أعمى عِلم ومعرفة ولا يفقه في القانون مَن لا يحسبه إرهاب دولة، وأُمِّي مَن لا يقدِر على قراءة ما بين سطور رسالة رئيس حكومة دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي يتولّى مهمة وزير حرب جيش الاحتلال بعد استقالة ليبرمان إلى جانب مهمته الأولى، ذلك أنَّ مطالبة الإرهابيين المستعمرين المستوطنين المجرمين بقتل رئيس الشعب الفلسطيني محمود عبّاس أبو مازن، ما كانت إلا رسالة عملية نُظّمت في أعلى هيئة سياسية وأمنية إسرائيلية، وحملها رجال عصاباته (المستوطنون) ورفعوها على مكعبات حواجز جيشه الإسمنتية، لتبقى تحت حراسة الحراب ولتُضاعف المعنى والمغزى، وربما قصدوا تحويلها إلى قذائف رعب موجهة نحو نفوس الجماهير الفلسطينية!!
لا جريمة مكتملة، وهذا ينطبق على فعلة وجريمة مستويات الإرهاب الثلاثية الرؤوس، الحكومة الإسرائيلية وجيشها ومستوطنيها، ولا ندري إن كان الأمر غباءً، أم سقطة مريعة، منعتهم من استكمال دائرة جريمتهم التي يجب تحميلهم مسؤوليتها أمام مجلس الأمن وأمام كل الهيئات والمنظمات القانونية الدولية!
صورة الجندي الإسرائيلي الاحتلالي الواقف وراء مكعّبات الإسمنت الملصَقة عليها رسالة حكومة دولة الاحتلال الإرهابية للشعب الفلسطيني وحركة تحرره الوطنية ورئيس دولة فلسطين المنتخَب ورمز الشرعية الفلسطينية، دليل دامغ على شراكة المستويات الثلاثة في تطوير دولة الاحتلال وتحويلها إلى نموذج لا يُضاهَى ولا يُنافَس في إنتاج الإرهاب بمواصفات نوعية غير مسبوقة.
يجب ألا ننتظر حتى تحدث الواقعة- لا سمح الله- ونمضي في متاهات البحث عن القاتل والوسيط والمدبّر والمخطّط والمنفّذ، فهؤلاء لم يلبسوا (طاقية الإخفاء) وإنَّما يُشهرون استعدادهم لارتكاب الجريمة، ويجاهرون باستعدادهم وتنافسهم لارتكاب جريمة العصر بحق رئيس السلام الفلسطيني.
مازال العالم يحتاج إلى أدلتنا وبراهيننا العملية ليقتنع بأنَّ صمته وتغافله، عن جرائم الثلاثي الإسرائيلي سيوسع نبع الإرهاب العالمي، فهنا إرهاب مطعم على شجرة تعاليم يهودية لطالما لقنت المتغذين على صمغها المسموم المشؤوم أن الحياة حق لهم وحدهم، وأنّ كل القِيَم الإنسانية يمكن تفجيرها من أجل فتح ثغرة لهم للمضي في مشاريعهم السوداء.
ما زال الأشقاء العرب مأخوذين بما يُسمّى الديمقراطية في هذه الدولة المارقة والمتمردة على قوانين ومواثيق الإنسانية، وعلينا إضاءة الضوء الأحمر بمواجهة بصرهم لعلَّ بصيرتهم تستفيق، قبل تمكن هؤلاء الإرهابيين المتخفين بياقات العنق والبدلات حديثة التصميمات من اختراق منظومة أمن العرب وقِيَم أخلاقياتهم الشخصية والجمعية وحتى الوطنية.
سنقول لأشقائنا العرب ولأصدقائنا أيضًا أن مَن يجهر بنية قتل رمز الشرعية الفلسطينية ورئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة التحرر الوطنية الفلسطينية، بهدف إجهاض المشروع الوطني الفلسطيني لن يوفّر أي فرصة للانقضاض مشاريع دولكم المستقلة، وتحويلها إلى مجرد قواعد متقدّمة لحروبه الإرهابية الدموية، لن يتورّع عن ارتكاب أي جريمة تحقّق أهدافه حتى لو كان ثمنها انهيار دولكم ونظمكم السياسية.
على كل واحد منا نحن الفلسطينيين التأكد من أنَّ مصيره لن يكون أفضل حالاً تخلّصت (إسرائيل) من الرئيس أبو مازن، فمنظومة الإرهاب الثلاثية الرؤوس -لمن لا يعلم- اعتبرت الرئيس أبو مازن هو أخطر فلسطيني على وجودها.. فهو القائل: "باستخدام العقل والحكمة والعمل الصحيح في الوقت الصحيح تصل إلى الهدف الصحيح".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها