يشارك وفد فلسطيني في الدورة التاسعة لمنتدى "فالداي" الدولي للحوار الذي انطلق يوم أمس الاثنين في العاصمة الروسية موسكو تحت عنوان "الشرق الأوسط في زمن التغيرات نحو هندسة استقرار جديد".

وضم الوفد نبيل شعث الممثل الخاص للرئيس محمود عباس، ووزير التنمية الاجتماعية أحمد مجدلاني، وسفير دولة فلسطين لدى جمهورية روسيا الاتحادية عبد الحفيظ نوفل، ومدير عام الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية أنور عبد الهادي.

ويناقش المنتدى الذي يستمر يومين الأزمات في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا لمحاولة إيجاد حلول لها بمشاركة  50 مسؤولاً وخبيراً من 20 دولة.

وبين المحاور التي يناقشها المؤتمر، مستقبل الشرق الأوسط في السياق العالمي، وإشكالية تفاقم الصراعات في المنطقة، والعلاقات بين الدول العربية وجيرانها غير العرب، والوضع في الخليج والمغرب العربي، والعلاقات بين روسيا ودول المنطقة، والموجة الاحتجاجية الجديدة في الشرق الأوسط بأسبابها وتداعياتها.

وقال عبد الهادي في كلمة له بالمؤتمر، إن "صفقة القرن تشكل مؤامرة على شعبنا لتصفية حقوقه، وإن المشروع الأميركي الذي صيغ في دولة الاحتلال دليل على الرعاية الأميركية المنحازة لإسرائيل، والتي تريد عبر صفقتها تصفية القضية الفلسطينية".

وأضاف أن الطريق الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة يأتي من خلال تجسيد الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقنا في تقرير المصير والحرية والاستقلال، وإقامة مؤتمر دولي للسلام برعاية الرباعية الدولية وبمشاركة أي دولة تسعى إلى السلام.

بدوره، أكد مجدلاني في كلمة له، أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وعدم استجابة إسرائيل لمتطلبات السلام العادل القائم على تطبيق الشرعية الدولية، وقرارات مجلس الامن الدولي، بالإضافة للسياسات الأميركية الخاطئة في المنطقة على مدار العقود الماضية، هو اساس دخول منطقة الشرق الأوسط في مرحلة حرجة من عدم الاستقرار.

وأضاف مجدلاني أن الرؤيا الفلسطينية لشرق أوسط مستقر تنطلق من ضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية يرتكز على قرارات الشرعية الدولية، وليس على أساس المقاربة الأميركية الجديدة التي طرحتها إدارة ترمب، لأن عدم حل القضية الفلسطينية على أساس القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين عبر قيام دولة فلسطينية كاملة السيادة على حدود 1967 يمثل تهديداً للأمن والاستقرار في الشرق والاوسط، ومدخلاً لزيادة الصراعات السياسية والمذهبية في المنطقة.

وتابع مجدلاني أن الرؤيا الفلسطينية ترتكز على إعادة الاستقرار للمنطقة ودعم الجهود الرامية إلى إحلال السلام، والتي من شأنها خلق آليات للتواصل والتعاون الإقليمي، وبلورة إطار نظام متعدد الأطراف لمعالجة قضايا الأمن الإقليمي كبديل حقيقي لسياسة المحاور والتكتلات التي أدخلت المنطقة في اتون حروب لا تنتهي على حساب استقرار الاقليم، بل وسائر دول العالم

وتحدث مجدلاني عن السيناريوهات المحتملة في ضوء التحديات الراهنة، عبر سيناريو الفوضى وعدم الاستقرار، حيث تتفاقم الأزمات في الشرق الأوسط، وسيناريو المراوحة وصعوبة انتقال الأوضاع لمرحلة الفوضى الشاملة، واستمرار حالة الاضطراب الإقليمي نتيجة تضارب المصالح والتحالفات بين القوى الدولية والإقليمية والسياسات الأميركية المنحازة لإسرائيل بشكل كامل.

وترجع بداية المؤتمرات الشرق أوسطية لمنتدى "فالداي" إلى عام 2009، وسبق أن استضافت الأردن ومالطا والمغرب، دورات له في السنوات الماضية، قبل أن يتقرر عام 2016 عقد هذه المؤتمرات سنويا في موسكو.

وتأسس منتدى "فالداي" عام 2004 وسمي باسم بحيرة فالداي، الواقعة في نصف الطريق تقريبا بين موسكو وسان بطرسبورغ، حيث عقد أول اجتماع للمنتدى.

ويهدف المنتدى إلى تعزيز الحوار بين النخب الفكرية الروسية والدولية، وتقديم تحليل علمي موضوعي مستقل للتطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في روسيا والعالم.