رفضًا لصفقة القرن المشؤومة، نظَّمت الفصائل الفلسطينية إضرابًا عامًا وشاملًا واعتصامًا جماهيريًا أمام محطة سرحان في مخيم البداوي اليوم الاربعاء 2020/01/29.

شارك في الاعتصام ممثلي الفصائل الفلسطينية، وقوى لبنانية، واللجان الشعبية، وفعاليات، وجماهير من منطقة الشمال، وطلاب المدارس الذين رفعوا لافتات ترفض صفقة القرن وتدعوا إلى التمسك بكل فلسطين وبحق العودة إليها.

بدايةً كانت كلمة مسؤول المؤتمر الشعبي اللبناني المحامي عبد الناصر المصري جاء فيها: "يستمر الجنون الترامبي في ظل تواطؤ أنظمة عربية وتخاذل البعض الآخر وصمت الدول الاسلامية مما يؤكد الشراكة الأميركية الصهيونية في العدوان على أمتنا وفي قلبها فلسطين، فمنذ سنة ونحن ثابتون على الموقف نفسه بتمسكنا بالقدس عاصمة أبدية لفلسطين".

وتابع: "الموقف الفلسطيني يجب أن يكون موحدًا وترك الخلافات جانبًا وهو المدخل الأساسي لاستعادة الموقف العربي الموحَّد ضد الحلف الصهيوأمريكي خصوصًا في التقهقر العربي والتسارع في تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وأخرها بالأمس وللأسف حضور عرب لحفلة إعلان جريمة جديدة لاغتصاب فلسطين بعد أكثر من مئة عام على وعد بلفور".

وأكد أنه لا يمكن أن تعود فلسطين إلى سابق عهدها قضية جامعة وصرخة مدوية في وجه التخاذل إلا باستمرار وتطوير مشهد الوحدة الوطنية الذي رأينا بالأمس، ومشهد الثبات والقوة المعتمد على إيمان وإرادة وعزيمة وتمسك بالحقوق وفتح كل الخيارات من المقاومة إلى الدبلوماسية وصولاً للمقاومة العسكرية والفدائية.

كما أكد على أن المؤتمر الشعبي اللبناني يؤمن بأن الحق بغير القوة ضائع، وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة، وأن المرحلة تحتاج لعدت أمور منها استعادة الوحدة الفلسطينية ووضع برنامج وطني موحد لمواجهة التحديات وإفشال صفقة القرن وتحرير الأرض وتأمين العودة للاجئين وأيضاً للتحرك باتجاه ما سيبقي من دول عربية متحررة لاتخاذ موقف رافض في جامعة الدول العربية يحرج المهرولين نحو التطبيع.

ودعى إلى تفعيل الحراك باتجاه الدول الصديقة في العالم لمحاصرة الإدارة الأمريكية، وتوجيه صفعة جديدة لها وللعدو الصهيوني عبر حملة تهدف للتأكيد على التمسك الدولي بالقرارات الصادرة عن هيأته.

وختم قائلاً: "الرهان الأول والأخير على أبطال فلسطين المرابطين في القدس والضفة وغزة وعلى المقاومين الشرفاء، وأننا على يقين أن الشعب الفلسطيني قادر على إحباط المؤامرة الجديدة وعلى إسقاط نتنياهو وترامب في ضربة واحدة يستطيع أن يحولها إلى مأتهم الأخير لدورهم السياسي".

كلمة الفصائل الفلسطينية ألقاها أمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في الشمال أبو جهاد فياض جاء فيها: "إنه يوم غضب وإضراب عام رفضًا لصفقة العار التي أعلنها ترامب بالأمس بحضور نتنياهو، إنها نكبة ٢٠٢٠ ضمن خطة ترامب للشعب الفلسطيني بعد نكبة وعد بلفور التي أنشأت الكيان الصهيوني فوق أرض فلسطين بعد طرد أهلنا قسرًا وارتكاب المجازر بحقهم".

وأضاف: "إنها صفقة العصر التي تهدف للقضاء على الحلم الفلسطيني ضمن خطة السلام الأميركية بحيث يعرض علينا دولة منزوعة السلاح وبدون القدس وبضم الكتل الاستيطانية في الضفة والأغوار لدولة الاحتلال وإلغاء حق العودة المقدس لأهلنا اللاجئين وبيهودية الدولة لاستكمال المؤامرة علينا".

وقال فياض لترامب "صفقتك لن تمر، ولن تمر أي صفقة، أو خطة تنتقص من حق شعبنا، وإننا مستمرون بالنضال حتى إقامة دولتنا كاملة السيادة وعودة اللاجئين إلى ديارهم على أساس القرار الدولي 194".

وأكد على أنه بوحدة الشعب الفلسطيني وقيادته تسقط صفقة القرن الأميركية كما أسقطنا كل المؤامرات التي تعرضت  لها مسرة النضال الوطني الفلسطيني. مستنكرًا التهافت الوقح من بعض الدول العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني، فهذا كله لن يثني شعبنا الذي قدم الآلاف من الشهداء من الاستمرار في النضال حتى تحقيق أهدافه.

وتابع: "بالأمس دعا الرئيس أبو مازن في رام الله كل الفصائل لوضع خطة استراتيجية لمواجهة خطة ترامب التي تستهدف الكل الفلسطيني، وكل الفصائل الفلسطينية أعلنت النفير العام في الوطن وفي الشتات للتعبير عن رفضها ومحاربتها لصفقة العار والخيانة أو كما سماها الرئيس بأنها صفعة العصر وسنردها لترامب صفعات".

وأكد بأنَّ فلسطين لنا والقدس لنا وستبقى عاصمة فلسطين الأبدية، وشعبنا صاحب الحق بهذه الأرض لأنها أرض الآباء والأجداد وستبقى للأحفاد لأنها جبلت بدماء الشهداء.

وختم مطالبًا الشعوب العربية وأحرار العالم بالوقوف إلى جانب شعبنا في معركته المصيرية، فرجال فلسطين وأطفالها ونسائها وشيوخها يواجهون قوات الاحتلال الصهيونية وهم متشبثين بالأرض  لأننا  الحق وهذا الحق لن يسقط بالتقادم، وسيبقى شعبنا متمسكاً بحقه حتى تحقيق النصر المؤزر بإذن الله.

وبعد هذه الكلمات، توجّه المعتصمون لمسيرةٍ جابت شوارع المخيم وانتهت عند مقبرة الشهداء لقراءة سورة الفاتحة عن أرواحهم الطاهرة.