تقرير: إسراء غوراني
خلال الأيام القليلة الماضية، كثف اتحاد لجان العمل الزراعي من حملاته التوعوية في المناطق المهمشة ضمن حملة "حماية صغار المزارعين من فيروس كورونا"، والتي تستهدف 80 تجمعا من جنوب الضفة الغربية لشمالها، وهي التجمعات التي تعاني ظروفا معيشية صعبة بسبب استهدافها من قبل الاحتلال والمستوطنين، وتتعرض بيوتها ومنشآتها للهدم باستمرار.
يقول المواطن مهيوب رافع من منطقة وادي المالح بالأغوار الشمالية، إن هذه الحملات ساهمت بشكل كبير وملحوظ بتغيير سلوكهم في المنطقة، فيما يتعلق بموضوع الفيروس، وأخذ الإجراءات الاحتياطية والوقائية منه.
ويشير إلى أن السكان سابقا لم يأخذوا الموضوع بجدية، ولكن يلاحظ اليوم أن غالبية أهالي منطقة المالح التي تضم 19 تجمعا سكانيا تسكنها 180 عائلة يأخذون احتياطاتهم بشكل جيد.
انتشار الوعي بين الناس في هذه التجمعات يظهر جليا من خلال التزام الأهالي بالتعليمات المتمثلة بقلة الحركة وعدم الاختلاط، كما يتضح حجم الوعي لديهم من خلال حرص الأمهات على توعية أطفالهن وضبط تحركاتهم.
ويوضح رافع أن ما ساهم في زيادة وعي المواطنين وحرصهم على الالتزام هو علمهم بأن مناطقهم من أكثر المناطق المهددة بالوباء، بسبب وجود مستوطنات موبوءة في محيطهم وعلى أراضيهم.
بدوره، يؤكد منسق لجان العمل الزراعي في محافظة طوباس سمير بني مطر أن اللجان استهدفت في حملتها حوالي 80 تجمعا سكانيا تسكنها 850 أسرة، من مسافر يطا في أقصى جنوب الضفة الغربية إلى الأغوار الشمالية في شمالها، وتضم غالبية المناطق المهمشة والتجمعات البدوية.
وتشمل الحملة توزيع كتيبات حول فيروس كورونا ومخاطره وسبل الوقاية منه، بالإضافة للحديث الشفهي للأهالي والمزارعين حول الموضوع، وتوزيع المعقمات، بالإضافة إلى رش خيام المواطنين وبيوتهم بالمواد المعقمة.
ونوه بني مطر إلى أهمية توعية هذه الفئة بالذات، وخاصة أنها فئة تعاني ظروفا معيشية صعبة، بالإضافة لقربها من المستوطنات التي تعتبر من المناطق الموبوءة بالفيروس، مشيرا إلى أن اتحاد لجان العمل الزراعي سيواصل هذه الحملات بهدف زرع التوعية الكافية لديهم للحفاظ على سلامتهم وسلامة المحيطين بهم.
وأضاف: "تتعرض هذه الفئات لمخاطر مضاعفة نظرا لقربها من المستوطنات، بالإضافة لقلة الوعي الناتج عن الظروف المعيشية الصعبة، لكن لحسن الحظ لاحظنا التعاطي بشكل جدي مع الموضوع من قبل الأهالي".
ويقدم اتحاد لجان العمل الزراعي مشاريع دعم زراعي للمزارعين في المناطق المهمشة باستمرار، وفقا لما قاله بني مطر، مؤكدا أن مشروع التوعية الحالي لا يقل أهمية عن باقي المشاريع بل يعتبر أهمها على الإطلاق كونه يصب في الحفاظ على المزارع وسلامته، وهو ما يعزز من صموده وبقائه.
من جهته، يوضح رئيس مجلس قروي المالح مهدي دراغمة أن حملات التوعية لمناطق الأغوار وغيرها من المناطق المهمشة، تعتبر في غاية الأهمية، خاصة أن غالبية أراضيها مصنفة "ج"، وتقع بمحاذاتها مستوطنات كثيرة، بالإضافة إلى الواقع المرير الذي يعيشه سكانها الذين يفتقرون لأدنى مقومات الحياة بسبب ممارسات الاحتلال في المنطقة ومحاولته تهجير السكان.
وأكد أن حملات التوعية المستمرة ساهمت في زيادة وعي المواطنين، ويتضح ذلك من خلال التزامهم بالتعليمات والحد من تنقلاتهم، بالإضافة إلى توقف عمال المستوطنات عن التوجه لأماكن عملهم، وكل ذلك يدلل على تشكل ثقافة عامة لدى المواطنين.
ويتعرض سكان الأغوار لمخاطر يومية من الاحتلال وممارساته ومن المستوطنين، وخاصة بعد إقامة بؤر استيطانية جديدة يضيق مستوطنوها على الأهالي ويحاربونهم في مصادر رزقهم بمختلف الوسائل، بالإضافة لقيام سلطات الاحتلال بعمليات هدم يومية للمنشآت.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها