في هذه الأوقات العصيبة، التي نواجهها مجتمعين، أجدني أمام جهد وطني جبار، يستدعي توجيه التحية للجهود الفلسطينية المتكاملة لحماية مشروعنا الفلسطيني؛ للقيادة الفلسطينية التي اتخذت القرار المناسب في الوقت المناسب لحماية الوطن والهوية والشعب، للمواطن الفلسطيني رصيدنا الوطني، لحراس الحقيقة، لإعلامنا الفلسطيني الذي نقدر عاليًا جهوده الجبارة، لمواكبة الجهود التي تبذلها الحكومة والمؤسسات الفلسطينية الصحية والأمنية والاقتصادية لتوفير عوامل الحماية والوقاية لشعبنا، في مواجهة هذا الوباء الذي ضرب معظم دول العالم، ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى اعتباره وباءً يضرب البشرية، وفي نفس الوقت تُشيد تلك المنظمة الدولية، بالجهود الفلسطينية في مواجهة هذا الوباء.
حتى هذه اللحظة نرى جهداً متكاملاً تبذله المؤسسة الرسمية والاعلام الأهلي، مع وجود بعض الحالات التي تستدعي التوقف أمامها، بالقول إننا أمام حالة طارئة تستدعي تكاتف الجهود وتكاملها على كافة المستويات، بتحري الدقة وانتهاج المسؤولية الوطنية العالية، فحياة شعبنا ليست سبقاً صحفياً في سوق المعلومة، نحن أمام مصير شعب، وجهود مؤسسات كاملة تسعى لتجنيد إمكانياتنا البسيطة والناجعة حتى الان مقارنة بامكانيات دول عظمى، تُشيد في معظمها بالخطوات والاجراءات التي اتبعتها الحكومة الفلسطينية لمواجهة هذا الخطر، وهي ناجحة حتى الأن، وجنبت مواطنينا خطرًا اودى بحياة الالاف في دول العالم.
إنني وبمسؤولية عالية، ومن موقع الحريص على انجازاتنا الوطنية والحكومية والاعلامية، والجهود العظيمة التي تبذلها الطواقم الطبية في كافة أنحاء فلسطين، وبشكل خاص في بيت لحم، بامكانياتها البسيطة والمحدودة، لتقديم الرعاية والمتابعة لأبنائنا، وحرصاً على إنسياب المعلومة لتحصين المواطن الفلسطيني، فإنني أدعو:
- مؤسساتنا الاعلامية إلى ربط بثها مع هيئة الإذاعة والتلفزيون، ونحن نرى جهدًا جباراً يبذله كادرها في توضيح طرق الوقاية أولاً بأول، وتقديم المعلومة الضرورية حيث لا مجال للاجتهاد، سوى في تقديم المعلومات من مصادرها الواضحة والمعلومة، للمواطن الفلسطيني.
- الإستناد إلى معلومات وبيانات لجنة الطوارئ الإعلامية التي تقدم المعلومة وتتأكد من دقتها.
- إنني على ثقة بحرص كافة العاملين في قطاع الاعلام، مؤسسات وإعلاميين، وقد كانوا دوماً في الخندق الأول دفاعاً عن مصالح شعبنا، والأن، هذا وقت تستدعي الضرورة توحيد الجهود، وعدم نشر أيّة معلومات أو بيانات مهما كانت، دون الرجوع والتأكد من صحتها من خلال اللجنة الإعلامية، فلتكن مصادرنا واضحة ومعلومة للجميع، لأنها حصانتنا.
- إن نشر الإشاعات والمعلومات المجهولة مهما كان مصدرها يضرب الحصانة الاجتماعية، ويتسبب ناشرها بحالة من الفوضي نحن في غنى عنها، سيعم تأثيرها على كافة مناحي الحياة، وفي ظل حالة الطوارئ تعرض ناشرها للعقوبات التي نصت عليها حالة الطوارئ، والجميع في غنى عن ذلك.
- معظمنا ثمن الالتزام القوي الذي أظهرته الصين في مواجهة هذه الازمة، رغم انعكاس ما عانته على الوضع العالمي، وها هي تتجاوز عتبة الازمة، وهي واحدة من الأمثلة الحاضرة أمامنا في مواجهة تلك المخاطر.
- دول كبرى أخرى تواجه هذا الخطر، التزمت وسائل إعلامها المتنوعة، والمختلفة سياسياً، بمصادر المعلومة الذي حددته الحكومات باعتبارها حالة طارئة، استوجبت ألتزام الجميع، ولا نسمع فيها ومنها اجتهادًا في النص، أو في نقل سبق صحفي مهما كانت طبيعته، بل يسعى الجميع إلى تناقل البيان والمعلومة الصادرة عن جهة الاختصاص.
ما سبق يدعوني للطلب من إخواني في نقابة الصحفيين التي طالما كانت مدافعة عن الحريات، ونظراً لخصوصية الوضع، إلى رفع الغطاء المهني عن أي مثير للشائعات وإخضاعه للمسائلة المعنوية والقانونية.
إن ثقتنا بمؤسساتنا الإعلامية عالية، وقدرتنا على السباق في حماية نسيجنا الاجتماعي واسعة، في مواجهة المخاطر المركبة، وقد اجتمعت جميعها في هذا الوقت بالذات لتضعنا أمام تحديات كبيرة، فلنحيلها إلى فرص لإثبات قدرتنا وتوحيد جهودنا، ونحن قادرون على ذلك، لأننا نستطيع.
ومرة أخرى أقترح توحيد البث في نقل البرامج التوعوية، لنقل الصورة والمعلومة على أوسع نطاق؛ هذا لا يعني وقف البرامج الأخرى المباشرة الهادفة إلى تقديم المعلومات للمواطن عبر المنابر الإعلامية الأخرى المنتشرة في المدن والمحافظات، بالاعتماد على مصدر المعلومات من جهة الاختصاص الاعلامية.
لقد وحدنا جهدنا في غير مرحلة وحالة، ونجحنا في اجتياز الكثير من الازمات، وكان انحيازنا دوماً لمشروعنا الوطني، فليكن انحيازنا اليوم لشعبنا، لإنجازاتنا، للمواطن الفلسطيني في هذه الأزمات. التحية لإعلامنا الوطني الفلسطيني الذي تشهد له المواقف والاحداث، قدرته على تشكيل نسيج حام للوطن والشعب والقضية.
والتحية لقيادتنا الفلسطينية التي اتخذت قرارها الشجاع والجريء لمواجهة المخاطر مجتمعة، وكانت بمستوى المسؤولية لمواجهة التحديات التي تواجه شعبنا. والتحية لجهود الحكومة الفلسطينية، لوزارة الصحة وكادر مستشفياتنا وطواقمنا الطبية التي كانت بمستوى نداء الوطن، للوزارات والمؤسسات التي تبذل كافة الجهود الممكنة لحماية شعبنا، والتقدير العالي للقطاع الخاص الذي يبني السياج المتكامل لأسس دولتنا الفلسطينية القادمة.
وننحني احتراماً للجباه المرفوعة بشموخ، لرجال الأمن والشرطة وهم يقفون كتفاً إلى كتف لتوفير الأمن والحماية لشعبنا، والتحية للمواطن الفلسطيني، رصيدنا ودرعنا الذي يسطر بصموده والتزامه أروع قصص بناء الوطن، يواجه الوباء الصحي ويقاتل السرطان الاستعماري الاحتلالي الإسرائيلي الذي يستغل الظروف العالمية لفرض الوقائع على الأرض، فنواجهه بصدرونا العارية.
هذه عظمة فلسطين الشعب والقضية والوطن، فلنكن جميعاً بمستوى فلسطين لأنها تستحق، ولأننا نستحق.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها