اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين وعناصر من مخابرات الاحتلال الإسرائيلي صباح الثلاثاء المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة، ووسط قيود على دخول المصلين.

وكانت شرطة الاحتلال فتحت باب المغاربة عند الساعة السابعة صباحًا، ونشرت قواتها الخاصة في باحات الأقصى وعند أبوابه، ووفرت الحماية الكاملة للمستوطنين المقتحمين أثناء تجولهم بالمسجد.

وقال أحد العاملين بالأوقاف الإسلامية ،إن 36 مستوطنًا اقتحموا المسجد الأقصى خلال الفترة الصباحية على مجموعات، ونظموا جولات استفزازية في باحاته وسط تلقيهم شروحات عن "الهيكل" المزعوم ومعالمه من قبل مرشدين يهود.

وأوضح أن 40 عنصرًا من مخابرات الاحتلال اقتحموا أيضًا المسجد، وتجولوا في مصلياته (المسجد القبلي، المصلى المرواني، ومسجد قبة الصخرة المشرفة).

وخلال الاقتحام، أدى مستوطنون طقوسًا وشعائر تلمودية في باحات الأقصى، وتحديدًا في منطقة باب الرحمة شرق المسجد.

وواصلت شرطة الاحتلال فرض إجراءاتها على دخول المصلين للأقصى، واحتجزت بطاقاتهم الشخصية عند الأبواب ودققت فيها.

ويتعرض الأقصى يوميًا، عدا الجمعة والسبت لسلسلة اقتحامات وانتهاكات من قبل المستوطنين وشرطة الاحتلال، في محاولة لفرض مخطط تقسيمه زمانيًا ومكانيًا، في حين تزداد وتيرة الاعتداء عليه فترة الأعياد اليهودية، الأمر الذي يثير حالة من الغضب الشديد في صفوف الفلسطينيين.

وتسمح شرطة الاحتلال للمستوطنين منذ العام 2003، باقتحام المسجد عبر باب المغاربة الواقع في الجدار الغربي للمسجد.

وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية إن أكثر من 25 ألف مستوطن اقتحموا الأقصى خلال العام 2017، مؤكدةً أن الرقم يشير إلى وجود ارتفاع "قياسي" في أعداد المقتحمين، مقارنة بالأعوام الماضية.

وأوضح مدير عام دائرة الأوقاف الشيخ عزام الخطيب في بيان صحفي أن اقتحامات المتطرفين اليهود للمسجد الأقصى خلال العام ٢٠١٧ سجلت أعلى نسبة مقتحمين، حيث بلغ مجموعهم ما يقارب ٢٥٦٣٠ متطرف، في استباحة واضحة لقدسية المسجد.

بدورها، أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية الثلاثاء بأن عدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى خلال 2017، ازداد بنسبة 75% مقارنة بعام 2016.

ورأى الناطق بلسان حركات "أمناء الهيكل المزعوم" أساف فريد في حديث لـ "هآرتس" أن هذه الزيادة تعود إلى "الهدوء النسبي الذي يسود منطقة القدس المحتلة".

وقال: "قبل ثلاث سنوات عندما كنت أصل إلى الجبل، كنت أعرف أنني قادم إلى ساحة حرب، كنت أعرف أنهم سيستقبلونني بالصراخ، اليوم يشعر اليهودي الذي يصل إلى المكان بأنه مرغوب فيه". وفق قوله

وينسب فريد الزيادة في عدد "الزوار المتدينين" إلى تغيير سياسة شرطة الاحتلال التي يقودها ما يسمى بـ "قائد منطقة القدس" يورام هليفي، وقائد الشرطة روني الشيخ، ووزير الأمن الداخلي جلعاد أردان.

ولفت إلى أن شرطة الاحتلال قد ألغت في السنة الأخيرة القيود التي كانت تفرضها على حجم المجموعات التي تقتحم الأقصى، "فبينما كانت تسمح بدخول مجموعات تضم 15 فردًا، تسمح اليوم بدخول عشرات اليهود ضمن كل مجموعة".