بمناسبة الذكرى الثالثة لاستشهاد المناضل الوطني الحاج نمر قشمر "أبو جمال"، نُظِّم حفلُ تأبينٍ للشهيد في بلدته الحلوسية في الجنوب اللبناني، يوم السبت 1-7-2017، بحضور عضوَي المجلس الثوري لحركة "فتح" الحاج رفعت شناعة وجمال قشمر، وأعضاء قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان غسّان عبدالغني وطالب الصالح ود.محمد داوود وأبو إياد الشعلان، وقيادة وكوادر حركة "فتح"، وفعاليات، وإعلاميين، وشخصيات وطنية وإسلامية لبنانية وفلسطينية.
بدأ الحفل بتلاوة آيات بيِّنات من الذكر الحكيم تلاها فضيلة الشيخ أحمد الحاج علي، وبعدها كانت كلمة حركة "فتح" ألقاها الحاج رفعت شناعة، إذ أكَّد أنَّ هذا اللقاء هو لتأبين رجل وطني، وقائد أفنى حياته من أجل قضية مركزيّة هي قضية فلسطين، ومن أجل لبنان المقاوم مع فلسطين المقاومة.
وقال شناعة: "لقد كان الحاج أبو جمال قشمر نموذجاً للمفاهيم الوطنية والقومية، وقد أدَّى الأمانة والرسالة، واستطاع أن يفهم أبعاد القضية الفلسطينية الوطنية والقومية.
الشهيد الحاج أبو جمال قشمر شغلَ حياته بهموم الناس، فكان ذا نظرة واسعة، يعملُ على بلسمة الجراح، وكما عمِلَ في صفوف الحركة الوطنية اللبنانية عمِلَ في صفوف حركة "فتح"، ومن هذا المنطلق كان يُشكِّل الجامع بين الشعبَين اللبناني والفلسطيني.
إنَّنا نؤكِّد للشهيد الحاج أبو جمال أنَّنا ما زلنا على العهد والقَسَم، وعلى المبادئ والأهداف التي انطلقنا من أجلها، ولن يتمكَّن العدو الصهيوني ونصيره الأمريكي من تصفية القضية الفلسطينية، ومهما كبرت المؤامرات، فإنَّ الشعب الفلسطيني لن يحمل الراية البيضاء، وسيبقى يرفع عَلم فلسطين والبندقية".
وأضاف: "اليوم ونحن على أبواب مخاطر تُهدِّد القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، نقول ومعنا كلُّ حلفائنا، وكلُّ المقاومين من أجل تحرير فلسطين، نحن شعبٌ في أُمّة، ومهما ابتُليَت الأُمّة بالمصائب، بما يُسمّى الربيع العربي الذي دمَّر الإنسان والاقتصاد والمجتمع وكلَّ شيء وما زال، ولكنَّه، أي الربيع العربي، لم يستطع أن يدخل إلى فلسطين، لأنَّ أهلكم في الوطن، والضفة تحديداً، ظلوا على مستوى كبير من الوعي القومي، والوطني، والنضالي، ممَّا مكَّننا من النجاة ممَّا يُسمَّى الربيع العربي.
نحن اليوم ما زلنا على أرضنا، ونقولُ لعدونا الصهيوني ولأمريكا: نحنُ أصحاب الأرض، سنبقى مناضلين من أجل الدولة الفلسطينية المستقلة، القدس لنا، هي عاصمتنا، شاء مَن شاء، وأبى مَن أبى، وسيستمرُّ نضالنا ومقاومتنا متمسِّكين بكفاحنا ونضالنا نعرف أنَّ المشوار طويل، ولكنَّنا ندرك جيِّداً أنَّنا لم ولن نتنازل عن ثوابتنا الفلسطينية".
وتابع: "نقول لشهيدنا الكبير أبو جمال قشمر: إنَّنا في حركة "فتح" حريصون كلَّ الحرص على وحدة الشعب الفلسطيني، والأمة العربية والإسلامية، بوصلتنا فلسطين والقدس، وعدونا الوحيد الاحتلال الصهيوني، وليس إيران، ونعرف أنَّ هناك من يريد إزاحة البوصلة، ولكننا في حركة "فتح" نؤكِّد أنَّ عدونا الوحيد العدو الصهيوني، ويجب أن تُحلَّ مشكلة الانقسام الفلسطيني، لأنَّه صناعة إسرائيلية لتدمير القضية الفلسطينية، ونقول للجميع نريد أن تكون "حماس" ضمن إطار "م.ت.ف"، فالانقسام سيؤدّي إلى الهلاك، لذلك يدُنا ممدودةٌ للإخوة في حركة "حماس" من أجل إتمام المصالحة، وإنهاء الانقسام البغيض، وبذلك تفشل كلُّ المؤامرات ضدَّ القضية الفلسطينية، وخصوصاً مشروع ترامب الذي يريد عزل الأمة عن موضوع فلسطين، ولهذا فإنَّ التطبيع قبل الانسحاب يسري مع العدو الصهيوني، وبالتالي فإنَّ المبادرة العربية اليوم لم يتبقَّ شيء منها".
وختمَ كلمته قائلاً: "ما يجرى في قطاع غزة من تحالف بين "حماس" ومحمد دحلان لا نخشاه، لأنَّ "م.ت.ف" هي الأساس. فلا ترامب، ولا الدول العربية، ستستطيع تصفيتها، وستبقى حركة "فتح" على العهد والقَسَم حاميةً للمشروع الوطني الفلسطيني. شعبنا مُتمسِّكٌ بأرضه ومقدّساته، وسيأتي اليوم الذي يلتقي فيه الشعب الفلسطيني مُعلِناً وحدته الوطنية، فالمعركة الحقيقة هي في القدس، وليست في غزة، وأمريكا لا تريد غير مصلحة العدو الصهيوني.
الرحمة لشهدائنا الأبرار، والحُرية لأسرانا البواسل، وإنَّها لثورة حتى النّصر".
وبعدها كانت قصائد ألقاها الشاعران جهاد حنفي ومحمد ذياب تحاكي نضال شعبنا، والحياة النضالية والثورية للشهيد الحاج أبو جمال قشمر.
ثُمَّ أُلقيت عدة كلمات من قِبَل أصدقاء ورفاق درب الشهيد في النضال والثورة، وهُم: فضل المصطفى، ومحمد خليل "أبو نضال"، ومحمد حيدر، ومحمد قشمر، ومحمد سرور، أكّدوا فيها أنَّهم بوفاة "أبو جمال قشمر" فقدوا أخًا عزيزًا صاحبَ بيتٍ مفتوحٍ لكلِّ الناس، ونوَّهوا بمناقبية الشهيد، الذي كانَ صديقًا للجميع، وملتزمًا بقضايا الأُمَّة، وفي مقدّمتها القضية المركزية "قضية فلسطين"، فكان يصنع الحياة بابتسامة سنبلة، وعاش قائداً، وكانت بوصلته دائماً فلسطين.
وبعدها كانت كلمة نجل الشهيد جمال قشمر، ممَّا جاء فيها: "في ليلة سُمِّيَت ليلة البدر، كان يجب أن يدخل الشهيد غرفة العمليات لتُبتَر يده، لكنَّه طلب اللقاء بالسيد هاني فحص، والسيد محمد حسن الأمين، والسيد سلطان أبو العينين، فأكَّد للسيد محمد حسن الأمين أنَّ جيلنا كان مُخلصاً، ولكن الآتي كالريح الصفراء إذا لم تواجهوها ستأكل الأخضر واليابس. أمَّا رسالته للأخ سلطان أبو العينين، فكانت عبر الهاتف، إذ قال له: عليكم أن تتمسَّكوا بوحدتِكم وحقِّكم حتى نيل الحُريّة والاستقلال .
الشكر لجميع الذين يُكِنون الوفاء للشهيد أبو جمال وأمثال أبو جمال".
وختاماً دعا جمال قشمر الجميع لمأدبة العشاء التي أقامها في دارته.
ناصر شحادة
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها