منح رئيس دولة فلسطين محمود عباس، نجمة الاستحقاق لوسام دولة فلسطين، للشهيد نعيم خضر، أول ممثل لمنظمة التحرير الفلسطينية في بلجيكا، والذي استشهد في بروكسيل في الأول حزيران من عام 1981.

وسلم سفير دولة فلسطين لدى الاتحاد الأوروبي، بلجيكا ولوكسمبورغ، عبد الرحيم الفرا، نيابة عن الرئيس محمود عباس، نجمة الاستحقاق لوسام دولة فلسطين، إلى السيدة برناديت خضر، أرملة الشهيد الدكتور نعيم خضر. وذلك خلال افتتاح قاعة نعيم خضر للنشاطات الثقافية في مقر بعثة فلسطين في بروكسيل، في الذكرى 36 لاستشهاد الدبلوماسي الفلسطيني الأول على الأرض البلجيكية التي أحيتها بعثة فلسطين مساء أمس الخميس.

وجاء في المرسوم الرئاسي الصادر في رام الله في الأول من حزيران عن سيادة الرئيس محمود عباس، والذي قراه قنصل فلسطين في بلجيكا، المستشار هادي شبلي: "نحن محمود عباس، رئيس دولة فلسطين، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قررنا منح الشهيد الدكتور نعيم خضر، نجمة الاستحقاق لوسام دولة فلسطين، تقديرا لسيرته ومسيرته النضالية والدبلوماسية المشرفة وتثمينا عاليا لتضحياته الجسيمة، حيث قضى شهيدا دفاعا عن وطنه وشعبه وقضيتهما العادلة".

هذا وعبرت برناديت خضر، في كلمة مؤثرة عن شكرها العميق لسيادة الرئيس محمود عباس وللسفارة الفلسطينية في بلجيكا لهذا التكريم للشهيد النعيم خضر، وقالت: أن تتخيل نعيم وهو ينظر بفخر وسعادة لهذا الحدث الذي يعبر عن وفاء الشعب الفلسطيني وقيادته للشهداء، مستذكرة الأثر المدوي في بلجيكا الذي تركه خبر استشهاد رفيق حياتها.

كما سلم السفير الفلسطيني، بالنيابة عن سيادة الرئيس محمود عباس، "نجمة الاستحقاق والتميز" للسيدة ادلين ليبمان، أرملة البروفسير البلجيكي، مارسيل ليبمان، اليهودي الديانة، والذي كان مدافعا مخلصا عن القضية الفلسطينية في بلجيكا وصديقا قريبا للشهيد نعم خضر.

وقد عقبت ادلين انها تشكر السيد الرئيس محمود عباس على هذه النجمة والتي تقبل ان تحملها بكل فخر على صدرها كإنسانة يهودية، في إشارة الى النجمة السداسية الصفراء والتي كان الاحتلال الالماني النازي يجير اليهود على حملها في عدد من الدول الاوربية والتي كانت خاضعة لسيطرته.

كما سلم السفير، نيابة عن الرئيس، "نجمة الاستحقاق والتميز" للمخرج الفلسطيني ميشيل خليفي، المقيم في بلجيكا، تقديرا لدوره الريادي في بعث السينما الفلسطينية المعاصرة، والذي عقّب ان الشهيد نعيم خضر كان يمثل بالنسبة له قيمة إنسانية نضالية ديمقراطية عالية وانه تعلم منه الكثير عندما كان طالبا يدرس السينما في بلجيكا في مطلع السبعينات.

وسلم السفير الفرا،  بالنيابة عن الرئيس محمود عباس، شهادتي تقدير وعرفان للسيدة لينانويل دوبوي، الأولى تقديرا لدور زوجها الراحل المخرج البلجيكي اروتفيل، الذي أخرج بشكل مشترك مع ميشيل خليفي، فيلم "طريق النعيم" والذي يتناول مسيرة الشهيد نعيم خضر، والثانية لها لدورها في انتاج الفيلم.

وقال سفير فلسطين، في كلمة ألقاها، إن الشعب الفلسطيني وقيادته سيبقان أوفياء للمبادئ التي استشهد من أجلها الشهيد في استمرار النضال من أجل  قيام دولة فلسطينية حرة ديمقراطية، تعددية ومتسامحة، مذكرا بمناقب الشهيد ودوره في رفع اسم فلسطين عاليا في أوروبا.

دانيل ليمبان، الأمين العام لمنظمة اليهود التقدميين في بلجيكا، ألقى كلمه بالنيابة عن أسرة الراحل مارسيل ليبمان، تحدث فيها عن الدور الهام الذي لعبه الشهيد نعيم خضر في الدفاع عن فلسطين على المستويات السياسة، والثقافية والاكاديمية في بلجيكا، مذكرا بالشراكة بين خضر وليبمان في تجسيد عملي لقيم العدالة والحرية والتضامن ورفض الظلم والاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.

المستشار حسان البلعاوي، الذي كان عريفا للحفل، قال في افتتاح الحدث، إن اختيار بعثة فلسطين إطلاق اسم الشهيد نعيم خضر على القاعة الرئيسية في السفارة هو ليس فقط تكريم للشهيد نعيم خضر، بل هو تكريم لجيل كامل من مناضلين فلسطينيين، عرب أوروبيين، يتقدمهم رواد الدبلوماسية الفلسطينية المناضلة، الشهداء: محمود الهمشري ، وعز الدين القلق، وطلب الضاني وغيرهم في فرنسا، وائل زعيتر في روما، وسعيد حمامي في لندن، وغيرهم في عدد من الساحات الاوربية، معلنا ان قاعة نعيم خضر ستحتضن بشكل دوري نشاطات ثقافية من عرض أفلام وتقديم كتب عن فلسطين.

وتم عرض فيلم" طريق النعيم" الذي قدم صور نادرة من جنازة الشهيد في بروكسيل، وفي بيروت بحضور الرئيس الراحل ياسر عرفات، والقيادة الفلسطينية والجماهير الفلسطينية والغفيرة، وهي تودع الشهيد، الذي وثق شهادات غنية إنسانية مؤثرة مع أسرة الشهيد خضر في قريته الزبابدة في فلسطين.

وارسل البروفسير بشارة خضر، شقيق الشهيد، الذي كان متواجدا خارج بلجيكا، رساله قرأتها، مساعدة السفير الفلسطيني، زينب بن عاشور، اثنى فيها على مبادرة السفارة الفلسطينية بإطلاق اسم اخاه على قاعة النشاطات، معتبرا أن مثل هذه المبادرة هي انتصار للقيم التي استشهد من أجلها نعيم.

كما قرات الامين العام لجمعية التضامن البلجيكية الفلسطينية، نادية فرخ، رسالة من رئيس الجمعية بير غالاند، المتواجد ايضا خارج بلجيكا، أشاد بها في القيم الإنسانية والنضالية العالية التي تمتع بها أول سفير لفلسطين في بلجيكا والدور الهام الذي لعبه في تدعيم حركة التضامن البلجيكية مع فلسطين في بلجيكا.

وكان الفنان الفلسطيني المقيم في فرنسا الخطاط أحمد داري، قد حفر بخط عربي تقليدي اسم قاعة نعيم خضر الى جانب لوحة أخرى باللغة الفرنسية، ولوحة متحركة تحمل صورة الشهيد وشعار سفارة فلسطين في بروكسيل، ونبذة باللغتين الفرنسية والعربية عن الفقيد الراحل.

كما قدم عدد من الحضور من فرنسيين وبلجيكيين شهادات هامة ومؤثرة عن الشهيد البطل.

وتم اختتام الحدث بمعرض فني تشكيلي للفنان سلمان عقل عن الأسرى، والذي قدمه الناشط أحمد ابو النصر، منسق الحملة الدولية للتضامن مع الاسرى "تضامن" حيث رسم الفنان لوحاته بعد جلوسه مع عدد من المحررين، ويجسد الفنان من خلال لوحاته مختلف الحالات التي مر بها المعتقل داخل السجون الاسرائيلية.