يوافق اليوم الأحد الذكرى السنوية الـ18 لاستشهاد المهندس الأول في كتائب الشهيد عز الدين القسام، يحيى عياش، "أبو البراء"، بعد تفجير الهاتف النقال الذي كان يتحدث فيه مع والده داخل أحد المنازل في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع.
يحيي عبد اللطيف عياش، ولد فى6/5/1966، بقرية رافات غرب سلفيت، درس فى قريته حتى أنهى الثانوية العامة بتفوق، والتحق بجامعة بيرزيت، وتخرج من كلية الهندسة قسم الهندسة الكهربائية عام 1988، ثم تزوج إحدى قريباته وأنجب منها ولدين هما البراء ويحيى.
نشط في صفوف كتائب عز الدين القسام منذ مطلع عام 1992، وتركّز نشاطه في مجال تركيب العبوات الناسفة.
قال أحد القادة الإسرائيليين يومًا عنه: لمن دواعي الأسف أن أجد نفسي مضطرا للاعتراف بإعجابي وتقديري لهذا الرجل الذي يبرهن على قدرات وخبرات فائقة في تنفيذ المهام الموكلة إليه، وعلى روح مبادرة عالية وقدرة على البقاء وتجديد النشاط دون انقطاع.
وترجع بدايات المهندس عياش مع العمل العسكري إلى أيام الانتفاضة الأولى وعلى وجه التحديد عامي 1990-1991، إذ توصل إلى مخرج لمشكلة شُح الإمكانات المتوفرة وندرة المواد المتفجرة، عبر تصنيعها من المواد الكيميائية الأولية التي تتوفر بكثرة في الصيدليات.
وكان الشهيد عياش وراء تنفيذ العشرات من العمليات ضد أهداف إسرائيلية، ليكون التحول الكبير في مسيرته النضالية، جاء إثر مذبحة الحرم الإبراهيمي، في مدينة الخليل في 25 شباط/فبراير 1994 التي نفذها باروخ جولدشتاين.
وبعد شهرين من الحادثة "حانت ساعة الصفر" كما قال عياش، للانتقام، فجاء الرد الأول في 6/4/1994 من خلال عملية نوعية هزت عمق الكيان الإسرائيلي بالتحديد في مستوطنة "العفولة" حيث فجر رائد زكارنة نفسه في حافلة إسرائيلية، ما أدى إلى مقتل تسعة إسرائيلين وجرح 50 آخرين.
وبعد تلك العملية النوعية، لم يكتف عياش، فقام بإرسال عامر العمارنة بعد أسبوع من العملية الأولى وقبل أن يستوعب الإسرائليون الدرس ويُدركوا حجم الصدمة، ليفجر نفسه في حافلة بمدينة الخضيرة وليقتل ثمانية إسرائيلين ويصيب العشرات، لتُعلن حالة الطوارئ القصوى ويوضع اسم المهندس وصوره على كل حاجز ومركز لجيش الاحتلال، إذ بات المطلوب الأول للاحتلا.
في هذه الأثناء أقسم رئيس حكومة الاحتلال الراحل إسحاق رابين أمام الإعلام الإسرائيلي على الانتقام ممن يقفون وراء هذه العمليات التي أذهلت وأربكت الحسابات وغيرت نمطية التفكير الإسرائيلي وأبرزت المقاومة الفلسطينية كندّ قوي، وجاء رد المهندس على تهديداته أشد قوة وأكثر مفاجأة، فقد دَوى انفجار كبير في أهم شارع بـ"تل أبيب" يدعى "ديزنجوف" حيث انفجرت حافلة، ما أسفر عن مقتل 22 إسرائيليا وإصابة عشرات آخرين.
ليتم اغتياله في بيت لاهيا شمال قطاع غزة في الخامس من كانون ثان/ يناير عام 1996، باستخدام عبوة ناسفة زرعت في هاتف نقال كان يستخدمه أحيانًا، وخرج في جنازته نحو نصف مليون فلسطيني بقطاع غزة وحده، ونفذ مجاهدو الكتائب سلسلة هجمات استشهادية ثأرا له.
من أبرز مقولاته:
"بإمكان اليهود اقتلاع جسدي من فلسطين، غير أنني أريد أن أزرع في الشعب شيئا لا يستطيعون اقتلاعه".
"لا تنزعجوا فلست وحدي مهندس التفجيرات، فهناك عدد كبير أصبح كذلك، وسيقضون مضاجع اليهود وأعوانهم بعون الله".
"مستحيل أن أغادر فلسطين، فقد نذرت نفسي لله ثم لهذا الدين إما نصر أو استشهاد. إن الحرب ضد الكيان الصهيوني يجب أن تستمر إلى أن يخرج اليهود من كل أرض فلسطين".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها