بدعوةٍ من فصائل العمل الوطني والإسلامي الفلسطينية، وتحت عنوان "صفقة القرن لن تمر"، نظمت مسيرةً شعبيةً حاشدةً رفضًا لصفقة القرن التي يحاول الرئيس الأميركي تسويقها والإعلان عنها في تآمر واضح ضد القضية الفلسطينية والقدس المحتلة، اليوم الاربعاء 2020/01/29 في مخيم الرشيدية.

وشارك المئات في المسيرة، إذ انطلقت من أمام نادي جنين، ورفع المشاركون خلالها لافتات وشعارات تنددُ بخطة ترامب الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية والقضاء على حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

بدايةً كانت كلمة حركة "فتح" وفصائل المنظمة ألقاها عضو المجلس الثوري الحاج رفعت شناعة جاء فيها: "إننا اليوم كشعب فلسطيني في الداخل والشتات نقف أمام منعطف سياسي وأمني ووجودي خطير، تفرضهُ علينا مؤامرة أمريكية صهيونية وصمت دولي أيضاً، والمطلوب منا كشعب فلسطيني تجاوز هذه الأزمة بل الأزمات، وفهم ما يجري حولنا، لأن ما يجري حولنا هو صفعه العصر ليس للشعب الفلسطيني فحسب بل للمجتمع الدولي بأسره، فهو الذي يتحمّل المسؤولية كاملة عما يجري للشعب الفلسطيني، وهي استمرار لوعد بلفور، الذي وُلد من جديد، فنتنياهو وشريكه ترامب منذ ثلاث سنوات وهما يخططان من أجل تدمير حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه".

وأكد شناعة أن هذه المؤامرة لم تنته، ولن تنتهي إلا إذا استطعنا كشعب فلسطيني ايقاظ الأمة العربية والعالم بأسرهِ، فالمؤامرة الصهيونية الأمريكية تهدف إلى التخلُص من الشعب الفلسطيني من أجل بناء كيان صهيوني قومي، ويهودي، وعنصري، وإنهاء وجودنا التاريخي فوق أرضنا.

وأوضح شناعة أنّ ما يجري من مؤامرة ليس صفقة بل صفعة لأن الصفقات تكون بين طرفين من أجل الوصول إلى حلول، لكنّنا كشعب فلسطيني لسنا طرف فيها لا من قريب ولا من بعيد، والشعب الفلسطيني ورئيسه رفض منذ اللحظة الأولى هذه الصفقة كونها تستهدف حقوق الشعب الفلسطيني في كل مكان، ورأس منظمة التحرير.

تابع: "نقول لترامب كما قال الرئيس محمود عباس، القدس ليست للبيع ونحن لها، وحركة "فتح" التي انطلقت في العام ١٩٦٥ وقاتلت بعنف وبجدية وخاضت المعارك الشرسة في كل مكان وعلمّت العالم أن الفدائي الأول هو الفدائي الفلسطيني ستقف في وجه هذهِ المؤامرة. وإن كان كثيرون رضخوا لهذهِ الصفقة وهزّوا رؤوسهم أمام ترامب ونتياهو، فإنّ شعبنا الفلسطيني لم يعتد أن ينحني أمام أحد، فهو رفع شعار ثورة حتى النصر ولن يتراجع".

وأكد شناعة على أننا نقف اليوم لنؤكد للعالم أن شعبنا موحّد، وأن الوحدة الوطنية هي سلاحنا الأقوى في وجه كل المؤامرات، وسنسعى لتطوير مقاومتنا على أرض الوطن لأن الصراع الحقيقي هناك وأهلنا في الداخل المحتل يدركون هذا، وهم على أهبة الاستعداد، لأن المعركة قد حلّت، وليس هناك تهرّب من المسؤولية، وسيكون هناك أيضاً معركة سياسية دبلوماسية موازية تديرها القيادة الفلسطينية عربياً ودولياً لكي يسمع العالم الذي يغفل عن حقوقنا، فكم من القرارات الدولية التي انصفت شعبنا دون أن يُطبّق منها قرارٌ واحد.

ووجه شناعة التحية لمفتي القدس الشيخ عكرمة صبري الذي تحدى جنود الاحتلال ودخل القدس ليقول للعالم العربي والإسلامي هنا تُثبَتُ العقيدة الإسلامية نحن كشعب فلسطيني مستعدون للتضحية، وأن نكون كلنا قرابين شهادة ولكن هذا لا يعفي الأمتين العربية والإسلامية من مسؤولياتهما.

كلمة قوى التحالف ألقاها مسؤول المكتب السياسي لحماس في منطقة صور عبد المجيد العوض، أكّد فيها على أن هذه المؤامرة الصهيونية الأمريكية وبمباركة عربية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، ولكنها ستسقط كغيرها تحت أقدام المقاومين والمجاهدين.

وتابع: "إن قضية فلسطين خافضة ورافعة هي رافعة لكل من يكون معها، وخافضة لكل من يتآمر عليها، منتقداً الصَمت العربي ومشاركة جزء من الأنظمة العربية في هذهِ المؤامرة". مؤكداً على أن الوحدة الوطنية هي الردْ الأمثل على مؤامرة ترامب.