية المتطوعين الفلسطينيين بتوفير كافة المستلزمات والمواد الغذائية، كما قدمت لجنة الطوارئ فيها مساعدات عينية ونقدية، إضافة للمبادرات الشخصية، والتي تؤكد مستوى الوعي العالي لدى المواطنين، وحرصهم على السلامة العامة.