وكأنه لم يكف عكار المأساة الانسانية التي حلت بركاب ما سمي بالعبارة الاندونيسية، لتضاف الى هذه المآسي مأساة أخرى تتمثل بوجود العشرات من اللبنانيين الذين تمكنوا من الوصول الى أستراليا عبر اندونيسيا، لكن السلطات أبعدتهم الى جزيرة مانوس التي تسمى بغينيا الجديدة حيث يواجهون شظف العيش ويعانون من أمراض مختلفة، وتم احتجازهم في معسكرات خاصة.

ورغم سعي الأهالي لاسترجاع أبنائهم والتحركات التي قاموا بها أمام السفارة الأسترالية في بيروت، إلا أن أي تحرك رسمي لم يجر على هذا الصعيد كما أن وزارة الخارجية أو أي من المسؤولين لم يتحرك لمعرفة مصير هؤلاء البالغ عددهم 43 شخصاً.

ووجه عدد من الأهالي نداء استغاثة الى المعنيين جاء فيه: "اغاثة انسانية هم بحاجة اليكم. رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس النواب. منظمات حقوق الانسان منظمة الامم المتحدة منظمة الصليب الاحمر نخص بالذكر نواب ووزراء منطقة عكار والشمال. شبكات الاعلام والصحافة العالمية . دولة استراليا المعنية بهذا الموضوع. سفارة استراليا في بيروت.

الموضوع ان هناك خمسة واربعون شابا لبنانيا غادروا لبنان عن طريق اندونيسيا عبر البحر الهادئ وصلوا الى استراليا منذ حوالي 3 اشهر ومن ثم تم اجبارهم ونقلهم بطريقة غير لائقة ولا تمت الى الانسانية بصلة الى بابوا غينيا الجديدة (جزيرة مانوس) حيث الغابات الكثيفة المليئة بالحشرات والافاعي والزواحف وامراض الملاريا والسل حيث الحرارة المرتفعة ومعسكر قديم توجد فيه مخيمات غير مؤهلة للسكن شبيهة بمقبرة للاحياء وعدم توفر مستلزمات وكوادر طبية. الشباب يموتون موتا بطيئا هم بحاجة لدعمكم، لمساعدتكم. انقذوهم".

ولوح الموقعون على البيان بتحركات في الشوارع داعين المسؤولين الرسميين عبر السفارات ووزارة الخارجية للتحرك قبل فوات الأوان.

وناشد الأهالي الرئيس ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي والرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة التدخل السريع لحسم هذه القضية خاصة وأن الشبان اللبنانيين يعيشون في ظروف قاهرة ولا تطاق وحياة بعضهم مههددة جراء الأمراض السارية وغير السارية وتحديدا الملاريا.