انتصار الدنان
مشروع البنى التحتية، في مخيم عين الحلوة، لتأهيل مياه الصرف الصحي ومياه الشفة، مشروع انتظره أهالي المخيم منذ أكثر من عشر سنوات. يتم تمويله من اليابان، حيث تبلغ قيمته مليوني دولار. وتم تلزيمه لشركة رست عليها المناقصة بقيمة 1,7 مليون دولار، وبدورها لزمت المشروع لمقاولين من داخل المخيم.
لكن أهالي المخيم مستاؤون من تنفيذ أعمال البنى التحتية، فميلاد خليفة، وهو واحد من سكان المخيم، يقول: «إن اعمال البنى التحتية في المخيم تسير ببطء شديد جداً، ونحن نطالب المعنيين بأن يزيدوا عدد العمال من أجل تنفيذ المشروع بشكل أسرع، لكنّهم لا يتجاوبون مع مطلبنا، فالعمال حفروا الطريق من الجهتين، في كل جهة حفرة». وقد بدأوا بالحفر «قبل شهر رمضان، ومن ثم حفروا بالزواريب، وصارت الطرق كلها غير صالحة للسير». والعمال الذين يقومون بالعمل «غير مؤهلين للعمل. ففي كل مرة يكون في العمل خطأً، ويضطرون إلى حفر الرغارات مرة ثانية وثالثة، وربما أكثر. والعمل في المشروع بات بحسب المعارف والأقارب، من يفهم بالعمل ومن لا يفهم»، وفق خليفة.
ويشير د. أحمد الغوطاني، رئيس عشيرة أبو شوشة، إلى أن المشروع «كنا منذ زمن نتمنى تنفيذه. لكننا فوجئنا بعدم وجود آلية للعمل وعدم وجود إدارة، فهذا المشروع قد قُدِّم للناس من أجل تحسين مياه الصرف الصحي ومياه الشرب، وعدم طوفان مياه الشتاء أيام هطول الأمطار، والمشروع قد قُسم إلى أربعة أقسام في المخيم». وبعد تلزيم المشروع ورصد المبلغ المخصص له، وخلال ثلاثة اجتماعات متتالية «أخبرتهم بأنني لست معنياً إلا بمتابعة مشاكل الناس وحلها لأنني أعلم مسبقاً ما المشاكل التي ستحصل، والأهالي في المخيم غير راضين عن العمل في المشروع، فمثلا عند مرور السيارات يُجرف «القسطل»، والأرض «كل يوم وحل» وكل يوم تحصل أخطاء بالمشروع، وأنا أحمل مسؤولية ذلك للمشرف على العمل، وعلى «الأونروا».
ويقول أبو وائل زعيتر، عضو لجنة الإشراف عن البنية التحتية في مخيم عين الحلوة: «بدأنا العمل على البنية التحتية بلقاءات مع وكالة الغوث ومع المهندسين المختصين بالعمل، فقدموا لنا مواصفات العمل، وكانت مهمتنا هي لتسهيل عمل المتعهدين داخل المخيم، بالإضافة إلى أننا كنا قد طالبناهم بمواصفات جيدة للمشروع، وتاريخ معين لانتهائه، ونزاهة في العمل». ويرى أن «مدة العمل تجاوزت الوقت المحدد لها، فقد حصلت عوامل طبيعية أثرت على العمل وأخّرته. وهذا بسبب التأخير الذي حصل في الأساس». أما بالنسبة إلى التقنية في العمل وجودته، «فقد رست المناقصة على شركة عالمية مشهورة في تقنيتها في العمل. والعمل يتطلب تقنية معينة لأنه مشروع بنى تحتية، يجب أن يكون محكماً، وأن يخدم المخيم لمدة طويلة، فهذا العمل ليس بناء بيوت ولا ترميم منازل، وهذا العمل هو لمصلحة وخدمة أهلنا في المخيم، ونحن منذ فترة ننتظر أن يتم هذا العمل، فمنذ عشرين عاماً استُلم مبلغ من المال من أجل تحسين بناء البنى التحتية. لكنه تحول إلى أشخاص نجهلهم. وضاع المشروع. إلى أن قدمت لنا دولة اليابان مبلغاً من أجل البنى التحتية».
«الأخطاء في العمل بدأت تظهر»، وفق زعيتر، يضيف «أعرف أن الشركات التي تلتزم مثل هذه المشاريع يجب أن يكون عندها مهندسون استشاريون، فلا توجد مراقبة. وأعتبر أن وكالة الغوث هي المسؤولة، ومهندسو الأونروا هم أيضاً مسؤولون عما يحدث من أخطاء في بناء الريغار، فلديه مواصفات معينة، وإذا كانت شبكة الحديد غير جيدة والباطون أيضاً، فسيحدث خلل في العمل. وبالتالي فالمجرور لن يعمل بشكل جيد. والريغار يجب أن توضع تحته وعلى جوانبه بودرة. كما أن نوعية البودرة التي توضع في الطرق ليست من النوعية الجيدة».
ويعرض زعيتر لتساؤلات عما آل إليه المشروع «لماذا تقصّر الأونروا إزاء ما يجري في أعمال البنى التحتية من تأخير، وعدم الدقة في المواصفات المطلوبة؟ فالمهندسون المكلفون يجب أن يحضروا ليروا كيف أن العمال، وعلى مرأى من نظري يجبلون على التراب. وهذا استهتار، لأنه بعد فترة سيتضرر العمل».
ويشير إلى «قوانين الأونروا في تلزيم المشاريع، فالمشاريع الصغيرة تلزم لعمال ومتعهدين عاديين، والمشاريع الأكبر لمتعهدين لديهم رؤوس أموال وإمكانيات للعمل. أما المشاريع الأكبر فتلزم لشركات عالمية متطورة، ومشروع البنى التحتية ينطبق عليه النوع الثالث. وعلى هذا الأساس رست المناقصة على إحدى الشركات التي بدورها أعطت المشروع لمتعهدين من المخيم». وأضاف: «نضع الأونروا أمام مسؤولياتها لمساءلة الشركة التي لزمتها المشروع، ولم تقم بعملها كما يجب.
ونسأل أين المبلغ المتبقي الذي تبرعت به دولة الــــيابان، والذي يقدر بمئتي مليــــون دولار، والمناقــــصة رســـــت على 1,7 مليون». أما المساءلة الثالثة فـ«تتعلق بقسم الهندسة الذي يجـــــب عليه متابعة المشروع وعدم الاستهــــانة بالعمل». ويــــرى أن «قسم الهنـــــدسة غير جاد في المراقبـــــة. وبسبب عــــدم الإشراف على العمل فمن الطبيــــعي أن تقع الأخطاء».
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها