هذهالسنة انطوي 30 عاماً على مجزرة صبرا وشاتيلا التي ذهب ضحيتها آلاف من المدنيين الفلسطينيينواللبنانيين والعرب على ايدي مجرمين توزعت ولاءاتهم الداخلية إلى اطراف شاركت في الحربالأهلية وتوحدت ولاءاتهم عند مرجعية اسرائيلية واحدة.

30 عاماً ولم تستطع العدالة الدولية أو المحلية من معاقبة المجرمينالمسؤولين عن هذه المجزرة التي اعتبرت من ابشع المجازر بعد مجازر الحرب العالمية الثانية.

قبلخروج المقاومة الفلسطينية بقيت قيادتها طوال اسبوع تفاوض فيليب حبيب حول نقطة واحدةوهي أمن المدنيين الفلسطينيين. التزم المفاوض الاميركي ضمان أمنهم. لكنه نكث بوعدهواطلق يد قوات الاحتلال الاسرائيلي وعملائه للعمل ضد المدنيين الفلسطينيين.

 

أهداف المجزرة:

أماأهداف المجزرة فقد عبر عنها بوضوح بشير الجميل الذي قال لاستاذه ارييل شارون: قراريبسيط. سنساعدكم على اجلائهم إلى مقربة من الحدود السورية بحيث نستطيع ان نطردهم إلى دمشق حينما تتسلم الحكومة اللبنانية الجديدةصلاحياتها.. سيصبح مخيم صبرا في بيروت حديقة الحيوانات الوطنية اللبنانية (اسرار حربلبنان، المكتبة الدولية بيروت 2006)

 

ونشرتوسائل الاعلام آنذاك خرائط جديدة لبيروت ظهرت فيها مخيمات بيروت حدائق عامة. لذلك يبدوأن الخطة الأصلية كانت استخدام كافة الوسائل لتهجير الفلسطينيين من منطقة بيروت، بعدأن دمرت القوات اللبنانية مخيمات تل الزعتر، جسر الباشا وغيرها من التجمعات الفلسطينيةفي خلال حرب السنتين.

وبعدمقتل بشير الجميل نفذت الخطط على عجل وأحضرت القوات لتعمل في اجساد المدنيين المقيمينفي صبرا وشاتيلا وسدت من حولهم منافذ الهرب ولم يعد أمامهم سوى طريق الموت الزاحف إليهممن الجهات الأربع.

حاولواان يجعلوا من صبرا وشاتيلا نموذجاً لمستقبل الفلسطينيين المخيرين ما بين الموت ذبحاًأو التهجير إلى خارج لبنان.

ومازالالكثير من أهل الضحايا يذكر تلك اللحظات القاسية التي خسروا فيها احبة لهم واقرباءواصدقاء. مازال البعض يحلم بكوابيس تتراءى له ليلاً لتوقظه وتؤرق نومه، لتصم اذنيهبأنين الجرحى والمحتضرين ولتعمي بصره برؤية الجثث الملقاة في أزقة وزواريب صبرا وشاتيلاحيث كان كل شيء مباحاً أمام القتلة.

آلالافسقطوا. لكن المجرمين لم يحققوا اهدافهم. مازال الفلسطينيون يعيشون في بيروت، على الرغممن قساوة حياتهم ومعيشتهم تحت مستوى حد الفقر وحياة البشر. محرومين من حقوقهم المدنيةوالانسانية لكنهم مصرون على حق العودة إلى وطنهم فلسطين.

 

نتائج المجزرة:

علىالرغم من صمود الفلسطينيين في مخيماتهم واصرارهم على أن وجودهم مؤقت في لبنان، إلاأن سياسة الحرمان وشروط الحياة غير الانسانية التي فرضت عليهم دفعت العديد من اهاليصبرا وشاتيلا إلى طرق الابواب بحثاً عن ملجأ آخر، وجدوه في أماكن مختلفة من العالمفشهدت منطقة صبرا وشاتيلا هجرة واسعة من عائلاتها إلى المانيا والدانمارك وغيرها، لكنالعائلات نقلت معها تاريخها فأسمت تجمعاتها الاوروبية باسم صبرا وشاتيلا.

أنمجزرة صبرا وشاتيلا هي عار على الانسانية في هذا البلد، وقد اعترف قسم من مجرمي المجزرةبما ارتكبوه من افعال واعمال ضد الانسانية، لكن العدالة بقيت عاجزة عن العمل لإظهارالحق ومعاقبة المجرمين.

صورالضحايا ستبقى راسخة في الذاكرة ولن تثقب ذاكرة الاطفال بل ستتخزن فيها تلك الصور البشعةالتي تركها المجرمون وراءهم. واذا كانت الضحية قادرة على المسامحة فإن على المجرمينالاعتراف والاعتذار على ما ارتكبوه، لأن القادر على التسامح قادر على عدم النسيان،وكي لا ننسى: على العدالة أن تتحقق وان لا يفلت مجرم من العقاب وأن يعتذر المجرمونمن الانسانية قبل اعتذارهم من الضحايا.