أكد المشرف العام على الإعلام الرسمي الفلسطيني الوزير أحمد عساف، أن مسيرات العودة التي يخوضها أبناء شعبنا جزء من النضال والتضحيات التي لم تتوقف على طريق الحرية والاستقلال والخلاص من الاحتلال الإسرائيلي، والوصول إلى الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وهو يثبت أنه على استعداد لمواصلة تقديم الشهداء لأجل ذلك .

جاء ذلك خلال برنامج "ناس نسمة" الإخباري عبر قناة نسمة التونسية الخاصة، بمشاركة أستاذ القانون والعلوم السياسية الفلسطيني الدكتور إبراهيم الرفاعي، والمحلل السياسي والإعلامي خليفة بن سالم، وذلك لتكريم شهداء فلسطين وتونس بمناسبة يوم الشهيد التونسي الذي صادف أمس الاثنين، وبمناسبة يوم الأرض الفلسطيني .

وأضاف عساف: "أن هذه المسيرات شكل جديد من أشكال النضال الفلسطيني والتي كان قد دعا لها الرئيس محمود عباس "أبو مازن" في وقت سابق، وهو أسلوب أثبت نجاعته ونجاحه وشكل إحراجا لسلطات الاحتلال الإسرائيلية, لأن شعب بكامله، بشبابه ونسائه وشيوخه وأطفاله، خرجوا في مواجهة قمع الاحتلال, مطالبين بحقهم في العودة إلى ديارهم التي أخرجوا منها بالقوة ".

وأستطرد، أن حجم وتوقيت المسيرات في ظل الحديث عن صفقة القرن الأمريكية والتي أكد الرئيس "أبو مازن" أننا لن نسمح بتمريرها, هي من المرات القليلة التي يستخدم فيها مثل هذا السلاح بوجه الاحتلال, فتغير الظروف المحيطة بنا وبقضيتنا, وطبيعة المرحلة والمكان, حيث خرج اللاجئون لأول مرة بتاريخ نضال شعبنا نحو الحدود مطالبين بحقهم في العودة لديارهم التي طردوا منها ظلما وعدوانا .

وحول الفعل الدبلوماسي الفلسطيني، أشار عساف إلى أنه مع إدراكنا منذ اللحظة الأولى أن هناك خلل في الموازين والمكاييل الدولية في التعامل مع قضية شعبنا، برغم ذلك، لم نفقد الأمل أو نستكين منذ طرح ترامب صفقته للعصر باعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل وقراره نقل سفارته إليها, والموقف الفلسطيني واضح برفضه هذه الصفقة, والقيادة الفلسطينية طالبت بالحماية الدولية لشعبنا أممياً, ولم نختبئ خلف مواقف أحد، فموقف الرئيس واضح بذلك, وهناك حراك فلسطيني حول العالم, وهناك تعاطف شعبي سواء عربي أو عالمي, وددنا لو يستمر, مع المساعدات التي تقررت عربيا وإسلاميا ولم يصل منها سوى القليل, ورغم ذلك لم نفقد الأمل وسنواصل حث العرب على أخذ دورهم الريادي .

وقال الوزير عساف: "إن القيادة نجحت في أخذ موقف دولي من صفقة ترمب على المستوى الدولي والأممي، وسنبقى نعمل على كل المستويات وفي كل الاتجاهات حتى تحقيق أهدافنا" .

وشدد عساف على أن مسيرات العودة والتي تتم بمشاركة كل الفصائل الفلسطينية وأبناء شعبنا بكل أطيافه، وحدت المواقف الفلسطينية, حيث الكل يدفع الثمن ويناضل ويضحي, فهناك إجماع على رفض الاحتلال, وإجماع على الوسيلة النضالية الشعبية السلمية, وهي السبيل الأفضل لمواكبة نضال شعبنا, وفقط نحن بحاجة لمقومات الصمود، وشعبنا برغم كل ذلك لا يزال يملك القرار بيده, حيث رفض الرئيس "أبو مازن" كل الضغوطات لتمرير صفقة العصر وقلب الطاولة وأحرج الجميع وحشرهم في الزاوية, وأن ما قام به شعبنا قطع الطريق على أمريكا وإسرائيل .

من جانبه، أجرى الدكتور الرفاعي تحليلا معمقا للأوضاع الفلسطينية والعربية والدولية ومراحل نضال شعبنا, وأشار إلى أن الاحتلال عودنا على ممارساته القمعية باستخدامه القوة المفرطة ضد أبناء شعبنا, حيث سقط هذا العدد من الشهداء وهي ليست المرة الأولى له في ذلك .

وأدان السيد بن سالم، الموقف الأمريكي الذي قوض حل الدولتين وخرج من كونه راعيا للسلام إلى مشارك للاحتلال في عنصريته وهمجيته، منتقدا المواقف العربية والاحتراب الداخلي العربي الذي شجع ترمب وغيره على موقفه هذا, مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني هو الوحيد صاحب المواقف المستقلة وقد أثبت ذلك .