رفضًا لجرائم الاحتلال الصهيوني بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين واحتجاجًا على استشهاد الاسير سامي أبو دياك، نظّمت مؤسسة مهجة القدس وقفة غضب أمام مدخل مخيّم برج البراجنة في بيروت، ظهر السبت ٣٠-١١-٢٠١٩. 

 

وشارك في الوقفة الاحتجاجية عضو قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان د.سرحان سرحان، وأمين سر حركة "فتح" في بيروت العميد سمير أبو عفش على رأس وفدٍ من قيادة المنطقة، وممثلو الفصائل الإسلامية الفلسطينية، وأمين سر وأعضاء الشعبة الجنوبية، ومدير مؤسسة مهجة القدس الأستاذ سيف الدّين موعد، وممثل اللجنة الوطنية للأسرى والمعتقلين الأستاذ يحيى المعلم، واللّجان الشعبية وقوى الأمن الوطني الفلسطيني في بيروت وحشد فتحاوي وشعبي من المخيم.

 

وكانت الكلمة الأولى لمدير مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى في لبنان اعتبر فيها أن أمنية الشهيد سامي ابو دياك كانت بأن يقضي ساعات عمره الأخيرة في حضن والدته وأن لا يفارق الحياة وهو مكبّل اليدين والقدمين، وكان يحلم بالحرية ولو لساعات بعيداً عن ظلم سجانيه وغطرستهم. لكن ظلم الاحتلال حوله إلى ضحيّة جديدة لسياسة الإعدام الطّبي والقتل الممنهج الذي تمارسه سلطات الاحتلال بحق الأسرى.

 

وأكد موعد أن الشهيد أبو دياك لم يكن أوّل ضحايا هذه السّياسة الاجرامية، بل هناك المئات من الشهداء الذين سقطوا في المعتقلات، فيما يعاني اليوم ١٣٠ أسيراً من أمراض مزمنة وخطرة، ولا يتلقون الرّعاية الصّحية المناسبة، مما يعرّض حياتهم للخطر المحقّق.

 

ولفت موعد إلى أنَّ استشهاد أبو دياك يشكل دليلاً جديداً على العجز والخذلان وعلى نفاق كثير من دول ومشيخات العرب التّي تتشدّق بالعروبة، بينما تنحاز لدولة الاحتلال و تبرّر له جرائمه ضد شعبنا وقضيتنا العادلة.

 

وأشار إلى أنَّ "جثمان الأسير أبو دياك لا يزال محتجزًا وأهله محرومون من تشييعه ودفنه بكرامة تليق بإنسانيته، منتقدًا بذلك الأعراف والقوانين الإنسانية التي يدعي الغرب التشدق بها ومؤكداً أن الشهيد أبو دياك يعكس تغوّل الاحتلال وتجرأته على الأسرى قتلاً وتعذيباً وتنكيلاً، وتنكّراً لكل الأعراف والقوانين الدّولية والإنسانيّة، مطالباً المجتمع الدولي بالتحرك لوضع حد لهذه السياسات العنصرية. 

 

وكانت الكلمة الثانية لأمين سر حركة "فتح" في منطقة بيروت سمير أبو عفش استنكر فيها ما جرى للأسير سامي أبو دياك ابن جنين البطلة وأدى إلى استشهاده. 

واعتبر ابو عفش أن جريمة الاحتلال بحق أبو دياك هي جريمة أخرى تضاف إلى سلسلة الجرائم المستمرة منذ العام 1948 بحق الشعب الفلسطيني.

 

واستنكر أبو عفش الظروف التي تعرض لها الأسير أبو دياك، وأدت في النهاية إلى استشهاده وفي مقدمها الإهمال الطبي من قبل العدو الصهيوني. 

 

وهاجم أبو عفش في كلمته سلطات الاحتلال التي طردت مسؤول المنظمة الدولية لحقوق الإنسان، الذي أدان استمرار اعتقال أبو دياك وطالب الاحتلال في مؤتمره الصحافي عن الأسير سامي أبو دياك إلى إطلاق سراحه فوراً، وعلى الرغم من ذلك لم تتحرك أي جهة أو مؤسسات دولية أو إنسانية.

 

ودعا أبو عفش في كلمته لتفعيل المقاومة لردع الاحتلال الغاشم عن أفعاله هذه ولإنهاء معاناة أهل الاسير وتسليمهم جثة الشهيد ابو دياك ليتم دفنه. 

 

 وكانت الكلمة الثالثة لممثل حركة الجهاد الإسلامي محفوظ منور الذي اعتبر فيها أن ارتقاء الشهيد أبو دياك يشكل شاهداً جديداً على إرهاب الاحتلال الإسرائيلي، الذي رفض تقديم العلاج للأسير أبو دياك على الرغم من معاناته مع مرض السرطان، مؤكداً أن سياسة الإهمال الطبي هي السياسة المعتمدة التي تنتهجها سلطات الاحتلال وإدارة مصلحة السجون الصهيونية.

 

وحمّل منور الاحتلال المجرم وإدارة مصلحة السجون الإرهابية، المسؤولية الكاملة عن سياسات الإهمال الطبي التي أدّت لاستشهاد العديد من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، معتبراً ان سياسة الإهمال الطبي في حقيقتها هي جريمة إعدام بطيء بحق الاسرى ومحاولة للانتقام منهم وإرهاب الشعب الفلسطيني وثنيه عن استمرار نضاله وكفاحه المشروع من أجل الحرية.

 

وختم منور بدعوة أحرار العالم الى رفع مستوى الدعم والإسناد للأسرى المضربين عن الطعام والأسرى المرضى، وتفعيل قضيتهم خاصة على المستويين الشعبي والإعلامي والقانوني.

 

وكانت الكلمة الاخيرة لممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عبد الله الدنان، دعا فيها الجماهير الفلسطينية الى انتفاضة شعبية عارمة غاضبة تنديداً بجريمة الإعدام بحق الأسير ابو دياك ودعماً واسناداً للحركة الأسيرة التي تتعرض لهجمة صهيونية مسعورة تطال كافة السجون.

 

وحمّلَ الدنان الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية مسؤولية الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بحق الحركة الأسيرة التي يستغلها الاحتلال كغطاء لمواصلة ارتكاب جرائمهِ بحق الحركة الأسيرة، والتي أدت إلى استشهاد عدد كبير من الاسرى الفلسطينيين.

 

واشار إلى أنَّ كل ذلك يستدعي تفعيل المقاومة الشامله وفي مقدمتها المسلحة على اعتبارها الأسلوب الأنجح لإنهاء معاناة الأسرى وتحريرهم وكنس الاستيطان وكل كيان العدو الغاصب.