كشفت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA يوم أمس الأربعاء عن قواعد جديدة لجمع وتحليل وتخزين المعلومات عن المواطنين الأمريكيين، وتحديث قواعد عمر المعلومات ونشرها بالكامل للمرة الأولى.
وقالت كارولين كراس المستشارة العامة لوكالة المخابرات المركزية في مؤتمر صحفي بمقر الوكالة في لانغلي بولاية فرجينيا بان “المبادئ التوجيهية مصممة على نحو يحمي الخصوصية والحقوق المدنية للشعب الأمريكي”.
وجرى الإفراج عن القواعد الجديدة وسط شعور عدم ارتياح عام مستمر فيما يخص سلطات المراقبة الحكومية، وهي القضية التي اكتسبت شهرة كبيرة بعد قيام المتعاقد السابق مع وكالة الامن القومي NSA إدوار سنودن بالكشف في عام 2013 عن قيام الوكالة بجمع بيانات الاتصالات لملايين المواطنين الأمريكيين العاديين بشكل سري.
وقد تم نشر المبادئ التوجيهية قبل يومين من أداء الرئيس المنتخب دونالد ترامب للقسم واليمين الدستورية ودخوله المكتب البيضاوي، حيث يمكن عند ذلك للإدارة الرئاسية الجديدة تغيير تلك المبادئ، وقال ترامب سابقاً بانه يفضل وجود قوة رقابة حكومية أقوى، بما في ذلك مراقبة بعض المساجد المعينة في الولايات المتحدة.
ومنعت وكالة الاستخبارات المركزية CIA إلى حد كبير من جمع المعلومات داخل الولايات المتحدة أو عن مواطني الولايات المتحدة، ولكن الأمر الرئاسي المسمى “الأمر التنفيذي 12333” الذي وقعه الرئيس رونالد ريغان في شهر ديسمبر من عام 1981 ينص على استثناءات منفصلة تحكمها الإجراءات المعتمدة من قبل مدير وكالة المخابرات المركزية والنائب العام.
وهدف ذلك الأمر التنفيذي الرئاسي إلى توسيع الصلاحيات والمسؤوليات الخاصة بوكالات الاستخبارات الامريكية وتوجيه قادة الوكالات الفيدرالية الأمريكية للتعاون بشكل كامل مع طلبات وكالة المخابرات المركزية للحصول على معلومات.
وأضافت المستشارة العامة لوكالة المخابرات المركزية إن القواعد الأصلية المعروفة باسم “المبادئ التوجيهية العامة” أصبحت مع مرور الوقت خليطاً من السياسات والإجراءات، والتي فشلت في مواكبة تطوير التكنولوجيا التي يمكنها تخزين كميات هائلة من البيانات الرقمية.
وقدم المشروعون في عام 2014 مدة زمنية تقدر بعامين لوكالات الاستخبارات الأمريكية لوضع إجراءات للحد من تخزين المعلومات عن مواطني الولايات المتحدة، وقد جرى التوقيع يوم الثلاثاء على الإجراءات الجديدة، التي تم تطويرها على مدى سنوات، من قبل جون برينان مدير وكالة المخابرات المركزية ولوريتا لينش النائب العام للولايات المتحدة.
وقد توفرت المبادئ التوجيهية الخاصة بعام 1982 بشكل علني للجمهور قبل عامين بعد أن كانت مخفية، بينما تم وضع الإجراءات المحدثة بشكل كامل ولأول مرة على موقع وكالة الاستخبارات المركزية يوم أمس الأربعاء.
وتشمل الإجراءات المحدثة على ما يجب أن تقوم بعمله كالة الاستخبارات المركزية CIA عندما تحصل سراً على قرص صلب لحاسب يحتوي على ملايين الصفحات النصية وساعات من مقاطع الفيديو والآلاف من الصور التي تحتوي على معلومات عن مواطني الولايات المتحدة والأجانب.
وتعمل القواعد الجديدة على تنظيم كيفية التعامل مع المواد التي تحمل قيمة استخباراتية لا يمكن تقييمها على الفور، وذلك لأن تقييم مثل هذه الكميات الهائلة من البيانات يتطلب وقتاً كبيراً والعديد من المحللين.
كما انها تنظم الكيفية التي يمكن البحث من خلالها ضمن هذه البيانات، وإنشاء شروط ومتطلبات صارمة للتعامل مع الاتصالات الالكترونية التي لم تحصل على تقييم بعد، والتي ينبغي تدميرها في موعد لا يتجاوز خمس سنوات بعد أن يتم فحص هذه البيانات.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها