إرهابي بربطة عنق
  
حمدت الله تعالى ثلاثًا لأن نتنياهو لم يتهمنا بنشر فيروس الكورونا في الدولة مثلما اتهمنا عدد من وزرائه قبل سنوات بحريق أحراش جبل الكرمل.

سرق هلع الكورونا منا شهر آذار بأزهاره ونواره وجداوله وينابيعه وأعشابه وفراشاته والجلسات العائلية على الهضاب الخضراء مع صحن تبولة وفنجان قهوة، مثلما سرق حفلاتنا ولقاءتنا وكل ما هو مفرح في حياتنا، وقدم لنا السيد رئيس حكومة تسيير الأعمال على شاشة التلفاز مقطوعات "ستاند أب تراجوكوميدي" فنصحنا، نحن تلاميذ روضة الأطفال، باستعمال المنديل الورقي اذا عطسنا أو سعلنا أو تمخطنا، وغسل اليدين بالصابون، وأمرنا أن يبتعد الواحد منا عن الآخر مسافة مترين اثنين، ونظرًا لأنني إنسان ومن طبيعة الانسان أن يخاف، ونظرًا لأنني مواطن يحافظ على القانون ويلتزم بالتعليمات فكرت أن اشتري مترًا وأحمله بيدي وأمشي في الشارع وأقيس المسافة بيني وبين كل من أقابله أو أحادثه، ولكني تساءلت: ماذا عن مائدة الطعام عندما أجلس والسيدة زوجتي وأحفادي حولها؟ فكرت أيضا ماذا عن النوم؟ هل ستكون مشكلة؟ تمددت على سريرنا عندما أقبل الليل وهربت من التلفاز والهلع. حاولت أن أبتعد في السرير عن زوجتي مترين اثنين فسقطت على المصطبة. والحمد لله جاءت سليمة. نهضت وطلبت من زوجتي أن تبتعد مترين عني فغضبت وقالت: لا يمكن، ولكني سأنام على الأرض. انبسط!

شو هالشغلة يا نتنياهو؟ تخويف وتفريق؟!

يريد أبو يائير حكومة طوارئ، أو بالعربي الأندبوري حكومة كورونا تضم مائة وخمسة نواب يهود فقط لا غير أي "بدون مؤيدي الإرهاب" كما قال.

هل انتخبنا بدون علمنا وبدون تفكير خمسة عشر نائبا يؤيدون الإرهاب؟ وهذا يعني أنهم ارهابيون لأن من يؤيد الإرهاب ارهابي ومن انتخب الارهابي فهو ارهابي أيضا.

581,540 ناخبًا عربيًا ويهوديًا ارهابيون.

العربي إرهابي سواء كان طبيبًا ماهرًا في هداسًا وايخلوف ورمبام يعالج أولادهم ونساءهم أو مدير مستشفى أو عالما في معهد رحوفوت أو لاعب كرة قدم أو كرة سلة في المنتخب الاسرائيلي أو فنانًا في مسرح هبيمًا أو روائيًا عالميًا أو شاعرًا بارزًا أو صحفيًا يكتب مقالاته في الصحافة المحلية والعالمية أو بناء ماهرًا أو... النائب العربي إرهابي يرتدي بدلة وربطة عنق.

يا الله! هل أنا إرهابي ولا أعلم!؟

تنقصني ربطة عنق حمراء أو لا يهم لونها.

هذا التفكير يا أبا يائير يعني شيطنة القائمة المشتركة ويعني ترانسفير سياسي مقدمة لترانسفير سكاني قومي.

انزلوا عن بغلتكم!

باقون باقون باقون في وطننا.

كنا عشرة نواب في نيسان فصرنا ثلاثة عشر نائبًا في أيلول ثم خمسة عشر نائبًا في آذار وسوف نصبح عشرين نائبًا.

باقون باقون باقون في هذا الوطن، وطننا الصغير الجميل الذي ليس لنا سواه.