فور وصوله من فرنسا في الخامس من آذار الجاري، أخضع الفنان سمير جبران، نفسه للحجر الصحي الطوعي في منزله برام الله، انطلاقا من مسؤوليته الفردية والمجتمعية، كإجراء وقائي للحد من انتشار فيروس "كورونا" وعدم نقله إلى وطنه فلسطين.

سمير، أحد أفراد فرقة الثلاثي جبران الفلسطينيّة العالمية، أطل على جمهوره في فلسطين والعالم العربي بفيديو يدعو فيه جميع القادمين من السفر إلى الدخول في حجر منزلي لمدة 14 يوما وعدم انتظار قرار الحكومات أو السلطات.

وخاطبهم قائلا: "ادخلوا في الحجر المنزلي للوقاية من انتشار فيروس كورونا، هذا الفيروس اللعين الذي لا جيش له، ولا لون له، ولا حدود له، ولا دين له...كل ما له أن يأكل من جسدنا، حياته مماتنا، فلننتصر على الكورونا بالوقاية".

ولم تتوقف قصة جبران مع فيروس كورونا عند هذا الحد، فبعد أن أنهى الحجر المنزلي وأجرى فحصا للكشف عن الفيروس وخرجت نتيجته سلبية، جاء الدور على ابنته كاتيا وصديقتها، اللتين عادتا من فرنسا قبل 3 أيام، حيث تدرسان في الجامعة الأمريكية في باريس.

وقال جبران في فيديو جديد نشره لجمهوره على مواقع التواصل الاجتماعي: "وصلت ابنتي كاتيا من فرنسا بتاريخ 16 آذار، بعد يوم واحد من وصول صديقتها وزميلتها في الجامعة، نتيجة منع السلطات الإسرائيلية ابنتي من القدوم بنفس رحلة الطيران مع زميلتها بذريعة أمنية، وبعد أن أخضعوها للتفتيش أكثر من ثلاث ساعات ونصف".

وحرص جبران على اتخاذ كافة التدابير الوقائية، فطلب من صديقتها اصطحابها من المطار إلى المنزل في رام الله بدل أن تستقل مركبة عمومية، وعملت والدة كاتيا على تجهيز مكان منفصل في المنزل استعدادا لخضوعهما للحجر المنزلي لمدة 14 يوما لضمان خلوّهما من الفيروس، وفقا لتعليمات منظمة الصحة العالمية، ووزارة الصحة الفلسطينية.

وصلت كاتيا وصديقتها إلى المنزل، وحافظتا على مسافة كافية مع العائلة التي رحبت فيهما عن بعد، قبل أن تدخلا في الحجر المنزلي.

مرّ اليوم الأول على حجر كاتيا وصديقتها دون ظهور أي عوارض صحية، وفي اليوم التالي ظهرت أعراض الحمى على كاتيا، ما دفع والدها سمير للاتصال على وجه السرعة بوزارة الصحة، التي أرسلت طواقمها إلى المنزل وأخذت العينات اللازمة لإجراء فحص "الكورونا".

وقال جبران: "انطلاقا من حرصي، اتصلت بوزارة الصحة، وجاءوا على وجه السرعة وأخذوا العينات، قبل أن يبلغونا في وقت لاحق أن العينتين إيجابيتان، وأن ابنتي وصديقتها مصابتان بفيروس كورونا".

وأضاف: "تواصلت معنا وزارة الصحة، وأرسلوا طبيبا متخصصا، وبإرادتهما وإرادتنا جرى نقلهما إلى الحجر الصحي في المستشفى".

وعاتب جبران مروجي الشائعات الذين تداولوا إصابة ابنته وصديقتها حتى قبل أن تخرج نتيجة الفحص ويعرف بها هو وزوجته. وقال: "صحتهما جيدة وهما موجودتان الآن في المكان الصحيح، ورسالتي للجميع: يكفي شائعات".

وشكر جبران الطواقم الطبية التي تعاملت بمهنية عالية وحضرت بكامل الاستعداد والالتزام التام بكل إجراءات الوقاية.

وأضاف: "كنت من أوائل الأشخاص في فلسطين ممن بادروا بحملة توعوية حول الوقاية من فيروس كورونا، وسأستمر في هذه الحملة، لأن لا شيء يدعوني للخجل من ذلك".

وكان الناطق باسم الحكومة إبراهيم ملحم، قد أعلن عن تسجيل ثلاث إصابات جديدة بفيروس كورونا، لطالبتين جامعيتين من القدس ورام الله قادمتين من فرنسا، إضافة إلى آخر من نابلس، ليرتفع عدد المصابين في فلسطين إلى 47 مواطنا.

وقال ملحم: "أخذت عينات من طالبتين جامعيتين قادمتين من فرنسا، وصلتا القدس ورام الله، والعائلتان كانتا على درجة عالية من المسؤولية الوطنية والصحية، وتعاملتا مع الحالتين في الحجر المنزلي، وتم إخضاعهما للفحص وتبين أنهما مصابتان بالفيروس".

وعلى النقيض من المسؤولية العالية التي أبدتها عائلة جبران في التعامل مع الموقف، تعامل مصاب من نابلس باستهتار، ورفض التعاون مع الجهات المختصة، واخترق الحجر المنزلي، بعد عودته الى أرض الوطن في الثالث عشر من الشهر الجاري، عبر جسر الكرامة وفرض الحجر المنزلي عليه.

وقالت نائب محافظ نابلس عنان الأتيرة لـ"وفا"، إن استهتار هذا المصاب جعله يخرج من المنزل حتى ظهرت إصابته وللأسف لم يلتزم بالاجراءات".

وأكدت أن لجنة الطوارئ العليا في محافظة نابلس منذ اللحظة الأولى التي وصلتها أنباء عن مواطن مشتبه بإصابته بفيروس كورونا، اتخذت كافة التدابير والإجراءات اللازمة للتعامل معه بعد رفضه الخضوع للتعليمات، وجرى التحوط عليه وعمل اللازم بحقه ونقله الى الحجر الصحي.

وحذّرت الأتيرة من أن "عدم الالتزام بالتعليمات والإجراءات المعلنة من قبل المحافظة ووزارة الصحة، قد يكلّف الكثير من الجهود في الحد من انتشار الفيروس".

وأعلنت الأتيرة أنه "تم تتبع خط سير المصاب والأشخاص الذين خالطهم وتعامل معهم، ووضعهم في الحجر المنزلي وأخذ العينات منهم من أجل فحصها، ومنهم يعملون في القطاعين الصحي والأمني؛ وذلك لعدم معرفتهم مسبقا أنه خاضع للحجر الصحي".

وأثنت الأتيرة على كافة المواطنين الملتزمين بالتعليمات الصادرة عن الجهات الرسمية، مؤكدة أن الالتزام بهذه التعليمات هي الطريق الوحيد لمحاصرة انتشار الفيروس في فلسطين.