بحضور عضو قيادة اقليم لبنان ومسؤول اللجان الشعبية أبو إياد شعلان، وفيصل فرحات، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في البقاع محمود سعيد، وممثلي مؤسسة رعاية الشهداء فاطمة الزقطة وغازي سحويل، ومسؤول الأمن الوطني الفلسطيني في البقاع أبو رمزي، وأعضاء قيادة منطقة البقاع، والشعب التنظيمية، والكادر الفتحاوي في المنطقة، وحشد شعبي وعائلي وعشائري، وشخصيات حزبية وسياسية واجتماعية، وأصدقاء الشهيد.

قدَّم الخطباء الدكتور علي مهدي شاكراً كل حضور في الذكرى السنوية لتأبين الراحلين محمد سيف الدين البرجي (أبو اللبن) وجيفارا البرجي، وكذلك وجه التحية لحركة "فتح" ومناضليها ولشهدائها وأسراها ومعتقليها في سجون الإحتلال. ثمَّ كانت تلاوة عطرة من القرآن الكريم للقارىء الحاج محمد البرجي.

وألقى علي سليمان كلمة بصفته أخاً وصديقاً للشهيدين والعائلة، مرحبا بالحضور الكريم. ومذكراً بمناقبية الشهيد أبو اللبن في تاريخ النضال الفلسطيني والعربي الذي كان راسخاً مترخساً في روحه وعائلته بكل عزيمة وإصرار.

كلمة القوى الوطنية ألقاها محمد قاسم المكحل جاء فيها: "كان الشهيد رافضاً للطوائف، عروبي الإنتماء، وصخرة كبيرة في مواجهة الأعداء على طريق تحرير فلسطين من كل أعدائها، أبو اللبن من هذه الأرض الطيبة فلروحه وإبنه السلام، لأنه آمن بالمقاومة لتحرير القدس وفلسطين والأرض العربية ولتحرير الإنسان العربي، فهو إبن البقاع خزان المقاومة، وإبن الجنوب المتلاحم مع فلسطين".

وخَتَم كلمته بالقول: "لا قيمة لنا جميعاً إلا بتحريرها، وما صمود الأسرى إلا بذوراً حقيقية في وجه العدو الغاصب نحو النصر".

كلمة أمين سر حركة "فتح" و "م.ت.ف" ألقاها محمود سعيد جاء فيها: "السادة الحضور جميعاً، ممثلوا الأحزاب اللبنانية والوطنية والإسلامية، السادة رئيس وأعضاء بلدية علي النهري ومخاتيرها المحترمون، الأخوة آل البرجي وأهالي علي النهري الكرام، نلتقي اليوم فسطينيين ولبنانيين نؤبن قائداً معطاء من قيادات حركة "فتح"، هذه الحركة التاريخية والتي شكلت بقوتها وعظمتها العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني في جميع أماكن تواجده، إنَّ الشهيد البطل محمد سيف الدين البرجي "أبو اللبن" مناضل لبناني الهوية، فلسطيني الهوى، فتحاوي الإنتماء، قضى حياته مناضلاً في صفوف الثورة الفلسطينية إيماناً منه بأنَّ القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمتين العربية والإسلامية، وإيماناً منه أيضاً بأنَّ هناك رابطاً مقدساً يربط بيننا، جنوب لبنان هو شمال فلسطين، وأنَّ مسارنا ومصيرنا واحد، وعدونا واحد، وأنَّ بنادقنا توحدت، ودماؤنا امتزجت في جنوب لبنان المقاوم، وقدرنا أن نحمل ألهم الأكبر معاً وسوياً حتى النصر المؤزر إن شاء الله.

إن اغتيال الشهيد أبو اللبن وإبنه جيفارا بتاريخ 5/6/2016 كان خسارة للثورة الفلسطينية ولحركة فتح، الشهيد أبو اللبن نال رضى وإعجاب وثقة قيادة الحركة الأولى من الشهيد الرمز ياسر عرفات وأمير الشهداء خليل الوزير وأينما حل وارتحل كان يبني علاقات كفاحية أصيلة مع قيادات فصائل الثورة الفلسطينية، اضافةً لمسؤولياته قائداً للمهام التنفيذية الخاصة بقوات الإرتباط العسكري في البقاع. وتطرق لموضوع أسرى الكرامة والحرية بما يمارس عليهم من ظلم وتنكيل من قبل العدو الصهيوني، وأحكام مؤبدة، واعتقال اداري، ومنعهم من زيارة الأهل، واستكمال دراستهم، ضارباً هذا العدو بعرض الحائط كل القوانين الإنسانية والدولية. وإنَّ اضراب ال 35 يوماً يجب أن تنتصر وأن يهزم السَّجان الصهيوني العنصري والنازي. وهنا ندعوا كل الهيئات والقوى السياسية والفعاليات الجماهيرية والقانونية لأخذ دورها التصعيدي والضاغط على الإحتلال والإستجابة والرضوخ. مؤكداً على ضرورة توحيد الصف الداخلي في حراكنا السياسي وكفاحنا الوطني حتى نتمكن من تقرير مصيرنا وإقامة دولتنا الفلسطينية.

وبخصوص لبنان نحن يداً بيد مع الدولة اللبنانية في مواجهة المؤامرات التي تحاك ضد مخيمات لبنان، ومصممون على إنهاء كل الظواهر الغريبة عن مجتمعنا وبيئتنا وثقافتنا. ونؤكد أننا مصممون وحريصون على تحقيق الأهداف الوطنية، ومواجهة مشاريع التصفية والمشاريع التدميرية والنصر قادم بإذن الله تعالى.

كلمة آل الشهيد ألقاها سيف الدين البرجي جاء فيها: "أنا يا أبي آمنت بالشعب المضيع والمكبل، فحملت رشاشي لتحمل بعدنا الأجيال منجل، ونذرت جرحي والدما للسهل والوديان جدول،  دين عليك دماؤنا والدين حق لا يؤجل".

أرحب بكم فرداً فرداً وعذراً لتحملكم عناء السفر، أبو اللبن وإخوانه لم يروا شيئاً صعباً في حياتهم، يا من حملت القضية في وجدانك وعقلك ووهبت لها دمك، ووهبت لها روحك، وما بخِلت من أجل فلسطين لكن ما كـتـب قد كتب، ها هم إخوانك في المقاومة يتابعون خطاك كما تابعت على خط القادة الأبرار، إطمإن يا أبي إنَّ المقاومة على ثوابتها، ولن تتزحزح عن قرارها، وأطفال الحجارة أصبحوا رجالها، ورجال السكاكين على ثوابتهم يملؤون الساحات، والبطون الخاوية تشل مفاصل الأعداء.

وأضاف: "عند الصراعات الداخلية كان يقول والدي "يا حفاة العرب، يا حفاة العجم، بوصلة لا تشير إلى القدس مشبوهة، حطموها على قحف أصحابها، واعتمدوا القلب فالقلب يعرف مهما الرياح الدنيئة جارفة سيئة". ووجه التحية للشعب الفلسطيني والمقاومين. مؤكداً سَير العائلة على نهج والده وإنها ثورة حتى النصر.

وفي الختام قدَّم عضو قيادة اقليم لبنان أبو إياد شعلان، ومحمود سعيد،  درع الرئيس ياسر عرفات لعائلة الشهيد، وكذلك قدِّم درع الأمن الوطني باسم اللواء صبحي أبو عرب بحضور مسؤول الأمن الوطني في البقاع.