قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، اليوم الأحد 5-3-2017، "إننا على استعداد فوري لعقد اجتماع لكافة فصائل منظمة التحرير، لوضع استراتيجية وطنية حول قضية الأسرى".

وأضاف عريقات، خلال اللقاء الذي عقده في دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير: "نعمل على إطلاق سراح جميع الأسرى، ونوظّف جهودنا لإيجاد حلول سريعة لقضيتهم، وبذل كافة الجهود المتاحة للإفراج عنهم جميعًا".

وأوضح أنَّ 7 آلاف فلسطيني في السجون الإسرائيلية، بينهم قيادات مثل أحمد سعدات ومروان البرغوثي وفؤاد الشوبكي ونائل البرغوثي، الذي أُطلِق سراحه، ثُمّ أعادت إسرائيل اعتقاله وأعادت له أحكامه السابقة، في سابقة تاريخية.

وأشار عريقات إلى أنَّ الرئيس محمود عباس، وهيئة شؤون الأسرى، ونادي الأسير، ودائرة شؤون المفاوضات، يقومون بجهد كبير، وتمّت مؤخرًّا مخاطبة الأمين العام لجامعة الدول العربية، وأطراف الرباعية الدولية، لإلزام إسرائيل بالتقيد بالمواثيق الدولية واتفاقية جنيف.

وانتقد عريقات ردود أفعال الدول والمؤسسات من حكم القضاء الإسرائيلي بالسجن 12 شهرًا فقط، على الجندي قاتل الشهيد عبدالفتاح الشريف، الذي قام بإعدامه، معتبرًا أن ردود الأفعال كانت ستكون مغايرة لو اختلف الفاعل والضحية.

وأشار إلى أنَّ إسرائيل ومنذ العام 1967 حتى الآن، اعتقلت نحو 800 ألف فلسطيني، والآن يقبع 7 آلاف أسير في سجونها، منهم 300 طفل، ونواب في المجلس التشريعي، و530 أسيرًا إداريًا، ضمن سياسة غطرسة القوة والعمل السياسي وثقافة الكراهية التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية.

ووجَّه عريقات رسالة إلى الدول التي تسعى للانتصار على الإرهاب، بأنَّ لا إرهاب أكثر من الاحتلال، ومن يريد أن ينتصر على الإرهاب يعرف أنَّ الأفكار لا تقتل بالرصاص، وأن الانتصار على الإرهاب يبدأ بتجفيف منابع الاحتلال، لافتاً إلى أن إسرائيل تتعامل مع نفسها كدولة فوق القانون.

وأكد عريقات أن هناك تحركات تشمل منظمة الأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلام، ودول عدم الانحياز، وسويسرا الحاضنة لاتفاقية جنيف، ومجلس حقوق الإنسان، والمحكمة الجنائية الدولية، آملين بفتح تحقيق حول قضية الأسرى والانتهاكات بحقهم، مشيراً إلى أن سويسرا تستطيع عقد جلسة خاصة كما مجلس الأمن، وقال إن منظمة التحرير تسعى إلى أن تعلن الجمعية العامة للأمم المتحدة عن جلسة لبحث ملف الأسرى.

من جانبه، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى عيسى قراقع، إن اللقاء دليل على متابعة المستوى السياسي لقضية الأسرى، مؤكِّدًا أهمية الدور التكاملي بين المؤسسات والمستويات المختلفة للوقوف إلى جانب الأسرى لنيل حرتهم.

ولفت إلى أنَّ الأسير محمد القيق المضرب عن الطعام، في وضع صحي خطير، وكذلك الأسير جمال أبو الليل.

وأشار إلى أن المحاكم العسكرية الإسرائيلية تحولت إلى "مجازر"، داعيًا إلى إعادة النظر في التعاطي مع هذه المحاكم، التي تكرس الظلم والتعسف ضد أبناء فلسطين.

وأوضح أن إسرائيل أعادت الأحكام السابقة لـ 64 أسيرًا ممَّن كانت أفرجت عنهم في الصفقات، وأن هناك أسرى قضوا 15 عامًا من عمرهم في الاعتقال الإداري، مشددا على ضرورة إحالة قضية الأسرى إلى المحكمة الجنائية وضرورة عقد جلسة خاصة لمجلس الأمن لمناقشة حقوق الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وضرورة إلزام الدولة المحتلة باحترام معايير حقوق الإنسان ودفعها للالتزام بالمواثيق الدولية.

 من جهته، أعلن رئيس نادي الأسير قدورة فارس إطلاق مبادرة تدعو الفصائل لبلورة استراتيجية وطنية خاصة بقضية الأسرى.

وفي كلمة ذوي الأسرى، قالت إيمان البرغوثي زوجة الأسير نائل البرغوثي، إن زوجها كان بعد إطلاق سراحه في إقامة جبرية، وكان يُمنَع من الخروج من حدود محافظة رام الله والبيرة، وأجبر هو وغيره من الأسرى المحررين على التوقيع على التزامهم بشروط إطلاق سراحهم كل شهرين.