حذرت وزارة الخارجية والمغتربين الدول من خطورة المشاركة في مؤتمر "وارسو"، مؤكدة أن هذا المؤتمر أميركي بامتياز، الهدف منه دفع الدول المشاركة إلى تبني مواقف الإدارة الأميركية من القضايا المطروحة وتحديدا القضية الفلسطينية.

ورأت الوزارة في بيان لها، اليوم الخميس أن هذا المؤتمر مؤامرة أميركية تستهدف النيل من استقلالية قرارات المشاركين بالمؤتمر السيادية حيال قضايا جوهرية تعتمد على مواقف مبدئية لهذه الدول، مثل الموقف من القضية الفلسطينية.

وأعلنت باسم دولة فلسطين أنها لن تتعامل مع أية مخرجات لهذا المؤتمر، وسوف تتمسك بمواقفها الثابتة وتواصل مساعيها مع الدول وكأن مؤتمر وارسو لم يعقد، مؤكدة أن هذا الموقف الفلسطيني ينطبق على هذا المؤتمر وغيره من المؤتمرات التي تخطط لها الإدارة الأميركية المتصهينة الراعية لدولة الاحتلال، والمدافعة عن جرائمها وخروقاتها للقانون الدولي.

وجاء في بيان الوزارة: تتبجح الإدارة الأميركية وتتفاخر بالتحضير لعقد (مؤتمر) في وارسو، تدعي انه سوف يعالج قضية الشرق الأوسط أي القضية الفلسطينية، وهي القضية العادلة التي أعلنت الإدارة الأمريكية منذ يومها الأول الحرب عليها وعلى الشرعية الدولية وقراراتها، وأمعنت في تنكرها لالتزاماتها حيال الاتفاقيات الدولية الموقعة بضماناتها. الإدارة الأمريكية التي تدعي حرصها على الأمن والسلم في المنطقة والعالم، رفضت القبول بالاتفاق النووي مع ايران (5+1) وبمشاركة وحضور الدول الكبرى في العالم لتُعرّض بقراراتها الأمن والسلم العالميين للخطر، وها هي تخرج علينا بدعوة أكثر من 70 دولة لحضور مؤتمر أميركي في وارسو العاصمة البولندية، لتسويق مشروعها الهادف الى تدمير النظام الدولي القائم على آليات متعددة الأطراف، والمستند الى الاتفاقيات والمعاهدات الدولية الناظمة، حتى يتسنى لها واهمة قيادة العالم بشكل منفرد ودون الاستماع لأحد على اعتبار أن الجميع يجب أن يتبع سياستها. من هذا المنطلق تأتي فكرة مؤتمر وارسو كي تستمع الدول المشاركة للتعليمات بشأن الرؤية الأمريكية للنظام العالمي الجديد الذي تنوي ادارة ترمب فرضه على الدول، وأيضا بشأن موقفها لطبيعة حل الصراع في الشرق الأوسط والاتفاق النووي مع ايران.

وأوضحت الوزارة أن النوايا الخبيثة لهذه الادارة كررها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في خطاب "وضع الاتحاد" الذي ألقاه أمام الكونجرس، وأكد فيه مواصلة سياسته المنحازة بالمطلق لإسرائيل، بعيدا عن أي تفكير لخلق أي شكل من أشكال التوازن في العلاقة مع الجانب العربي الفلسطيني. أمام مثل هذه التصريحات والمواقف وأمام حالة التفرد والهيمنة التي تمليها الإدارة الأمريكية على دول العالم، وأمام انعقاد مثل هذا المؤتمر الأمريكي الهادف الى تطويع مواقف دول العالم لتتماشى مع السياسة الأمريكية، أكدت الوزارة أن موقف دولة فلسطين راسخا وواضحا تجاه مثل تلك المؤتمرات الهادفة الى النيل من قضية شعبنا وتصفيتها، وهي لن تتعامل مع مخرجات مؤتمرات غير شرعية، لا تمثل بالنسبة لنا التزاما ولا تثير اهتمامنا على الاطلاق.