احتفلت منظمة اليونسكو، بالتعاون مع جامعة بيت لحم، واللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم اليوم الجمعة، بتنفيذ مشروع عمل فني للفنان الفرنسي المعروف جيرار فوزة سفير النوايا الحسنة، لمنحوتة شجرة زيتون فلسطينية عمرها الف عام .

وحضر الاحتفال الذي اقيم في جامعة بيت لحم ، بحضور رئيس الجامعة "بيتر براي" ، ووزير الثقافة الدكتور انور ابو عيشة، ونائب سفير فلسطين لدى اليونسكو منير انسطاس، والدكتور اسماعيل التلاوي الامين العام للجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، ونائب رئيس الجامعة الدكتور ميشيل صنصور، وعدد من ممثلي المؤسسات والفعاليات الثقافية والأكاديمية.

ورحب الاخ براي باحتضان جامعة بيت لحم لهذا العمل الفني المميز، وقال ان الجامعة فخورة بذلك، مشيرا ان هذا العمل يعكس اهتماما ثقافيا وأخلاقيا من اليونسكو يعكس توق الشعب الفلسطيني للحرية والسلام والعدالة.

وشكر الوزير ابو عيشة الفنان جيرار على مبادرته واستعداده لانجاز هذا العمل الفني المميز، والذي يعبر عن دعمه للوجود الفلسطيني على هذه الأرض وأشاد بممثلي فلسطين في اليونسكو الذين يواصلون عملهم في مجال تعزيز مكانة الثقافة وإحياء الذاكرة ألفلسطينية باعتبارها افضل وسيلة لتعريف العالم على الحضارة والتاريخ الفلسطيني الممتد ألاف السنين في الحضارة الانسانية.

 وأضاف ابو عيشة ان وزارة الثقافة تعمل على تشجيع الفنون، لان الفن كما يقول جيرار " الفن ضد الاسلحة"ونحن نقول "ان الفن من اجل الحياة والحرية والعدالة، وضد الموت والظلم. ولفت انسطاس الى ما يحمله هذا العمل الفني الذي تتبناه منظمة اليونسكو من معاني ثقافية وأخلاقية، وبما يتضمنه من اشارات واضحة لحقيقة الوجود الفلسطيني على هذه الارض، مؤكدا ان شجرة الزيتون الفلسطينية التي تتعرض للاقتلاع والاعتداءات من قبل المستوطنين، تعلن عن وجودها التاريخي رمزا للانتماء في هذا العمل الفني الانساني الرائع الغني بالدلالات .

وقال الفنان جيرار انني استقبل هذه الشجرة في فلسطين بفخر كبير، لأنها تحمل في باطنها ذاكرة الف عام من حياة الشعب الفلسطيني، موضحا انه كان مترددا من المس بهذه الذاكرة الفلسطينية الغنية، ولافتا انه في نفس الوقت كاد ان يشعر بالذنب لو لم يأتي الى فلسطين، لأنه وعائلته عانوا من الاحتلال النازي، كما ان اباه قتل خلال هذا الاحتلال، ولذلك فهو يشعر بالفخر من القيام بهذا العمل غير العادي.

وشكر جيرار اليونسكو، وجامعة بيت لحم وكل من ساهم في اخراج هذا العمل الفني الى حيز الوجود .
وقال التلاوي ان هذا المشروع ياتي في اطار دعم المشاريع الثقافية الفلسطينية من قبل منظمة اليونسكو، موضحا ان اختيارنا لهذا المشروع نابع من كون شجرة الزيتون، بما تمثله من رمزية للسلام في فلسطين، وان اختيار شجرة زيتون تجاوز عمرها الالف عام، وان يقوم فنان عالمي وسفير النوايا الحسنة لليونسكو بهذا العمل الفني في جسم هذه الشجرة يحمل دلالات رمزية تاريخية وذات بعد انساني، وقيمة عالية لدى الشعب الفلسطيني المحب للعدل والسلام.

وشكر التلاوي جامعة بيت لحم لاحتضان هذا العمل الفني ، حيث سيتم اجازها في حوالي عشرة ايام،  لتنقل بعد ذلك الى المتحف الوطني لدى السلطة الوطنية الفلسطينية. وبعد ذلك قام وزير الثقافة والفنان جرار وانسطاس والتلاوي بزيارة البرك السلمانية الثلاث التي تعرضت في الفترة الاخيرة لتهديدات من المستوطنين.