لا تجوزُ الصلاةُ في أيِّ مسجدٍ سوى في المسجدِ الأقصى، لأنَّ هذا المسجدَ معرَّضٌ للتدنيسِ من قِبَل عصاباتِ المستوطنينَ ورُعاتِهم في حكومةِ نتانياهو. هذا هو ملخّصُ البيانِ الصادرِ عن المرجعياتِ الإسلاميّةِ في القدس يومَ أمس، والذي قرّرَ في سابقةٍ تنمُّ عن المسؤوليةِ الوطنيةِ إغلاقَ كافّةِ مساجدِ زهرةِ المدائنِ في أولِّ أيّامِ عيدِ الأضحى وحَصْرَ صلاةِ العيدِ في المسجدِ الأقصى.

ليست القدسُ مجرّدَ حجارةٍ وُلِدَ التاريخُ في حِجْرِها، إنّها مواجهةٌ يوميّةٌ مع المُحتلِّ من أجلِ الحفاظِ على الثوبِ الفلسطينيّ نقيًّا دونَ أنْ يلوّثَهُ الغزاةُ بأمراضِهِم القادمةِ من كهوفِ الأساطيرِ وعِتمةِ الحقدِ والكراهيةِ. وفي معركةِ الدفاعِ عن القدسِ تتلاشى التبايناتُ والانتماءاتُ، فالخطرُ المُحْدِقُ بعاصمةِ الحُلمِ الفلسطينيِّ يوحّدُنا، مسلمينَ ومسيحيّينَ، للذودِ عن طهارةِ المسجدِ والكنيسةِ، ويستَنهِضُنا لإغلاقِ بوّاباتِها في وجهِ الغزاة.

للعيدِ في فلسطينَ مذاقٌ خاصّ، فهو نداءٌ متواصلٌ للنّفيرِ والرباطِ صونًا لكرامةِ الوطنِ، وهو دعوةٌ مفتوحةٌ للوحدةِ والثباتِ والصمودِ. ليسَ العيدُ مجموعةً من الشّعائرِ الفارغةِ من أيّ مضمونٍ، فالأضحيةُ وما تمثّلهُ من رمزٍ للفداءِ هي عملٌ يوميٌّ أدْمنَ الفلسطينيُّ على ممارستِهِ، ولنْ يُضيرَنا تأجيلُ ذَبحِ الأضاحي يومًا واحدًا، فاليومُ الأولُّ من أيامِ العيدِ هو يومُ الأضحيةِ الكبرى، يومُ النفيرِ لحمايةِ المسجدِ الأقصى. 

عندما تقرّرُ مرجعياتُنا الدينيةُ حصْرَ صلاةِ العيدِ في المسجدِ الأقصى وحظْرَها في بقيّةِ مساجدِ القدسِ فهي توجّهُ رسالةً إلى الأمةِ كلّها بأنَّ كلّ العباداتِ ستبقى منقوصةً إذا لم تكُن القدسُ عنوانَها ومنارَتها. فلا قِبلةَ للجنديّ المرابطِ في ساحةِ القتالِ سوى ما يكفُّ أذى عدوِّهِ عنهُ، ولا يجوزُ لهُ إدارةُ ظهرِهِ لعدوّهِ حتّى لو كانَ ذلكَ من أجلِ أنْ يولّي وجهَهُ شطْرَ القِبْلةِ بحُجّةِ الحِرْصِ على اكتمالِ أركانِ صلاتِهِ. 

 

*النفيرُ إلى القدسِ وإقامةُ صلاةِ عيدِ الأضحى في المسجدِ الأقصى فرضُ عَيْنٍ، ومنْ يتخّلف عن أداءِ هذا الفرْضِ، فهو كالجنديِّ الذي يديرُ ظهرَهُ لعَدوّهِ في ساحةِ القتال.

 

٩-٨-٢٠١٩

رسالة اليوم

رسالة حركيّة يوميّة من إعداد أمين سر حركة "فتح" - إقليم بولندا د.خليل نزّال.

#إعلام_حركة_فتح_لبنان