محمد دهشة

بدأ مخيم عين الحلوة يتنفس الصعداء ويتجاوز قطوعه الامني الاخطر في اعقاب اغتيال العنصر في القوة الامنية المشتركة مسعد حجير، ونجحت القوى الفلسطينية على مضض في التوصل الى اتفاق جزئي مع عائلة المغدور حجير لتشييعه بعد رفضها قبل كشف الجناة، لكنها لم تتمكن من اعادة فتح الطريق الرئيسي في الشارع الفوقاني المقفل منذ وقوع الجريمة الجمعة، تزامنا مع قيام"لجنة التحقيق" التي انبثقت من "لجنة المتابعة الفلسطينية" بالاستماع الى افادات شهود العيان ومراجعة كاميرات المراقبة في المكان لتحديد مواصفات الجناة.

إعتبرت مصادر فلسطينية لـ "صدى البلد"، ان جريمة اغتيال حجير تعتبر الاخطر في سلسلة احداث امنية شهدها مخيم عين الحلوة مؤخرا،اذ لم تكن تستهدف العائلة بمقدار ضرب الامن والاستقرار، ودور القوة الامنية المشتركة والتوافق السياسي الوطني والاسلامي الذي شكل مظلة حماية من اتون الانجرار الى الصراعات اللبنانية الداخلية، بعدما احصت وقوع نحو 13 حادثا امنيا في اعقاب انتشار القوة الامنية منذ شهرين ونيف، ما يشير الى الاصرار على ايقاع الفتنة الداخلية خاصة مع كثرة الشائعات وسيل البيانات المزورة التي صدرت باسم عائلة حجير وزجت باسماء للتحريض، فسارعت الى نفيها وتأكيد حرصها على حفظ امن المخيم واعتبار ان كشف الحقيقة والجناة هو المدخل لوأد الفتنة.

مساعي التهدئة

سياسيا، اثمرت المساعي الحميدة التي بذلتها القيادة السياسية للقوى والفصائل الفلسطينية ولجنة المتابعة توافقا على دفن حجير، حيث شيع عصرا من مسجد الفاروق عمر بن الخطاب الى مثواه الاخير في مقبرة عين الحلوة الجديدة وسط حالة من الغضب والحداد لم يخل من اطلاق نار احتجاجي، توازيا مع اتفاق على استكمال التحقيق في الجريمة سريعا والتوسع به والاستماع الى المزيد من شهود العيان ومراجعة كاميرات المراقبة في المكان، على ان يجرى العمل لاحقا مع آل حجير على اعادة فتح الطريق الرئيسي المقفل في الشارع الفوقاني واعادة فتح المحال التجارية في سوق الخضار ومدارس الاونروا لتعود الحياة الى طبيعتها.

واكدت مصادر فلسطينية لـ "صدى البلد"، ان اجتماعا طارئا عقد في مقر "لجنة المتابعة" في بستان "القدس"، شارك فيه اضافة الى اعضائها، قائد قوات الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب، اللواء منير المقدح، عضو المكتب السياسي لـ "جبهة التحرير الفلسطينية" صلاح اليوسف، امير الحركة الاسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب، الناطق باسم عصبة الانصار الاسلامية الشيخ ابو شريف عقل، امين سر حركة "فتح" في عين الحلوة العميد ماهر شبايطة، ممثل حركة "حماس" في منطقة صيدا ابو احمد فضل، ممثل حركة الجهاد الاسلامي في منطقة صيدا عمار حوران، ممثل انصار الله محمود حمد، والعميد خالد الشايب ووفد من آل حجير واتفق خلاله على استمرار التحقيقات الفورية لكشف الجناة، تشكيل وفد مؤلف من الشيخ جمال خطاب، صلاح اليوسف، ابو احمد فضل والعميد خالد الشايب قام بزيارة عائلة ال حجير وابلغها بالمقررات، متمنيا عليها المساهمة في التهدئة.

واكد خطاب، ان الوفد الفلسطيني ابلغ عائلة المغدور انها تدين استهداف ابنهم مسعد، وان لجنة التحقيق تقوم بواجبها لتحديد الفاعلين وهي تستمع الى افادات الشهود وستقوم بجولة على جميع الكاميرات المزروعة في مسرح الجريمة لمحاولة تحديد مواصفات الجناة، فيما اكدت العائلة انها مع التهدئة على اساس كشف الفاعلين وتسليمهم الى القضاء اللبناني.

واعتبر اليوسف، ان ما جرى ليس استهدافا لعائلة حجير فقط، وانما لأمن واستقرار المخيم والقوة الامنية، فهناك بعض المتربصين شرا بالمخيم، يسعون الى ايقاع الفتنة بعد التوافق السياسي الفلسطيني والارتياح الذي ارخاه انتشار القوة الامنية المشتركة.

وشدد أمين سر لجنة المتابعة عبد مقدح "ابو بسام" على وحدة الصف الفلسطيني في حفظ امن واستقرار المخيم وعدم الوقوع في اي فتنة.

توتر

ميدانيا، بقيت حالة التوتر تسود المخيم وبقيت تسمع بين الحين والاخر اصوات طلقات نارية احتجاجا في وقت اقفلت فيه المحال التجارية في سوق الخضار وقام ذوو الضحية بقطع الشارع الفوقاني الرئيسي واضرموا النيران بالاطارات المشتعلة، فيما اقفلت المدارس التابعة لوكالة الاونروا ابوابها تحسبا.

وأصدرت عائلة حجير بيانا نفت فيه جملة وتفصيلا ان تكون قد اصدرت اي بيان بخصوص جريمة اغتيال ولدها او اتهام اي من الاشخاص او الجهات بالوقوف وراءها، معتبرة ان الهدف من وراء تزوير هذه البيانات استكمال الهدف بايقاع الفتنة في مخيم عين الحلوة.

وقالت عائلة حجير في بيان رسمي "ان ما تناقلته وسائل الاعلام والمواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي و"الوتس اب" حول اصدار بيانات باسم العائلة عار عن الصحة وهو محض افتراء، ويهدف الى ايقاع الفتنة الداخلية في مخيم عين الحلوة، ونحن ننفي كل ما ورد زورا باسم "عائلة حجير" من بيانات سابقة وخاصة البيان الموقع باسم "أهل المرحوم" و"عائلة حجير في حي الطيري" والذي يحمل اتهامات لاشخاص لا نعلم عنهم شيئا". ونظمت المبادرة الشعبية اعتصاما عند مفرق سوق الخضار في الشارع الفوقاني استنكارا لعمليات القتل والاغتيالات التي تحصل في المخيم والتي كان آخرها اغتيال حجير.