أحيت جامعة الدول العربية، اليوم الخميس، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، تأكيدا على مركزية القضية الفلسطينية، والدعم والتضامن الكامل مع شعبنا في نضاله المشروع من أجل الحرية والاستقلال، وإقامة دولته الفلسطينية ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف.
وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والاراضي العربية المحتلة السفير سعيد أبو علي ،ممثلا عن الأمين العام، إن ما قامت به الإدارة الأميركية مؤخرا تجاه فلسطين، هو انعكاس لرؤية اليمين الإسرائيلي في فرض الحل على الفلسطينيين وتثبيت واقع الاحتلال، وبل وشرعنته.
وأضاف أن الولايات المتحدة تضغط على شعبنا وحده لإجباره على القبول بحل أحادي، فتبنت سلسلة من الإجراءات المعادية وغير القانونية والتي كان آخرها شرعنة المستوطنات، في خطوة تقوض أي احتمال لتحقيق السلام العادل، وتنذر بموجات عنف وتطرف في المنطقة.
وأشار أبو علي إلى أننا نلتقي في يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، الذي أقرّته الجمعية العامة للأمم المُتحدة في العام 1977، ليكون رسالة أممية واضحة، ويعكس عزما عالميا قويا لإنهاء مأساة شعبنا، ومحطة لاستحضار ماحل به من كوارث متتالية منذ ما يزيد على سبعين عاما.
وأدان التغيير في الموقف الأميركي الذي من شأنه أن يدفع بالمستوطنين إلى ارتكاب مزيد من الوحشية ضد شعبنا، مشيرا إلى أن القانون الدولي يصيغه المجتمع الدولي كافة وليس دولة واحدة مهما بلغت أهميتها، وإن الاحتلال مرفوض ومدان من العالم، كما أن الاستيطان باطل من الناحية القانونية، وعار على من يمارسه أو يؤيده من الزاوية الأخلاقية، بغض النظر عن أية مساع لتبييض وجه الاحتلال أو إضفاء شرعية زائفة عليه.
واعتبر أبو علي، أن الإعلان الأميركي حلقة أخرى من سلسلة متواصلة للإجراءات الأحادية المعادية، التي اتخذتها إدارة ترمب تجاه فلسطين.
وقال إن الإدارة الأميركية تضرب بعرض الحائط مقررات الشرعية الدولية والقانون الدولي كمرجعية وحيدة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهذه المواقف الأحادية أعطت إسرائيل الضوء الأخضر في خطتها من أجل القضاء على حل الدولتين عبر تكثيف مظاهر القمع والاحتلال، وعلى رأسها الاستيطان، فضلا عن العمل على قمع وحصار الفلسطينيين، وممارسة القتل بدم بارد في مواجهة متظاهري المسيرة السلمية في غزة.
وأكد أبو علي أن الانحياز الأميركي الصارخ للمواقف الإسرائيلية، والتخلي عن المبادئ الراسخة لأى عملية سلمية متوازنة، لم يغير شيئا من حجم الدعم والتأييد الدولي للمواقف الفلسطينية، مضيفا أن بوصلة الإرادة الدولية مازالت تشير في الاتجاه الصحيح، وهو حل الدولتين، وقد تواترت الإشارات على رفض عالمي واضح لهذه السياسية الأميركية.
وشدد على أن "الجامعة العربية" تحرص سنويا على إحياء هذه المناسبة السنوية تأكيدا على مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للأمة العربية، ورسالة للشعب الفلسطيني نؤكد من خلالها إصرارانا على الالتزام بقضيته، ومواصلة الدفاع عن حقوقه، ودعم استعادة حريته ورفع هذا الظلم التاريخي عنه.
من جانبه، قال سفير العراق لدى مصر ومندوبها الدائم بالجامعة العربية أحمد الدليمي، إن القضية الفلسطينية مرت بمنعطفات كثيرة في محاولات مستمرة لتغييب مكانتها لكن الشعب الفلسطيني ازداد إصرارا وصمودا بالرغم من معاناته.
بدوره، أكد سفير دولة فلسطين لدى القاهرة ومندوبها بالجامعة العربية دياب اللوح، أن الأوان آن لاتخاذ تدابير عملية تحمي شعبنا وتمكنه من ممارسة حقه في تقرير مصيره ونيل حريته واستقلاله على أرضه المحتلة منذ العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وطالب بضرورة أن تقوم دول العالم التي تؤمن بحل الدولتين، وتعترف بإسرائيل، بالاعتراف أيضا بالدولة الفلسطينية على حدود العام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية، مشددا على أنه حان الوقت لإنهاء أطول احتلال عسكري ليعيش شعبنا في دولته المستقلة ذات السيادة.
وأضاف اللوح أن شعبنا سيواصل كفاحه المشروع ضد الاحتلال الاستعماري لأرضنا وشعبنا وحرماننا من حقوقنا غير القابلة للتصرف، بما في ذلك حقنا في تقرير المصير، مثمنا دور الدول والحكومات والمنظمات والشعوب المتضامنة مع شعبنا، وأيدت نضاله الشرعي.
وقال "قبلنا بالشرعية الدولية، وبالقانون الدولي حكما لحل قضيتنا، وقبلنا بالمفاوضات والحوار والعمل السياسي والمقاومة الشعبية السلمية طريقا للتوصل الى حل قضايا الوضع النهائي كافة، وصولا لمعاهدة سلام تقود للاستقلال وتنهي الاحتلال والصراع، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي ظل يراوغ منذ اتفاق أوسلو وحتى اليوم ويتنكر ذلك".
وأكد السفير اللوح أن القانون الدولي هو حجر الأساس للمنظومة الدولية، ولا يحتمل الازدواجية والتحريف، والتعامل مع إسرائيل على أنها دولة فوق القانون، يشجعها على الاستمرار في التصرف كدولة خارجة عنه، داعيا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته ووضع حد للعدوان على أرضنا ووجودنا ومستقبلنا".
من جانبه، جدد مندوب مصر بالجامعة السفير علاء رشدي التأكيد على موقف بلاده من القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أنها تتصدر أولويات سياستها الخارجية سعيا لتحقيق الحلم الفلسطينيين والعرب جميعا في إقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف بموجب قرارات الشرعية الدولية، مؤكدا أن ذلك يمثل ثابتا من الثوابت القومية.
وشدد على موقف مصر الدعم للقضية الفلسطينية والتي أكدت أنه لا يمكن أن يتحقق الاستقرار في المنطقة بدون الحل السلمي الشامل الذي يلبي الطموحات الفلسطينية المشروعة في الاستقلال .
من جهته، أكد السفير الجزائري في القاهرة، مندوبها بالجامعة العربية محمد لعجوزي، أن إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني هو شهادة واعتراف من المجموعة الدولية بحقوقه، التي دفع من أجلها تضحيات باهظة، ودافع عنها بكل المنابر الإقليمية والدولية .
وجدد التأكيد على التزام بلاده بالشرعية الدولية واللوائح الدولية والأممية بالقضية الفلسطينية، مذكرا بضرورة اعتماد مبادرة السلام العربية الطريق الصحيح لحل شامل وعادل ونهائي.
وشدد على مساندة الجزائر المطلقة للقضية الفلسطينية، داعيا الدول العربية الى تعزيز تضامنها القوي مع الشعب الفلسطيني، وأن يقوم المجتمع الدولي بمسؤولياته الكاملة في توفير الحماية له ودعمه .
من جانبها، قالت مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام بالقاهرة راضية عاشوري، إن إحياء هذا اليوم يمثل فرصة لتذكير المجتمع الدولي أن قضية فلسطين لم تحل بعد، وأن معاناة شعبها مستمرة ولم يحصل على حقوقه غير القابلة للتصرف على الوجه الذي حددته الجمعية العامة، والتي تتمثل في حق تقرير المصير دون تدخل خارجي، والاستقلال الوطني والسيادة، وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي شردوا منها والعيش بكرامة، وحرية، وطمأنينة.
وقالت إن الأمم المتحدة تميز هذا اليوم لأنه يشكل فرصة لإعادة تأكيد موقفها الذي يدعو إلى ضرورة تحقيق حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، وإنهاء محنة الشعب الفلسطيني.
من ناحيتها، أكدت عميدة كلية العلوم السياسية بجامعة الازهر نهلة الصعيدي، أن الأزهر الشريف ومن خلفه الدول الإسلامية، يؤكدون دعمهم للقضية الفلسطينية ولشعب فلسطين، ومساعدته في كافة المحافل الدولية.
من جانبه، أكد ممثل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمصر "أسقف عام ألماظة وشرق مدينة نصر الأنبا إكليمندس"، حق الشعب الفلسطيني في السيادة على أراضه ووطنه وتمكين دولته وحكومتها من قيادة وطنية بحرية، مشددا على ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل ونهائي وليس بدائل حلول للقضية الفلسطينية، وبما يعيد الحق لأصحابه.
وتخلل المهرجان عرض فيلم وثائقي بعنوان "القدس عاصمة فلسطين" ومعرضا فنيا يجسد معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال للدكتورة دعاء الشريف، وحمل عنوان "القدس عربية 7000 سنة تاريخ وحضارة".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها