ثلاثة أحداث تسيطر على انشغالات الساحة الإسرائيلية الأمر الأول أو الثاني هو قصة إبريق الزيت في الانتخابات وفضائح "نتنياهو" وتشكيل الحكومة للمرة الثالثة من الانتخابات خلال عام، والأمر الثاني أو لربما هو الأول فيروس كورونا المستجد، والثالث غير المعلن والبعيد عن سطوة الأضواء ولكنه الأمر الجلل الذي يطبق على الأرض مهمة تنفيذ رؤية الرئيس الامريكي "ترامب" الموصوفة كرؤية للازدهار للفلسطينيين (هكذا) و"الشعب الاسرائيلي" حسب ما هي مدونة بالغلاف.
إن انشغال العالم كله تقريبًا بفيروس كورونا، وهو انشغال يستحق الالتفات له من باب حماية الإنسانية، تستغله السلطات الإسرائيلية للإغراق في سياسة التهويد خاصة في مدينة القدس ومدينة الخليل وصولاً لاستلاب المسجد الاقصى، كما تم فعله بالمسجد الإبراهيمي ناهيك عن سلب الأرض المقدسية في كل زاوية وشارع وسكنى وهضبة.
لا تدخر حكومة الاحتلال وسعًا في توسيع مساحة الاستعمار (الاستيطان) في الضفة الغربية التي عادت لتسميتها بإسم توراتي لا صلة لنا به بتاتا هو (يهودا والسامرة) ومع توسيع مساحة استعمارها تطلق العصابات الإرهابية الصهيونية من عقالها بالدعم العلني للجيش، والعالم منصرف النظر لمشاغله، وكأن الهم الإقليمي والهمّ العالمي دوما ما يتحالفان لتحقيق طمس الأعمال الإرهابية والوحشية للصهاينة المحتلين.
لم يكن انشغال العالم العربي بصراعاته وحروبه الداخلية والاقليمية إلا بعيون مفتوحة ودفع قوي أو استغلال واسع من الحكومة الإسرائيلية التي إما سهلت أو تغاضت أو ساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر في هذه الحروب والصراعات.
إن هذا ليس بغريب على الكيان الصهيوني بأن يستغل حدثين أحدهما عالمي والثاني محلي لمصلحة تحقيق نبوءة "ترمب" بالسيطرة الكاملة للدولة الصهيونية علي الضفة الغربية ونبوءة "نتنياهو" التي أرادت (مكان تحت الشمس) بالاستيلاء علي كل فلسطين تحت بصر العالم الذي يمنّى النفس بعلاقات مع الاحتلال مقابل ما يظن أنه يوفر له من أمن موهوم!
الفلسطينيون محاصرون من الصهاينة من جهة، ومن فيروس كورونا من جهةٍ ثانية، وفي الأولى يخوضون صراعًا مريرًا ونضالا مستحيلا، ومقاومة صلبة ضد كل الممارسات الارهابية والاستعمارية اليومية التي لا تتوقف للحظة والتي تسعي لمزيد من الاستلاب لأراضي الدولة الفلسطينية الموعودة، كما تفعل عصابات المستعمرين بكل المحيط العربي الفلسطيني للمستعمرات المقامة فوق أراضينا.
وفي الأيام الأخيرة وفي ظل تفشي فيروس كورونا في المنطقة ظهرت قرية بيتا التي سبقتها وزاملتها عديد القري والبلدات والمدن في النضال حيث التصدي الباسل للعصابات التي تحاول الاستيلاء على جبل العرمة.
قرية بيتا قرب نابلس اليوم بالعرق وبالدم والتآزر تحاول أن تضع الحدث الانتخابي الاسرائيلي والفيروس في المقام الثاني، لتبدو فلسطين في المقدمة.
قرية بيتا تضرب نموذجًا وهّاجا للمقاومة الشعبية، كما فعلت وتفعل النبي صالح وقُصرة والخليل وكفر قدوم والمعصرة وقرى الأغوار، والمغيّر ودير نظام والخضر وترمسعيا... والتجمعات البدوية حول القدس... الخ من بلدات بلادنا.
أهل فلسطين وبلدة بيتا بنموذجها الشعبي هذا يجهد مناضلوها لوضع الحدث الفلسطيني بالمقدمة باعتباره الأول، للعالم الذي ينظر لما يحصل بفلسطين بأعين مغمضة أو كسولة أو هاملة... وبإذن الله سينجحون.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها