تقرير: بدوية السامري

دعم نفسي ومعنوي، وكلمات مطمئنة هو ما وجدته الطالبتان المصابتان بفيروس كورونا، والقادمتان من فرنسا، قبل دخولهما الحجر.. ظهر في الفيديو الذي بثه والد إحدى الطالبتين وتداوله الفلسطينيون.

وكان الناطق باسم الحكومة أعلن اليوم الخميس عن إصابة طالبتين جامعيتين قادمتين من فرنسا وصلتا الى القدس ورام الله مصابتين بفيروس كورونا وتم نقلهما الى مجمع هوغو تشافيز للحجر الصحي وهن بحالة صحية جيدة.

الصحة النفسية الجيدة تزيد من مناعة الجسم ومحاربته الأمراض، كما تشير مديرة الصحة النفسية في وزارة الصحة الفلسطينية د. سماح جبر لــــ"وفا".

وتقول: كلما حافظ الانسان على معنويات عالية وصحة نفسية جيدة فان مناعته للمرض ستكون أفضل، فالتوتر والقلق يرفع نسبة الكورتيزون الذي بدوره يعمل على إضعاف المناعة.

وهذا يقع على عاتق المحيطين والمجتمع كاملا بكيفية التعامل مع المصابين بالفيروس.

وتؤكد جبر لــ"وفا" أهمية التحلي بالمعنويات الجيدة في هذه الظروف الصعبة، فما يؤثر على المواطن هو كثرة متابعته للأخبار، وآخر التطورات حول الفيروس، وتلك من الأخطاء الشائعة في مجتمعنا التي تؤثر على الصحة النفسية وتزيد من الضغط والتوتر، وتوجه الاهتمام كله الى هذا الأمر، ويهمل أمورا أخرى واجبة في حياته، وتقول: لا داعي لكل هذا الاهتمام، يكفي متابعة ذلك مرة في الصباح، ومرة في المساء والذهاب للاهتمام بأمور الأخرى خلال اليوم، مع اتباع الاجراءات الوقائية الاحترازية دائما.. فهذا كل ما نحتاجه في هذه الفترة.

فما دام يقوم المواطن بالأمور الوقائية بشكل جيد ذلك سيعطيه رضى نفسي لذاته ولمن حوله.

ويعيش الفلسطينيون منذ اعلان حالة الطوارئ في الأراضي الفلسطينية بسبب فيروس كورونا حالات من الخوف من الاصابة بالفيروس وتداعياته، والقلق لما هو قادم.

وتضيف جبر: هناك أنواع من الهلع والخوف أصابت المواطنين بسبب الأزمة التي يمرون بها من مرض "كورونا".

وتشير جبر إلى أن ما يعانيه المواطنون ليس حالة اكتئاب كما يصف الكثير منهم حالته "بالمكتئب"، ويتداوله المواطنين فيما بينهم لكنهم يمرون مثل باقي شعوب العالم بحالة نفسية عابرة، ستزول بزوال السبب ان شاء الله.

ويقبع عشرات الفلسطينيين اليوم في الحجر الصحي بعد إعلان اصابتهم بالفيروس، والآلاف للحجر المنزلي لمخالطتهم مصابين، ومواطنين واعين اختاروا العزل بإرادتهم وابتعدوا عن مخالطة أي من الأشخاص خوفا على أفراد أسرهم فاختاروا العزل عن المحيط داخل منازلهم.

ودعت جبر كل هؤلاء للقيام بروتين منظم داخل منازلهم، أو مكان حجرهم، بساعات نوم منتظمة، والقيام بالقراءة والكتابة، ومشاهدة بعض الأفلام لقضاء الساعات، والتواصل مع الأهل والأصدقاء من خلال الهواتف الخلوية والحواسيب.

واعتبرت ذلك فرصة لإنجاز الأشغال المنزلية واليدوية، والجلوس مع العائلة أكثر.

وتقول: هناك قلق خاص بالأطفال وادماجهم بالروتين المنزلي وروتين الحياة اليومية الذي تغير عليهم فجأة، وعلى الأهالي التقرب منهم أكثر وادماجهم بفعاليات نافعة، وعلينا الحفاظ على معنويات الكبار في السن والوقوف الى جانبهم، ومساعدتهم بقضاء حاجاتهم دون الخروج من منازلهم.

وعن الضغط الذي تعيشه الطواقم الطبية والأمنية، قالت: إنهم خط الدفاع الأول، وعلى عاتقهم يقع ضغط كبير.

وأشارت إلى أنهم رغم كل الضغوط فهم منفصلون جسديا عن عائلاتهم، فيجب إعطاؤهم فرصة للتواصل مع أهاليهم، علينا كأفراد المجتمع جميعا دعمهم معنويا بشكل كبير.

وقالت: إنهم جاهزون في دائرة الصحة النفسية لتقديم كل المساعدة لهم فإذا ما شعروا بأي ضغط نفسي، ليقوموا بالتوجه الى الأخصائيين النفسيين