بمناسبة ذكرى إنطلاق جبهة النضال الشعبي الفلسطيني الـ 50، وإحياءً للذكرى الثامنة لرحيل مؤسس الجبهة فارس فلسطين الدكتور سمير غوشه، أُقيم في مخيم البص بالجنوب اللبناني مهرجان سياسي مركزي، بحضور عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" الحاج رفعت شناعة، وعضو قيادة إقليم لبنان لحركة "فتح" أبو أحمد زيداني، وأمين سر جبهة النضال في لبنان عضو اللجنة المركزية للجبهة تامر عزيز أبو العبد، وأمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في صور توفيق أبوعبدالله، وعضو المكتب السياسي في حزب الله فضيلة الشيخ خضر نور الدين، وعضو قيادة حركة "أمل" إقليم جبل عامل صدر الدين داوود، والمطران ميخائيل ابرس "مطرانية صور للروم الأرتثوكس" في صور ممثلاً بالأب وليام نخلة، وقيادة وكوادر حركة "فتح"، وقادة فصائل "م.ت.ف"، والقوى والأحزاب والفعاليات والأندية والجمعيات الوطنية والإسلامية والمسيحية اللبنانية والفلسطينية، وحشد من جماهير شعبنا في منطقة صور.
بدأ الحفل بتلاوة سورة الفاتحة لأرواح الشهداء، وبعدها تمَّ عزف النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني. ومن ثمَّ كانت مقدمة لعضو قيادة جبهة النضال في صور غالب ذيب حيث أكَّد أنَّ الجبهة عملت من أجل تحقيق أهدافنا الفلسطينية ونيل الحرية والإستقلال.
كلمة حزب الله ألقاها فضيلة الشيخ خضر نور الدين حيث أكَّد أنَّ هناك تقصيراً كبيراً من معظم القيادات العربية والإسلامية في دعمها للقدس والأقصى والشعب الفلسطيني في الشتات والداخل، مؤكداً أنَّ جامعة الدول العربية لا يمكن المراهنة عليها بل المراهنة على أنفسنا، لقد تمكنت المقاومة في لبنان من تحقيق النصر على العدو الصهيوني في العام 2000 لأنَّ حزب الله يمتلك السلاح والإيمان والقوة وسنستمر في خط المقاومة الداعم لفلسطين وشعب فلسطين وستبقى إيران الداعم الأساسي للمقاومة إن في لبنان أو فلسطين.
وبعدها كانت كلمة "م.ت.ف" ألقاها الحاج رفعت شناعة جاء فيها: "نلتقي اليوم لنحيي ذكرى إنطلاقة جبهة النضال ورحيل القائد الدكتور سمير غوشه، هذه الجبهة التي إستطاعت أن تأخذ موقعها المناسب، حيث سجَّلت إنجازات سياسية ونضالية في إطار "م.ت.ف"، تعتمد منهجية الوحدة الوطنية الفلسطينية فتأتي أهمية هذه المناسبة في نفس الظرف الذي يعيشُ فيه شعبنا الفلسطيني قمة المجد والثورة حيث نشعر بإعتزاز أننا الشعب المميز بكل مكوناته مسلمين ومسيحين يخوضون معركتهم ضد العدو الصهيوني.
وصرَّح شناعة بأننا نخوض معركة رئيسية ضد العنصرية الصهونية التي تنفذ مشروعاً جهنمياً حيث يكثف الإستيطان وتعمل على تهويد القدس وتشديد الخناق على المسجد الأقصى فالأهداف الصهيونية منها الواضحة ومنها الخفي.
وأضاف شناعة: "نتنياهو لن يتراجع رغم كل التحديدات الدولية والعربية لأنه يعرف ما يريد، في وقت يرى الأمة العربية تترنح وتتمزق، وغياب الوحدة في مواجهة الإحتلال، والأنظمة العربية في حالة صمت لأن ما يجري خطير جداً، فهو لا يهدد مستقبل الشعب الفلسطيني وحده، بل مستقبل الأمة العربية والإسلامية جمعاء".
نتنياهو يريد فرض سطوته عبر البوابات الإلكترونية ليمنع المصلين من دخول المسجد الأقصى لإداء فريضة الصلاة مدعوماً من الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها ترامب الذي لا يخفي ولاءه للكيان الصهيوني الغاضب، وهم يعلمون جيداً أن شعبنا الفلسطيني لن يقبل بهذه الإجراءات. سيادة الرئيس محمود عباس أكَّد أنَّ الأقصى أقصانا ولن نسمح ببقاء البوابات الإلكترونية، الأرض لنا والقدس لنا عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية.
نتنياهو يريد تداعيات يومية في المسجد الأقصى أو يستسلم شعبنا، ولكن لم ولن يستسلم أبناء شعبنا الفلسطيني في وقت يشارك فيه أبناء حركة "فتح" وكوادر وقيادة حركة "فتح" في الميدان لمواجهة المؤامرات الصهيونية عبر التصدي للعدوان في القدس والمسجد الأقصى، ونؤكد أنَّ كلمات الرئيس أبو مازن في خطابة واضحة للعالم حول ما يجري في القدس والمسجد الأقصى لذلك آن الأوان لإنهاء الإنقسام البغيض فلا أحد ينتصر وحده، والمطلوب من الأخوة في حركة "حماس" إجراء لقاءات سريعة بناءً لطلب الرئيس أبو مازن لمواجهة المخاطر حيث يجب أن نكون موحدين.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والحرية لأسرانا البواسل، والنصر لشعبنا في معركته من أجل الحرية والإستقلال.
ومن ثمَّ كانت كلمة المطران ميخائيل ابرس ألقاها الأب وليم نخله حيث أكَّد على إدانة وشجب كل ما يحدث الآن في القدس، صارخين كفاها دماء وشهداء وتضحيات، لن ينعم العالم بنعمة السلام إلاّ إذا عاد السلام أولاً إلى مدنية القدس الشريف، مدينة العدل، المدينة المقدّسة أو أورشليم ومعناها "أساس السلام" قرية السلام ولد لنا في القدس "ملك السلام"، في مغارة بُنيت عليها كنيسة المهد التي تعتبر من أقدم الكنائس في العالم، وفي القدس تحققت قيامة السيد المسيح من بين الأموات في اليوم الثالث من صلبة على الجلجة التي بُنيت عليها كنيسة القيامة أو كنيسة القبر المقدس أهمّ وأقدس الكنائس.
ومن ثمَّ كانت كلمة للأب وليام نخلة أكَّد فيها على المقاومة قدمت وتقدم أروع الانجازات في لبنان وفي فلسطين. العدو اليهودي الارعن هو الذي يخاف لا المقاومة. يقول الزعيم أنطون سعادة "لا تخافوا الحرب بل خافوا الهزيمة".
فلسطين شهيدة باستشهاد شهدائها منذ نكبة فلسطين، لأنَّ الاحتلال شر مطلق كلنا فلسطين، وكلنا متطوعون لأجل كرامتها وكرامة أهلها ومقاومتها وحوقها والقتال لأجلها ولأجل حريتها حق مطلق للتاريخ وحق لخالق السماء لأنها مطلقة من للسماء.
وبعدها كانت كلمة جبهة النضال ألقاها تامر عزيز أبو العبد حيث أكَّد على أنه منذ خمسين عاماً والقدس والأقصى والقيامة حزينة تتألم من جرحها النازف، تدفع ضريبة الدم نيابة عن كل الأمة العربية والإسلامية، فالقدس ليست للفلسطينيين وحدهم بل مفتاح الحرب والسلام في المنطقة وهي عاصمة دولتنا الفلسطينية للأبد، وهنا يحذرني ما قاله الشهيد الرمز ياسر عرفات لن أتنازل عن ذرة تراب من القدس أو حق اللاجئين بالعودة ديارهم. ولم ولن تفرحوا كثيراً أيهما الغزاة البغاة الصهاينة أقترب الأجل وما النصر إلا صبر ساعة، وهي كلمة رددها كثيراً الشهيد الرمز ياسر عرفات يرونها بعيدة ونراها قربية وأن الله لا يخلف وعده، وسيأتي اليوم القريب ليرفع شبلاً أو زهرة علم فلسطين على مآذن و كناس القدس. بحنكة وحكمة حامل الأمانة سيادة الرئيس محمود عباس الذي قال: "إن وصية الشهيد أبو عمار واجبة التطبيق غير قابلة للمساومة أو التفريط دعوته بل أمس إلى وضع الاختلاف جانباً فلتتوحد كل الجهود لأجل معركة الدفاع عن القدس وفلسطين في حضرة القدس ومقدساتها، إننا نحمل الاحتلال الصهيوني كامل المسؤولية عن كل ما يجري في مدينة القدس وهو المسؤول عن السبب، ما زلنا نراهن على الشرفاء من أمتنا كي تبقى القضية الفلسطينية هي القضية المركزية لكل الشعوب والحكومات العربية والإسلامية، رغم إنشغالها بأوضاعها الداخلية ولتبقى القضية الفلسطينية حاضرة ولها الأولويات. المجد والخلود للشهداء، والحرية للأسرى، والنصر لفلسطين.
ناصر شحادي
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها