التقى عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" مفوض الساحة اللبنانية عزام الأحمد السبت 2017/3/25، سماحة رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان بحضور سفير فلسطين في لبنان أشرف دبور، وعضو المجلس الثوري فتحي أبو العردات، والمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان.
وجرى خلال اللقاء التباحث في الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، ولاسيما التطورات على الساحة الفلسطينية جراء استمرار الغطرسة الاسرائيلية.
وشدد قبلان على ضرورة العمل وبذل الجهد لتظل القضية الفسطينية حية في وجدان العرب والمسلمين باعتبارها القضية المركزية التي تستدعي أن يتوحد الجميع لنصرة شعبها وانقاذ مقدساتها والتضامن في مواجهة العدوان والاحتلال الاسرائلي الذي يتمادى في اجراءاته التعسفية وحملات الاستيطان والتهويد.
بدوره، قال الأحمد في تصريح: تشرفنا بلقاء أخينا الكبير سماحة الإمام الشيخ قبلان لما يحتلّه من مكانة في قلوب الفلسطينيين ومواقفه التاريخية، وكان هدفنا أن نلتقيه ونستمع منه ونطلعه على الأوضاع في فلسطين والمخاطر التي يواجهها الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، وطبعاً قدمنا له التعازي بوفاة شقيقته، وأطلعناه على المخاطر التي يواجهها الشعب الفلسطيني وخاصة المقدسات الإسلامية والمسيحية ومحاولات تهويد مدينة القدس عاصمة الدولة الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني في وجه المحتل الإسرائيلي، والجهود التي تبذلها القيادة الفلسطينية من أجل توحيد الموقف العربي لمجابهة المخاطر التي تتعرض لها القضية الفلسطينية والأمة العربية.
وأشار الأحمد إلى أنَّ قبلان أكد ضرورة توحيد الصف الفلسطيني وتوحيد الموقف العربي والالتفاف حول القضية الفلسطينية لحماية المقدسات والمسجد الأقصى والقدس، وحماية كل المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، وأكد على بذل الجهود لتوحيد الموقف العربي من أجل الأمن والاستقرار في المنطقة العربية.
وقال الأحمد عن سبل مواجهة المؤامرة في المخيمات: هذا الموضوع ناقشناه مع سماحته وموقفنا واضح ولن يتغيّر، إنَّ محاولات إثارة الفتن متواصلة وهناك تركيز في السنوات الأخيرة على لبنان خاصة في ظل الأوضاع المحيطة في لبنان سواء في سوريا أو غيرها من أقطارنا العربية ومحاولة ضرب الاستقرار في لبنان، وهناك قوى معادية للشعب اللبناني والشعب الفلسطيني بغض النظر عن هويتها وانتماءاتها لكنها لا تمت للمصالح اللبنانية والفلسطينية بصلة لتفجير أوضاع المخيمات واستغلالها، ونقول يجب التصدي باستمرار لهذه المحاولات والمحافظة على أمن واستقرار المخيمات وقطع الطريق على كل الغرباء والأيدي المشبوهة لاستغلال المخيمات.
وشدد الأحمد على وحدة الشعبين الفلسطيني واللبناني، لافتاً إلى أنَّ الفلسطينيين لن ينسوا أن الشعب اللبناني احتضن الثورة الفلسطينية ولولا هذا الاحتضان لما استمرت القضية الفلسطينية حتى اليوم، ولا حققنا أي انجاز وأيضاً احتضان الشعب اللبناني للاجئين الفلسطينيين كضيوف مؤقتين على الدولة والشعب اللبناني الشقيق، ونحن نقول أن تحسين أوضاعهم المعيشية واستقرارهم هو عامل أساسي في صمودهم من أجل أن يكونوا جزءاً لا يتجزأ من النضال لتحقيق حلم العودة إلى وطنهم وديارهم.
كما التقى الأحمد مفتي الجمهورية اللبنانية سماحة الشيخ عبد اللطيف دريان، بحضور سفير فلسطين في لبنان أشرف دبور، وعضو المجلس الثوري فتحي أبو العردات.
ووضع الأحمد المفتي دريان في صورة الأوضاع في فلسطين والتحديات التي تواجهها القضية الفلسطينية في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، ونضال الفلسطينيون بكل الأشكال المتاحة وخاصة أبناء القدس بشكل خاص لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية وهوية القدس العربية الفلسطينية والنضال الفلسطيني من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وقال الأحمد بعد اللقاء: "تشرفنا بلقاء سماحته وشرف عظيم لنا أن نزور دار الإفتاء في بيروت التي كانت باستمرار وما زالت مركز اشعاع وطني ولبناني وتحمل هموم الشعب اللبناني وهموم الأمة العربية وأيضا كل القضايا الإسلامية، والقضية الفلسطينية في مقدمتها كما كانت باستمرار، وواكبت مسيرة العمل الوطني الفلسطيني والثورة الفلسطينية منذ انطلاقتها وما زالت".
بدوره، أكد سماحته أنه سيعمل بكل ما يمتلك من قوة ونفوذ وكلمة مسموعة لدى اللبنانيين والفلسطينيين والاعباء التي تحملها دار الإفتاء من أجل المحافظة على رعاية اللاجئين الفلسطينيين الذين هم ضيوف على الشعب اللبناني حتى يتم تحقيق العودة لهم إلى بيوتهم ومدنهم وقراهم".
وقال الأحمد نحن كفلسطينيين تحت سيادة القانون اللبناني، وتحت سلطة السيادة اللبنانية وكما تريد، والمطلوب من الفلسطينيين كما هو المطلوب من المواطنين اللبنانيين أيضاً أن ينبذوا العنف وأن ينبذوا الإرهاب، وأن يتصدوا لكل محاولات التخريب، واعتقد هذه وجهة نظر مشتركة، ونحن نؤكد حتى على الصعيد الرسمي كما قال الرئيس محمود عباس مراراً وتكراراً، نحن تحت القانون اللبناني، ننفذ ما تريده السلطة اللبنانية والأجهزة الرسمية اللبنانية منا لنتحمل مسؤوليتنا كما هو مطلوب من كل مواطن لبناني وفلسطيني، المخيم جزء من الأراضي اللبنانية، والسيادة اللبنانية".
ثمَّ واصل الأحمد لقاءاته وإلتقى بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للموارنة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بحضور السفير أشرف دبور وعضو المجلس الثوري فتحي أبو العردات.
ونقل الأحمد للبطريرك الراعي تهاني الرئيس محمود عباس وتهاني الشعب الفلسطيني في عيد البشارة، ومحبة القادة الفلسطينين ومحبة الشعب الفلسطيني على مواقفه المساندة باستمرار لنضال الشعب الفلسطيني من أجل تحقيق آماله في انهاء الإحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأطلع الأحمد الراعي على آخر مستجدات القضية الفلسطينية والاعتداءات الاسرائيلية المستمرة على مقدسات شعبنا المسيحية والاسلامية، وضرورة توحيد الموقف العربي في القمة العربية المقبلة لدعم صمود الشعب الفلسطيني.
بدوره أكد الراعي على "ضرورة أن نبقى كأمة عربية وكقادة عرب موحدين في قول كلمة الحق في العالم كله لدعم نضال الشعب الفلسطيني بإقامة دولته، لأن هذا يسهل تحقيق آمال الشعب الفلسطيني في إنهاء الإحتلال، وأكد أيضاً دعمه لصمود الشعب الفلسطيني داخل فلسطين وإقامة دولة فلسطينية والقدس عاصمتها، وفق ما ترتأيه القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني".
وردا على سؤال عن أهمية زيارة البطريرك الراعي إلى الأراضي المقدسة، قال الأحمد: "لقد كان الفلسطيني الأول هو السيد المسيح، ومكانة فلسطين ليست فقط عند مسيحيي فلسطين بل في العالم أجمع، لذلك نقول هذا النسيج الفلسطيني والعربي أمة واحدة ونحن شعب واحد. كنيسة القيامة في القدس، والمهد في بيت لحم والبشارة في الناصرة مثلها مثل الأماكن المقدسة عند المسلمين في المسجد الأقصى، وبالتالي نحن كفلسطينيين مسيحيين ومسلمين نحمل رسالة واحدة".
وأضاف: "عندما زار البطريرك الراعي فلسطين، شعرنا بمواقفه وكلماته في الناصرة وبيت لحم والقدس وأيضاً بالتحدي الكبير الذي قام به في وجه الإحتلال الاسرائيلي عندما زار اكريت وكفربرعم في الجليل وهما قريتان مسيحيتان هجرهما ودمرهما الإحتلال الإسرائيلي، ومن هناك دعا وبإصرار ومن فوق أنقاض القريتين إلى إعادة سكانهما وبنائهما. ونحن نؤكد أن كلماته والدور الكبير الذي يقوم به سواء في الفاتيكان أو خارجه يشكل دعماً أساسياً، ونحن بحاجة لكلماته وعظاته كفلسطينيين وكلبنانيين".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها