يعاني سكان مدينة جنين من عدم تأهيل البنية التحتية للمدينة بشكل سليم، وعدم إنشاء "عبارات" تصريف للمياه بشكل أفضل واستبدال التالفة منها بأخرى جديدة، الأمر الذي له تبعاته في شتاء كل عام، فتغرق الشوارع، وتتسرب المياه إلى المنازل وتهدم أسوارها، مما يشكل خطرًا حقيقيًا على أرواح وممتلكات السكان.
"عبارات" تصريف المياه تعتبر اللبنة الأساسية في البنية التحتية للطرق وفي كل متطلبات الحياة، وتسهم في إزالة وتخفيف حدة الخطر الناجم عن هطول الأمطار، لكن التلف الواضح في تلك العبارات يلاحظه أهالي مدينة جنين، ولا تحرك البلدية ساكنًا سوى عمليات تنظيف لها فقط، وتوسيع لمجاري الأودية، بسبب شح الإمكانيات والتكاليف المالية المترتبة على إعادة تأهيلها.
وتشكل وزارة الحكم المحلي من خلال صندوق إقراض البلديات التابع لها غطاء للهيئات المحلية، ومن واجباتها دعم المشاريع التي تحتاجها البلديات، لكن بلدية جنين لم تحصل على دعم لإنشاء "العبارات" برغم الحاجة الملحة للمباشرة بالمشروع، كما يقول رئيس بلدية جنين وليد أبو مويس.
ولا تلبي المبالغ المقدمة لبلدية جنين احتياجات المدينة، كما تقوم البلدية بتقديم دراسات ومخططات للجهات المختصة إلا أنها لم تحصل على الدعم نظرًا لأن الدول المانحة تقدم الدعم حسب المزاجية ما يضطر القائمين على المشاريع إلى تأخير تنفيذها في كثير من الأحيان أو إنجازها في غير وقتها، على حد تعبير أبو مويس.
العبارات" المطلوبة في مدينة جنين تبلغ كلفتها أكثر من مليون ونصف دولار، كي لا يهدد الخطر غرق الشوارع وهدم أسوار المنازل كما حدث العام الماضي، وتم رفعها للجهات المختصة من أجل تمويل المشروع إلا أنه لا يتم الرد حتى الآن، تقول رئيس قسم الهندسة شيرين أبو وعر.
وقامت بلدية جنين بما توفر لديها من إمكانيات، بتنظيف العبارات وإزالة ما علق بها من رواسب النفايات، وتوسيع مجاري الأودية كحلول مؤقتة ربما لا تزيل المشكلة، وتشكيل غرفة طوارئ بالتعاون مع الدفاع المدني من أجل مساعدة المواطنين على مواجهة الخطر الناجم بفعل المنخفضات الجوية.
وينتقد الكثير من المواطنين ترميم بلدية جنين للبنية التحتية مع اقتراب كل فصل الشتاء، وهو ما بررته أبو وعر قائلة "المشكلة ليست في البلدية إنما في وصول التمويل".
المواطنون المستاؤون من أداء البلدية وتعاملها في الأخذ بالاحتياطات اللازمة يؤكدون أنه يجب الأخذ بالاحتياطات اللازمة والاستعداد بشكل جاد لمواجهة خطر الفيضانات، حيث يؤكد المواطن كفاح نصري والي يسكن بالقرب من إحدى العبارات الكبيرة "يوجد نقص ملحوظ باستعداد البلدية لمواجهة الأخطار وترميم العبارات، فالاستعداد في ظل عدم وجود إمكانيات لا يحتاج سوى ساعات أو أيام قليلة للانتهاء من تنظيف أو ترميم العبارة".
أما المواطن محمد عويس وهو صاحب محل تجاري في المدينة فناشد كافة المسؤولين للعمل الجاد على أن تقوم العبارات بأدائها في تصريف المياه والسيطرة على الفيضانات، مشددًا على أن الاحتياط واجب وضرورة.
ولفت عويس إلى أن مياه الفيضانات كادت أن تودي بحياته العام الماضي بعد دخول مياه الأمطار لمحله التجاري، لولا أن حدة الأمطار تضاءلت، وحالت دون وقوع الضرر.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها