بسم الله الرحمن الرحيم

حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية

 النشرة الإعلامية ليوم الخميس ١٠-١٠-٢٠١٩

 

*رئاسة

السيّد الرئيس يُعزّي خادم الحرمَين الشريفَين بوفاة والدة الأمير بندر بن سلطان

 

 عزّى فخامة رئيس دولة فلسطين محمود عبّاس، خادم الحرمَين الشريفَين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، اليوم الخميس، بوفاة الأميرة الخيزرانة، والدة الأمير بندر بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود.

 

وقال سيادته في برقيته: "نتقدَّم لكم أخانا العزيز ولأفراد الأسرة السامية كافّةً بِاسم دولة فلسطين وشعبها وباسمي شخصيًّا بأحرّ تعازينا القلبية ومواساتنا الأخوية بوفاة الأميرة الخيزرانة، داعين الله تعالى أن يشملها بعميم عفوه وغفرانه ويسكنها فسيح جنّاته، وأن يمنَّ عليكم بموفور الصحة وبالعمر المديد ويحفظكم والمملكة وشعبها الشقيق بكل خير".

 

كما بعث سيادته برقية تعزية، إلى ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية للمملكة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بوفاة الأميرة الخيزرانة.

 

وأبرق الرئيس معزيًا، الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود، بوفاة والدته الأميرة الخيزرانة، بعد حياة قضتها في عمل الخير وطاعة الله تعالى.

 

*فلسطينيات

 

"القوى" تدعو لأوسع مشاركة في المسيرات التضامنية مع الأسرى غدًا

  دعت القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة، إلى أوسع مشاركة جماهيرية في مسيرات، التي تنطلق في العديد من المحافظات في الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة، وعدة مناطق في أراضي الـ1948، تضامنًا مع الأسرى، خاصةً المضربين منهم.

 

وأكدت القوى في بيان صحفي، اليوم الخميس، أنَّ هذه المسيرات التي ستُنظَّم عند الساعة الواحدة ظهرًا بدعوات من مجموعات شبابية، ونشطاء المقاومة الشعبية، والحركة الطلابية، تأتي تعبيرًا عن وقوف شعبنا مع الأسرى في معتقلات الاحتلال، الذين يعانون ظروف اعتقالية بالغة القسوة عبر سياسة التعذيب الممنهج بحقهم كما يجري مع الأسيرة اللبدي، والعربيد، والمضربين عن الطعام رفضًا للاعتقال الإداري والإهمال الطبي المتعمّد.

 

كما دعت، إلى المشاركة في الفعالية التي ستقام يوم غد الجمعة الساعة الواحدة ظهرا على المدخل الشمالي لمدينة البيرة، لإرسال رسالة مفادها أنّ الأسرى لن يكونوا وحدهم فريسة للتعذيب الوحشي الممارس بحقهم، وأنَّ شعبهم الوفي لن يخذلهم في معركتهم العادلة.

 

نقابة الصحفيين تُحذِّر قيادةَ "حماس" من الاستمرار في مهزلة الإساءة للجسم الصحفي

  أدانت نقابة الصحفيين الفلسطينيين بشدة استمرار حركة "حماس" في استهداف الجسم الصحفي الفلسطيني، الذي قدَّم ويُقدِّم تضحياتٍ مؤلمةً في الدفاع عن حقوق شعبنا وقضيته العادلة وفضح جرائم الاحتلال، عبر ممارسات وإساءات كانت آخرها إصدار داخلية غزّة تسجيلاً صوتيًّا قالت إنه محادثة بين أحد ضباط المخابرات الصهونية وصحفي من قطاع غزة، لم تكشف عن هويته.

 

وقالت النقابة، في بيان لها، مساء أمس الأربعاء، أنها وإذ تؤكِّد رفضَها المطلق لهذا السلوك من قبل حركة "حماس"، والذي جاء لتبرير انتهاكاتها واعتقالاتها لبعض الزملاء في قطاع غزة، في الفترة الأخيرة، والذي رفض من قبل نقابة الصحفيين التي طالبت بالإفراج عنهم، فإنّها تُحمل حركة "حماس" المسؤولية الكاملة عن الضرر المعنوي والأخلاقي الذي مسَّ الجسم الصحفي بأسره، وتعده طعنةً في الظهر من قبل حركة "حماس" لهذا الجسم.

 

وجاء في البيان: "إذ تشدد نقابة الصحفيين الفلسطينيين التي كانت مدرسة وقلعة للمناضلين والأسرى، وقدمت الشهداء في مقارعة الاحتلال، ومواجهة كل أشكال التطبيع مع دولة الاحتلال، ورفض كل المشاريع التصفوية لقضيتنا العادلة، والانحياز المطلق إلى جانب شعبنا ومناضلينا الأحرار، فإنها تؤكِّد رفضها بشكل مطلق إساءة حركة "حماس" للجسم الصحفي، على أساس أن (الجوسسة) هي جريمة ناتجة عن حالة ضعف وسقوط، لا دين ولا تنظيم ولا مهنة ولا عائلة ولا قبيلة لها".

 

وأكّدت اعتزازها وافتخارها بكلِّ الجسم الصحفي الفلسطيني، الذي قدم ويقدم تضحيات مؤلمة من أجل شعبنا وقضيته العادلة.

 

وحذّرت النقابة حركة" حماس" من الاستمرار في الإساءة للجسم الصحفي، ودعتها إلى وقف مهاترتها الإعلامية لتبرير انتهاكاتها واعتقالاتها بحق الصحفيين.

 

كما طالبت النقابة حركة "حماس" بالإفراج الفوري عن جميع الزملاء المعتقلين في سجونها على خلفية العمل الصحفي وحرية الرأي والتعبير، وحمّلتها المسؤولية الكاملة عن الاساءة لهم ولمهنتهم السامية.

 

 

أخبار "م.ت.ف" 

 

الزعنون وأبو هولي يبحثان سُبُل التحرُّك على مستوى الاتحادات البرلمانية لدعم تجديد تفويض "الأونروا"

 

 بحث رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، آليات التحرُّك على مستوى الاتحاد البرلماني العربي، والبرلمانين العربي والإسلامي، والاتحاد البرلماني الدولي، وبرلمانات دول الاتحاد الأوروبي، لدعم تجديد تفويض ولاية عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" الممنوح لها وفقًا للقرار رقم (٣٠٢).

 

واتفق الجانبان خلال اللقاء الذي عقد في العاصمة الأردنية عمّان، على توجيه رسائل من قبل المجلس الوطني لكل من رئيس اتحاد البرلمان العربي، ورئيس اتحاد البرلماني الدولي، وبرلمانات دول الاتحاد الأوروبي، والبرلمان الكندي، والبرلمان البريطاني، والبرلمان البرازيلي، لدعم تجديد تفويض ولاية عمل "الأونروا"، وتغطية عجزها المالي، والطلب إليهم تعميم الرسائل على رؤساء برلمانات دول العالم، لحشد الدعم السياسي والمالي لها.

 

وجرى الاتفاق أيضًا، وفق بيان للمجلس الوطني، على توجيه رسائل أخرى للبرلمان السويسري، والهولندي، والبلجيكي، للضغط على حكوماتهم للعدول عن قرار تجميد مساعداتها للـ"أونروا"، ودعم تجديد تفويضها.

 

وقال الزعنون: "إنَّ قضية اللاجئين هي محور القضية الفلسطينية، و"الأونروا" ستبقى قائمة، لأن تقديم خدماتها للاجئين يحفظ استقرار المخيمات، ويحمي اللاجئين لحين إيجاد حل عادل لقضيتهم وفقًا للقرار رقم (١٩٤)".

 

وأضاف: "قضية اللاجئين، ووكالة" الأونروا"، تتعرضان لهجمة شرسة من قبل الولايات المتحدة الأميركية، في محاولة لتصفيتهما"، لافتًا إلى أنَّ التصدي لهذا المخطط وإفشاله يعني إسقاط ما تسمى بـ"صفقة القرن".

 

بدوره، قال أبو هولي: "إنَّ التحرك باتجاه برلمانات دول العالم أمر ضروري، لحشد الدعم السياسي والمالي للـ"أونروا"، وتعرية الموقفين الأميركي والإسرائيلي المعادي للوكالة، لما للبرلمانات من دور ضاغط ومؤثر على قرارات دولها".

 

وأضاف: "المجلس الوطني أدى سابقًا دورًا في حشد الدعم المالي للوكالة، عبر مخاطبة الاتحادات البرلمانية العربية والدولية، ومطالبتهم بحث دولهم على تمويل إضافي لتغطية عجزها المالي نتيجة قطع المساعدات الأميركية".

 

وأطلع أبو هولي الزعنون على نتائج الاجتماع الطارئ لمؤتمر المشرفين على شؤون اللاجئين الذي عقد في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة بطلب من دولة فلسطين، وأبرزها دعوة الأمانة وبعثاتها في الخارج ومجالس السفراء العرب، لمواصلة جهودها في تفعيل قنوات الاتصال الدبلوماسية والسياسية مع دول العالم لحثها على التصويت لصالح دعم تجديد التفويض للـ"أونروا".

 

*إسرائيليات 

 

ليبرمان يطرح مبادرته لحكومة وحدة

أعلن حزب "يسرائيل بيتينو"، برئاسة أفيغدور ليبرمان، مساء أمس الأربعاء، عن مبادرته لتشكيل حكومة وحدة إسرائيلية، وسط تعثر محاولات رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بتشكيل حكومته الخامسة، في ظل النتائج غير الحاسمة التي أفرزتها الانتخابات الأخيرة.

 

ويطرح ليبرمان في مبادرته، تشكيل فريق عمل مشترك مكوّن من "كاحول لافان" والليكود و"يسرائيل بيتينو"، لصياغة المبادئ الأساسية التي ستقوم عليها الحكومة.

 

وفي المرحلة الثانية، وفقًا للمبادرة، يتم اعتماد مقترح الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، المتعلق برئاسة الحكومة الإسرائيلية، والذي يقضي بأن يتولى نتنياهو رئاسة الحكومة المقبلة، ولكن في حال تعذّر عليه القيام بمهامه، بسبب تقديم لائحة اتهام ضده، سيتنحى ويتولى رئاسة الحكومة مكانه رئيس كتلة "كاحول لافان"، بيني غانتس. 

 

وفي المرحلة الثالثة، ستُشكّل حكومة وحدة من الأحزاب الثلاثة، التي سيتعيّن عليها المصادقة مباشرة على ميزانية الدولة للعام 2020، بالإضافة إلى إقرار ميزانية الجيش عبر خطة لعدة سنوات لاستخدامها في السنوات العشر القادمة.

 

وفي المرحلة الأخيرة، يتاح لجميع الأحزاب والكتل البرلمانية التي قد توافق على المبادئ الأساسية التي أقيمت بناء عليها حكومة الوحدة، فرصة الانضمام للحكومة.

 

وبحسب التقديرات فإنَّ مبادرة ليبرمان، ستصطدم برفض قائمة "كاحول لافان"، التي تصر على تشكيل حكومة بقيادة غانتس، إذ إنَّ الصيغة التي طرحت من خلالها مبادرة ليبرمان، تشير إلى أنَّ نتنياهو سيتولى منصب رئيس الحكومة أولاً بناءً على اتفاق تناوب؛ بما يتوافق مع طرح الرئيس الإسرائيلي.

 

*عربي ودولي

 

إعلان النتائج الأولية للانتخابات التشريعية في تونس

  أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن النتائج الأولية للانتخابات التشريعية في تونس للعام ٢٠١٩، اليوم الخميس ١٠-١٠-٢٠١٩.

 

وأظهرت النتائج الأولية التي نشرتها، وكالة تونس إفريقا للأنباء "وات"، حصول حركة النهضة على 52 مقعدًا، وحركة قلب تونس على 38 مقعدًا، وحزب التيار الديمقراطي على 22 مقعدًا، وائتلاف الكرامة على 21 مقعدًا، والحزب الدستوري الحر على17 مقعدًا، وحركة الشعب على 16 مقعدًا، وحركة تحيا تونس على 14 مقعدًا، وحركة مشروع تونس 4 مقاعد، وحزب الاتحاد الشعبي الجمهوري على 3 مقاعد، وحركة نداء تونس على 3 مقاعد، وحزب الرحمة على 3 مقاعد، وحزب البديل على 3 مقاعد، وحزب آفاق تونس على مقعدَين، والقائمة المستقلة أمل وعمل على مقعدين.

 

فيما حصل الاتحاد الديمقراطي الاجتماعي، وقائمة الامتياز، وقائمة الجبهة الشعبية، والحزب الاشتراكي الدستوري، وقائمة الخير، وقائمة الرجوع الى الأصل، وقائمة الرابطة الخضراء، وقائمة الشباب المستقل، وقائمة المواطنة والتنمية، وقائمة الوفاء بالعهد، وقائمة بذل وعطاء، وقائمة بكلنا توانسه، وحزب تيار المحبة، وقائمة سليانة في عينينا، وحزب صوت الفلاحين، وقائمة عيش تونسي، وقائمة نحن هنا، على مقعد واحد لكلٍّ منها.

 

 

*أخبار فلسطين في لبنان

 

اعتصامٌ جماهيريٌ حاشدٌ في مخيّم عين الحلوة مُطالبةً بتجديد ولاية "الأونروا" وتضامنًا مع أسرانا البواسل

 

بدعوةٍ من هيئة العمل الفلسطيني المشترك واللجان الشعبية في منطقة صيدا، نُظِّم اعتصامٌ جماهيريٌّ حاشدٌ أمام مكتب مدير خِدمات "الأونروا" في مخيّم عين الحلوة دعمًا وتمسُّكًا بـ"الأونروا" ومُطالبةً بتجديد ولايتها، وتضامنًا مع أسرانا في معتقلات الاحتلال الصهيوني، يوم الأربعاء ٩-١٠-٢٠١٩.

 

وشارك في الاعتصام أمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة، وأعضاء قيادة منطقة صيدا وأمناء سر شُعَبها التنظيمية، وقائد قوات "الأمن الوطني الفلسطيني" في منطقة صيدا العميد أبو أشرف العرموشي، ووفدٌ من اللجنة الشعبية لمحافظة جنين قادم من أرض الوطن، وأمين سر اللجان الشعبية في منطقة صيدا د.عبد الرحمن أبو صلاح، إلى جانب مُمثّلين عن فصائل "م.ت.ف"، وتحالف القوى الفلسطينية، والقوى الإسلامية، وأنصار الله، وحشدٍ من المكاتب النسوية، وحشد طلابي من مدارس المخيّم، وحشود جماهيرية.

 

بدايةً كانت كلمة فلسطين ألقاها رئيس الوفد القادم من أرض الوطن أمين سر اللجان الشعبية في محافظة جنين محمد حبش، حيّا فيها جماهير شعبنا في مخيّمات الشتات ومخيّم عين الحلوة، كما حيّا الشهداء والأسرى الذين أضاؤوا لنا الطريق نحو التحرير والحرية.

 

وأضاف: "جئناكم من محافظة جنين الصمود، من مخيّم جنين البطل الأسطورة الذي مرغ أنف شارون، جئناكم إلى مخيّم عين الحلوة حتى نثبت أننا شريان واحد وجسم واحد، أنتم عنوان الصمود وتعلّمنا منكم المقاومة، منكم تعلمنا التحدي ومنكم تعلّمنا أننا شعب واحد".

 

وقال: "نقف اليوم معكم في مخيّم عين الحلوة لنتضامن مع أسرانا البواسل، وإن شاء الله لن نهدأ ولن نستكين حتى تحقيق العودة إلى ديارنا التي هجرنا منها، وتحرير أسرانا البواسل".

وختم كلمته قائلاً: "كما قال الشهيد القائد أبو عمّار (يرونها بعيدة ونراها قريبة وإنا لصادقون)".

 

 كلمة هيئة العمل الفلسطيني المشترك ألقاها مسؤول العلاقات السياسية لحركة الجهاد الإسلامي في مخيّم عين الحلوة عمّار حوران، تحدث فيها عن أهمية وكالة "الأونروا" بالنسبة للاجئين الفلسطينيين، وقال: "أنشِئت "الأونروا" لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وفقًا للقرار رقم (٣٠٢) الصادر عن هيئة الأمم المتحدة في ١١ كانون الأول ١٩٤٨، لقضية سياسية وليست إنسانية".

 

كما تحدث عن استهداف "الأونروا" ومحاولة شطبها في سياق محاولة تمرير صفقة القرن وبهدف توطين وتهجير اللاجئين، وعبّر عن الرفض الكامل لتحويل ملفات اللاجئين الفلسطينيين إلى المفوضية العليا لما لهذه الخطوة من مخاطر تستهدف القضية الفلسطينية.

 

كما تطرّق إلى قرار وزير العمل اللبناني بالتعامل مع العامل الفلسطيني كأجنبي وتداعياته على أبناء شعبنا، ودعا اللجنة الوزارية المنبثقة عن الحكومة اللبنانية لعقد اجتماع سريع وبحث إقرار الحقوق المدنية والإنسانية لشعبنا.

 

*آراء

 

رسالة اليوم: جائزةُ نوبل للسّلامِ أم للسّلاح؟| بقلم: د.خليل نزّال

في مثل هذا الوقتِ من كلِّ عام يتمُّ الإعلانُ عن أسماءِ الفائزين بجائزةِ نوبل في مجالاتِ الآدابِ والكيمياء والفيزياء والاقتصاد والطبِّ/علمِ وظائف الأعضاء والعملِ في سبيلِ السلام. وقد تمّ منحُ أوّلِ جائزةٍ للسلامِ سنة ١٩٠١ لمؤسّسِ منظمةِ الصليبِ الأحمر الدولي السويسري جان دونانت مناصفةً مع الخبير الاقتصاديّ الفرنسيّ فريدريك باسي ليشكّلا بدايةَ حقبةٍ جديدةٍ من السباقِ للحصول على تلك الجائزةِ القيّمةِ ماديًّا ومعنويًّا، والتي ظلّت منذ بداياتِها خاضعةً لتأثيراتِ السياسةِ وأهوائها، وخاصّةً جائزةُ نوبل للسلامِ والآدابِ، حيث تمّ استخدامُهما دومًا لتحقيقِ أهدافٍ سياسيّةٍ تتوافقُ مع المصالحِ الغربيّةِ بشكلٍ عامٍّ. 

 

الجائزةُ هي تنفيذٌ لوصيّةِ العالِم السويديِّ ألفريد نوبل مخترع مادّةِ الديناميت، تلكَ الوصيّةِ التي أرادَ من خلالِها التّكفيرَ عما اعتبرَهُ ذنْبًا اقترفهُ باختراعِ تلكَ المادّةِ المدمّرةِ عبر تشجيعهِ للعلماءِ والأدباءِ والنّشطاءِ السياسيّينَ والاجتماعيّينَ على اكتشافِ ما يفيدُ البشريّةَ ويغني تراثها العلميَّ والثّقافيَّ وينشرُ ثقافةَ السلامِ والتعايشِ ونبذِ الحروبِ واحترامِ الحياةِ البشريّةِ. لا شكَّ أنّ الهدفَ الذي دفعَ مخترِعَ الديناميتِ القاتِلِ إلى تخصيصِ جوائزَ لتشجيعِ فعلِ الخيرِ كانَ هدفاً نبيلاً، لكنّ هذهِ الجائزةَ التي تمثّلُ أعلى درجاتِ طموحِ العُلماءِ والأدباءِ والسيّاسيّينَ كانت وما زالت محورَ نقاشاتٍ لا تخلو من اتّهام القائمينَ عليها بحرفِها عن هدفِها الذي أقيمت من أجله. 

 

لو دقّقنا النظرَ قليلاً في تاريخِ جائزةِ نوبل للسّلامِ لوجدنا أنّها خاضعةٌ طوالَ الوقتِ لمعاييرِ الأهدافِ الآنيّةِ للسياسةِ الغربيّةِ. يكفي أن نشيرَ إلى أنّ المهاتما غاندي الذي لا ينازعُهُ أحدٌ في نزعتِهِ نحوَ الوسائلِ السّلميةِ لتحقيقِ أهدافٍ سياسيّةٍ، ونبذِهِ للعُنفِ بكلِّ أشكالِهِ، لم يفُز بتلكَ الجائزةِ رغمَ ترشيحِهِ لها خمسَ مرّات، وهذا بالطبع بسبب هيمنةِ بريطانيا العظمى -عدوِّ غاندي ومستَعمِرِ وطنِه- على قرارِ اللجنةِ المختصّةِ بمنحِ الجائزةِ. ومن المفارقاتِ أنْ يتمَّ منحُها لاحقًا لوزيرِ الخارجيةِ الأمريكيِّ هنري كيسنجر ورئيس الوفدِ الفيتناميِّ المفاوضِ في مباحثاتِ إنهاءِ الحربِ في فيتنام "لي دوك ثو"، حيثُ تمّ منحُ الجائزةِ دونَ أن تحقّقَ المفاوضاتُ هدفها، وهو ما حدا بالسياسيّ الفيتناميِّ إلى رفضِ استلامِ الجائزةِ عام ١٩٧٣ ليكونَ بذلك الفائزَ الثّاني الذي يرفضُ استلامَها بعدَ أن سبقهُ الكاتبُ والفيلسوفُ الفرنسي جان بول سارتر في ذلكَ حين رفضَ استلامَ جائزةِ نوبل للآدابِ عام ١٩٦٤. هذا بالإضافةِ الى تسخيرِ الجائزةِ لخدمةِ السياسة الغربية خلالَ فترةِ الحربِ الباردةِ عبر منحِها للعديدِ من المنشقّينَ من مواطني الاتحادِ السوفياتيِّ وبقيةِ دولِ المعسكرِ الاستراكيّ.

 

الصراعُ العربيُّ الإسرائيليُّ هو أحدُ الأمثلةِ الصّارخةِ على ربطِ جائزةِ نوبل بالسياسةِ وبالمصالحِ الغربيّةِ. فقد تمّ منحُ الجائزةِ عام ١٩٧٨ مناصفةً بين الرئيسِ المصريِّ أنورِ السادات ورئيسِ الوزراءِ الإسرائيلي مناحيم بيغين بعد زيارةِ الساداتِ للقدسِ وقبل أن يتوصّلَ الجانبانِ إلى اتفاقيّةِ سلامٍ بينَهما. وظهَرَ حجمُ النّفاقِ والانحيازِ إلى الدّولةِ الصّهيونيّةِ بشكلٍ أكثرَ وضوحًا عندما تمّ منحُ جائزةِ نوبل للسلامِ بعد توقيعِ اتفاقياتِ أوسلو، حيثُ تمّ استثناءُ الأخ الرئيس أبو مازن من قائمةِ الحائزينَ عليها، رغمَ أنّهُ هو من قامَ بالتّوقيعِ على تلك الاتفاقيّاتِ في حديقةِ البيتِ الأبيضِ في ١٣ أيلول/سبتمبر ١٩٩٣، بينما حصلَ على الجائزةِ عام ١٩٩٤ الزعيمُ الخالد أبو عمّار مقابلَ اثنَيْنِ من قادةِ الدولةِ العبريةِ هما اسحاق رابين وشمعون بيريز، وهو ما شكّلَّ إمعانًا في الانحيازِ للدولةِ الصهيونيّة. هذا علاوةً على الإهمالِ المتعمّدِ للكُتّابِ والشّعراءِ الفلسطينيّينَ وفي مقدّمتهم الشاعرُ الكبيرُ محمود درويش الذي يكفي رصيدُهُ الشعريّ للفوزِ بجائزةِ نوبل للآدابِ عدّةَ مرّات.

 

لا شكَّ أنّ الجائزةَ تلعبُ دورًا رياديًّا في مجالاتِ الطبِّ والفيزياءِ والكيمياءِ، حيثُ تركّزُ على تكريمِ العلماءِ الذينَ يسهمونَ بإيجادِ الحلولِ لما يواجههُ العالمُ من تحدّياتٍ. لكنَّ ما يُفقِدُ الجائزةَ مصداقيّتَها هو الإصرارُ على تجييرها لخدمةِ الأهدافِ والمصالحِ الغربيةِ وبشكلٍ يتناقضُ غالبًا مع ثقافاتِ الشّعوبِ ومصالحها ويشجّعُ الخارجينَ عن تقاليدِها وتراثِها.

 

*في سجلِّ جائزةِ نوبل للسّلامِ لا بدَّ من الإشارةِ إلى المكانةِ التي تتبوّأها دولةُ الاحتلالِ والاستيطانِ الإسرائيليِّ ولا تنازِعُها عليها دولةٌ أخرى، فهي الوحيدةُ التي قتلَت اثنَيْن من الحائزينَ على الجائزةِ، وهما اسحق رابين والشهيدُ الخالدُ أبو عمّار.

#إعلام_حركة_فتح_لبنان