تقرير: وعد الكار

 "العروسان يدعوانكم لالتزام منازلكم والدعاء لهما بالبركة بمناسبة زفافهما في ظل أزمة كورونا"، هذه كانت فحوى دعوة زفاف الفتاة براءة عمارنة من مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم، والشاب عماد شرف من بلدة الظاهرية جنوب الخليل، والذي سيقام غدا الجمعة، ليقتصر الزفاف في زمن الكورونا على العائلة والمقربين فقط، التزاما بتعليمات الجهات المختصة بمنع التجمعات بأعداد كبيرة.

وتقول العروس براءة إنها لا تحب الضوضاء، وكانت متوترة وعريسها من "عجقة" حفل الزفاف، فهي ترى بأن المعازيم يترصدون حركات العروسين وهذا الأمر يربكها ويوترها، والحفل الصغير يزيل كل تخوفاتها.

وأشارت إلى أن الظروف حكمت بأن يكون العرس على هذه الشاكلة، مؤكدة أنها فرحت بقرار إقامة الحفل مقتصرا على المقربين فقط، فالأعراس تتضمن عادات مكلفة وخاطئة وتشكل عبئا على الشباب، وعادة ما تكون أول سنة زواج هي لسداد الديون.

"صديقاتي أرسلن لي عبر فيسبوك صورة لعرس في الثمانينات كنوع من الفكاهة، حيث كان يُقام العرس في منزل العريس وبأعداد قليلة من الحضور، وفي العام 2020 الأكثر تطورا ستعود الأعراس كما أيام زمان ببساطتها وجمالها، حيث المشاعر حقيقية وبسيطة ولا يوجد فيها أي نوع من الرياء الاجتماعي"، تابعت براءة.

وبينت أن "أمها في البداية اقترحت تأجيل الحفل لأنها تريد أن تفرح بابنتها وأن يشاركها الجيران والأقارب، لكنها في النهاية تقبلت الأمر بكل روح رياضية."

من جانبه، قال والد العروس محمود عمارنة إنه لن يكون هناك مراسم زفاف كالمعتاد، فسيتم توديع العروس في المنزل ثم الانطلاق إلى منزل والد العريس، حيث ستكون هناك حفلة بسيطة للمقربين، مع أنه تم حجز القاعة وكل ترتيبات الحفل جاهزة، لكن كلها تم إلغاؤها، مؤكدا أنه يجب التماشي مع الظروف الراهنة حتى زوالها.

وأضاف أنه كان يبني آماله أن يلتم شمل عائلته من خلال هذا الفرح الذي تم تحديده منذ الصيف الماضي.

"كنت انتظر قدوم هذا الحفل على أحر من الجمر، حيث ستلتقي أخواتي المتزوجات في بيت لحم مع المتزوجات في الأردن وبنات أخي في رام الله، لكن لن تتمكن أي منهن من القدوم، التزاما بقرار عدم التنقل" يقول عمارنة.

وبيّن أن الترتيبات كانت بمشاركة 12 سيارة بالزفة، لكن بعد إعلام الشرطة بالزفاف، سمحوا فقط بثلاث سيارات، وتم التنسيق مع أفراد الشرطة بوضع اسم العريس وعائلته على حواجز الأمن الوطني ليسمحوا لهم بالمرور، مع التشديد على ضرورة عدم اصطحاب الأطفال.

ودعا الله بأن تزول هذه الغمة عن فلسطين وعن كل العالم، وأن يأخذ الناس من هذه الأزمة درسا مهما ألا وهو عدم إثقال كاهل الشباب بتكاليف الزواج لتكون الأعراس من الآن فصاعدا بسيطة ومباركة من خلال تخفيفها على الناس، مؤكدا أن هذه فرصة للاستمتاع بالأفراح دون أي التزامات منهكة