بسم الله الرحمن الرحيم (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي) صدق الله العظيم.
بمزيدٍ من الحزنِ وبقلوب مؤمنةٍ بقضاء الله وقدره تنعى حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" - إقليم لبنان إلى شعبنا المناضل في الوطن والشتات وإلى جماهير أُمّتنا العربية القائد اللواء ركن جمال محمد كايد، الذي توفّاه الله ظهر أمس الأربعاء في العاصمة الأردنية عمّان، إثر صراع مع المرض، بعد مسيرة نضالية طويلة حافلة بالعطاء والنضال.
وإذ نُعزِّي عائلة الفقيد ورفاق دربه وأحبّاءه بوفاة المغفور له بإذن الله، فإنِّنا نُعزّي أنفسنا كذلك بخسارة فارسٍ من فرسان النضال الوطني ترجَّل بعد أن وهبَ حياته من أجل الوطن، وهو الذي انتمى إلى صفوف حركة "فتح" منذ نعومة أظفاره، وخضع للعديد من الدورات العسكرية في كليات وأكاديميات عسكرية في العديد من الدول، وعرفته ساحات النضال ومحطّاته المفصليّة مُدافعًا صلبًا عن الثورة الفلسطينية وعن شعبنا الفلسطيني في لبنان.
ورغم تعرُّضه للاعتقال والإصابة عدّة مرات، ظلَّ اللواء الشهيد أمينًا على العهد وفيًّا للوطن مقدامًا في الدفاع عن قرارنا المستقل وحقوقنا المشروعة في وجه العدو الصهيوني. وبعد عودته إلى أرض الوطن مع قوات الثورة الفلسطينية، عُيِّن رئيسًا لأركان قوات الأمن الوطني في قطاع غزّة، ثُمَّ تولى قيادة قوات الأمن الوطني الفلسطيني لعدة سنوات في المحافظات الجنوبية في الوطن.
لقد كان الشهيد مناضلاً صلبًا وقائدًا رمزًا للإيثار والتفاني والتمسُّك بالثوابت الوطنيّة التي آمن بها ودافع عنها حتّى الرمق الأخير، وصاحب رؤية ثاقبة وكلمة حكيمة ونفس فتحاوي أصيل، عُرف بخبراته العِلمية والعَملية التي رشّحته لتولي عدّة مناصب ومواقع قيادية، وستبقى تعاليمه والمبادئ التي آمن بها خالدةً تتناقلها الأجيال حتى تحقيق حلمه الذي قضى من أجله.
وفي هذه المناسبة الأليمة، تدعو حركة "فتح" المولى عزَّ وجل أن يتغمَّدَ الفقيد بواسع رحمته، ويشمله بعظيم عفوه ومغفرته ورضوانه، ويسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصِّديقين والأنبياء وحَسُن أولئك رفيقا، ويُلهم عائلته ومحبّيه الصبر والسلوان.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
وإنَّها لثورةٌ حتّى النّصر
حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" - إقليم لبنان
18 تموز 2019