حوار رامي عيشة - خاص مجلة "القدس" الاصدار السنوي 333 كانون ثانٍ 2017
سفير دولة فلسطين في لبنان السيد أشرف دبور أكد في هذه المقابلة النوعية على مجموعة حقائق سياسية ووطنية تكوَّنت عبر تجربته الفتحاوية ومواكبته عهد الرمز ياسر عرفات. فقد أكد بأن فتح كانت وستبقى الفكرة التي لا تموت، وهي التي صانت وحمت القضية الفلسطينية والمشروع الوطني، وهي التي استطاعت عبر مسيرة الثورة الفلسطينية أن تحمل العالم على الاعتراف بحقنا في ممارسة سيادتنا على أرضنا، ولذلك نحن ذاهبون باتجاه التحرر الكامل، وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
أما الرمز الفلسطيني ياسر عرفات فهو الذي غرس فينا حبَّ فلسطين، والتمسك بها، وبشعبها شعب الجبارين، والتمسك بالوحدة الوطنية، فياسر عرفات كان الفصل الأطول في حياتنا، وقريباً ستقول لجنة التحقيق كلمتها وفاء لهذا الرجل العظيم.
يؤكد السيد أشرف دبور في مقابلته أننا استطعنا ومن خلال العمل المشترك بين السفارة وجميع الفصائل، وحركة فتح أن نشكل الحاضنة الوطنية الفلسطينية، وكنا دائماً نلتزم سياسة الرئيس محمود عباس. ومن خلال هذه المعاملة القائمة على الاحترام المتبادل أرسينا معاملة طيبة للإنسان الفلسطيني من الانسان اللبناني.
كما أشار إلى أن السفارة ومن خلال التعاون مع الجميع أسهمت في تخفيف الأعباء عن شعبنا إقتصادياً، وصحياً، وتربوياً، وأيضاً مع الدوائر الحكومية.
نجحنا في كل ذلك لأننا كنا قادرين على جمع كلمتنا والتفافنا حول فلسطين.
المحور الأول: الانطلاقة
نعيش اليوم أيام الانطلاقة الثانية والخمسين برأيكم ما الذي تغيَّر منذ الانطلاقة وحتى يومنا هذا؟
كانت الانطلاقة من مجموعة من الشباب الفلسطيني تميّزوا بالشجاعة العالية، وأخذوا على عاتقهم مسؤولية نقل الشعب الفلسطيني من ظلمة العتمة إلى نور الحق والحرية. وكانت الشرارة الأولى التي أوقدت الشعلة من هذه الثُّلة من الشباب الشجاع، وتعرَّضت في بداياتها لمحاولات الإخماد، واستطاعت أن تستمر إلى يومنا هذا متجاوزةً كلَّ محاولات السيطرة عليها وإجهاضها، و"فتح" كانت وستبقى الفكرة، والفكرة لا تموت أبداً.
وقد تميّزت "فتح" منذ انطلاقتها بصوابية القرار على الرغم من بعض القرارات التي لم تكن تنسجم في حينه مع تفكير ورؤية البعض، إلا أنَّ صواب الفكرة ومواءمتها مع مصلحة قضيّتنا كانت تحتِّم على رافضيها في حينه الاعتراف بقدرة "فتح" على استباق الأحداث وقراءة المستقبل برؤية واضحة مقدامة هدفها حماية القضية والمشروع الوطني الفلسطيني.
ونتيجةً للقرارات الصائبة ومسيرة النضال المستمرة منذ الانطلاقة والتضحيات الجِسام على طريق تحقيق الهدف بالتحرر والاستقلال أصبحنا واقعاً فرضَ نفسه على خارطة العالم، ورفعَ عَلم فلسطين على مبنى الأمم المتحدة إلى جانب باقي الدول الأعضاء، كما شهدنا مؤخراً كيف صوَّت العالم أجمع في مجلس الأمن على حقنا بممارسة سيادتنا على أرضنا ورفض كلِّ ما قام على باطل من بناء المستوطنات ومحاولات التهويد التي شهدت عاصمتنا القدس أشدها، إضافة إلى انضمامنا إلى معظم المنظمات الدولية، وسنشهد قريباً جداً التحرر الكامل من نير الاحتلال، وسنتمتّع بدولة حرة مستقلة عاصمتها القدس، وسينعم شعبنا اللاجئ بحقه بعودته إلى أرضه ووطنه شاء من شاء وأبى من أبى على الرغم من صعوبة وتعقيدات قضيتنا لأنَّنا نواجه احتلالاً إحلاليًّا حاول منذ بدايته شطبنا وإلغاءنا من الخارطة الدولية.
إلى أي مدى لا يزال الالتفاف حول القضية الفلسطينية، على المستويَين العربي والدولي؟
نعي جيداً ما تمرُّ به منطقتنا العربية والمتغيّرات التي حصلت على المستوى الدولي من خلال سيطرة القطب الواحد على القرار الدولي. وما حصل في منطقتنا كان نتيجةً للمتغيرات التي ذكرتُ آنفاً، وبالرغم من حالة الانقسام التي تشهدها ساحتنا الفلسطينية مما أضعف وهج قضيتنا، وسمح للكيان الصهيوني بالتجرؤ على قتل أطفالنا والتوغل بالدم الفلسطيني بدون أي رادع مخالفاً بذلك كل القوانين الإنسانية، ولكن الإصرار الفلسطيني استطاع من خلال التضحيات والثبات والتمسك بالحق المشروع الذي كفلته الشرائع والقوانين الدولية فرضَ حضوره، ممّا أجهضَ المشروع الصهيوني الإحلالي، وها نحن نلمس التأييد والالتفاف من كافة أحرار وشرفاء أُمّتنا والعالم.
كان الإسرائيلي يراهن على موت الآباء ونسيان الأبناء لقضيتهم، كيف ترون تمسك الأجيال الحالية بقضيتهم؟
نعم كان رهانهم كبيراً على ذلك معتمدين على أنَّ الأمور تفرض نفسها واقعاً على الأرض، لكن مفاجأتهم كانت كبيرة بما شاهدوه من أطفال "الآر بي جي" في مخيم الرشيدية مروراً بأطفال الحجارة من فارس عودة ومحمد الدرة إلى هذه الأجيال التي تمثِّل قمّة الوعي والالتزام والتمسك بالمبادئ وبالقضية، وتعطي المثال المشرِّف في التضحية ومواجهة المحتل الغاصب. كما تنشر الوعي في كافة أرجاء العالم حول حقنا وقضيتنا باستخدامها لما توفَّر في هذا العصر من تكنولوجيا ووسائل تواصل فضحت زيف وادعاءات وممارسات المحتل الإسرائيلي. أليس هذا تمسُّكاً من أجيال فلسطين جيلاً بعد جيل بحقهم؟!
الانطلاقة الفلسطينية قامت على أساس الكفاح المسلَّح، اليوم كيف ترون الانطلاقة؟
الانطلاقة كانت الشرارة التي أوقدت شعلة الثورة الفلسطينية المعاصرة، والمقاومة التي تميَّزت بها ثورتنا الفلسطينية مرَّت بمحطات عديدة، واستطاعت ابتكار طرقٍ نضالية متعددة توافقت مع المستجدات والمتغيرات رهناً بزمان ومكان معيّنَين بما يضمن الوصول للهدف الأساس، فمورس سواء أكان بالبندقية أم بالمقاومة الشعبية أم بالعمل السياسي والدبلوماسي لتحقيق المشروع الوطني الفلسطيني، والدليل نجاح الأساليب النضالية وتنوعها ممّا جعل قضيتنا تقترب من إنجاز الهدف الاساس.
كيف تقيّمون عملية السلام في ظل التعنُّت الإسرائيلي وانحياز الإدارة الأميركية الواضح إلى الجانب الإسرائيلي؟
تمرُّ عملية السلام بمرحلة تعنت إسرائيلي واضح بفرض واقع على الأرض يستطيع من خلاله تنفيذ ما يخطِّط له من مشروع هدفه إلغاء المشروع الوطني الفلسطيني بالحرية والاستقلال مدعوماً بغطاء من جهات لا تعرف للحق طريقاً. لكن على إسرائيل أن تعي جيداً أنَّه لن يكون هناك أمن ولا استقرار ما لم يتمتَّع الشعب الفلسطيني بحريته واستقلاله وحقّه في عودته إلى وطنه.
المحور الثاني: الرئيس الشهيد ياسر عرفات
أنتم كنتم من المقرّبين من الرئيس الرمز ياسر عرفات في محطات مختلفة من حياته، ما هو اكثر شيء تتذكرونه عنه؟
أتذكرُ خلال فترة وجودي إلى جانب الجبل الرمز الوطني أبو عمار أنَّه غرس فينا أولاً حُبَّ فلسطين والتمسُّك بها وكيفية خِدمة شعبنا وقضيتنا، والصلابة في الموقف والتقدم الدائم باتجاه الهدف وعدم التفكير بالعودة إلى الوراء بل الإقدام واتخاذ القرارات والثبات على المواقف، خاصةً عندما يقتضي الواجب تحمُّل المسؤولية. إضافةً إلى العقلانية والتحلي بالشجاعة والتمسُّك بالوحدة الوطنية الفلسطينية سبيلاً وحيداً فنحن تجمعنا قضية عادلة ومعاً وسوياً ننتصر لها.
وقد كان الرئيس الرمز أبو عمار يجترحُ الحلول الإبداعية التي كانت تفاجئ الجميع، وتعيد تصويب البوصلة إلى مكانها الطبيعي، ويحوِّل الطريق الصعب والمرور في النفق المظلم إلى نور وانتصار.
البعض يقول إنَّ البيت الفلسطيني تصدّع بعد رحيل الرئيس الرمز ياسر عرفات، كيف تردون على ذلك؟
لا شكَّ أن استشهاد الرمز ابو عمار هو بمثابة النكبة علينا جميعاً، ونذكر هنا رثاء شاعرنا الكبير محمود درويش لأبي عمار بكلمات كانت وستبقى فينا كما هو باقٍ فينا فكراً ونهجاً بأنَّ ياسر عرفات كان الفصل الأطول في حياتنا وكان اسمه أحد أسماء فلسطين الناهضة من رماد النكبة إلى جمرة المقاومة إلى فكرة الدولة، وفي كل واحد منا شيء منه، وهنا أضيف بأنَّه سيبقى الفصل الأطول في حياتنا، وسيبقى نهجه منارةَ طريقنا لتحرير وطننا، وسيبقى حامل الأمانة الرئيس محمود عباس الثابت على الثوابت استمراراً لهذا النهج.
لقد وعد الرئيس أبو مازن بالكشف عن أسماء المتورِّطين في اغتيال الرئيس الشهيد لماذا لم يعلن حتى الآن عن هؤلاء القتلة؟
طال الزمان أم قصر عاهدنا الله وأنفسنا بأنَّنا لن نترك مَن غدر بالرمز، وسنكون على مستوى القسَم الذي أقسمناه والعهد الذي عاهدناه، ولن يضيع حق وراءه مُطالِب، وكلنا أملٌ بلجنة التحقيق أن تنجز عملها وتقول كلمة الفصل وتكشف يد الغدر.
ما هي الإنجازات التي استطعتم تحقيقها خلال تكليفكم مسؤولية السفارة؟
عملنا كوحدة واحدة من سفارة وحركة "فتح" وفصائل وبكافة الأُطر والهيئات مجتمعين مما شكّل حاضنةً وطنيةً فلسطينيةً استطعنا عبرها تطوير عملنا بحيث شمل توحيد كل البيت الفلسطيني بكافة أطيافه.
أنا وإخواني في الفصائل نعلَمُ ما يُحاك للمخيّمات ولكنّنا استطعنا تخطي ذلك، لقد حمينا الوجود الفلسطيني في لبنان رغم الحروب والكوارث الحاصلة في منطقتنا العربية، وهذا إنجازٌ لا يُستهان به. وبالتأكيد ذلك التزام كامل بسياسة الرئيس محمود عبّاس ومواقفه مما يجري في المنطقة، والتي أعلن عنها في أكثر من مناسبة وخلال زيارته للبنان.
فمنذ تكليفي خدمة قضيتي وشعبي من خلال مهمتي كسفير لدولة فلسطين في لبنان وحمل الأمانة في ظل هذه الظروف الصعبة والمعقّدة التي تمر بها المنطقة عموماً والتحديات التي تواجهنا كفلسطينيين في لبنان حتَّم علينا الوضع توخي الدقة والحكمة في اتخاذ القرارات وإدارة الأمور إضافة إلى الصدق. ومنذ بداية العمل الموحَّد في إطار جامع أوجدَ قوة وصلابة وأدهش الجميع وأصبح عنواناً للوحدة الوطنية الفلسطينية يُحتذَى بها في كافة أماكن تواجدنا، وجاء ذلك مع حسن تصرف من حيث التعاطي في كافة المجالات وانضباط نجد أنه يحظى بالاحترام، ممّا أرسى معاملة طيبة تجاه الإنسان الفلسطيني في لبنان، إلّا أنَّنا ما زلنا في المكان نفسه أي مكانك راوح، وصراحة لا نرى أملاً بالمدى المنظور بأن يتم التعاطي معنا من الناحية الإنسانية، ولحرصنا على شعبنا ومعرفتنا بصعوبة معاناته حيث يعيش في أحزمة البؤس والحرمان على الصعيد الحياتي والمعيشي قمنا بمبادرات لتأمين ولو القليل لشعبنا لئلا نصل إلى المجهول. فبالإضافة إلى ما تقدِّمه الأونروا والهيئات الاخرى، تقوم السفارة بواجباتها تجاه أبناء شعبنا في مجال التعليم والمساهمة في العلاج، وأبدينا اهتمامًا خاصًّا في مجال الصحة، وحسَّنّا الوضع الوظيفي للعاملين في مستشفيات الهلال الأحمر الفلسطيني، ونعمل على تطوير المراكز الصحية لتستطيع تقديم الخدمات الأفضل كما نعمل على دعم الأُسَر الفقيرة عبر صندوق التكافل الاسري والتمكين الاقتصادي، وتأمين قروض صغيرة ميسرة لفتح مجالات لباب العمل الخاص لهم. كذلك عملنا بجهد وبدعم من سيادة الرئيس عبّاس على زيادة مخصّصات أُسَر الشهداء والجرحى وكذلك العاملين في المنظمة، وإقرار قانون للتقاعد يحفظ كرامة المناضلين.
ما هو مدى التنسيق الذي تقومون به مع الدولة اللبنانية؟
تنسيقنا مع الحكومة اللبنانية على مستوى عالٍ من الاحترام والصدقية والثقة المتبادلة وصولاً إلى احترام الإنسان الفلسطيني على صعيد إنجاز المعاملات، وهذا ما يلمسه أبناء شعبنا من خلال مراجعاتهم للدوائر اللبنانية، ويعود ذلك بالأساس للتنسيق بين الدبلوماسية الفلسطينية والحكومة اللبنانية بكلّ مكوّناتها، وكذلك التنسيق مع مكونات العمل الفلسطيني الموجود في لبنان من قِبَل المكونات اللبنانية.
يُسجَل لكم سعادة السفير أنَّكم تحوّلتُم لصمام أمان ومرجعية سياسية لكافة الفصائل الفلسطينية، إلى أي مدى تواجهون مصاعب في ذلك؟
إنَّ تكافلنا جعل من العلاقة أكثر من أخوية فنحن نحيا لاجئين سويًا ونعاني سوياً ونفرح سوياً ونحزن سويًا، وتجمعنا قضية واحدة، وعندما نتحرَّر من نير الاحتلال سنكون محررين سوياً، وهذا كافٍ لنكون وحدة واحدة، ونحمل هموم بعضنا البعض ونواجه المصاعب، ونكون مجتمعين في حل جميع العقد التي تواجهنا. ولا نواجه أي صعوبة في جمع كلمتنا في هذا البيت الفلسطيني الجامع، سفارة فلسطين. أضف إلى ذلك أنَّنا نلمس في المخيمات الفلسطينية التجاوب التام من الجميع، وهناك حالة من الوعي والمسؤولية يتمتَّع بها كافة مسؤولي فصائل العمل الوطني والإسلامي على الساحة الفلسطينية، واستطعنا أن نجعل القضية الفلسطينية هي الأولويّة التي نلتف حولها كفصائل، وهو ما أوصلنا إلى ما نحن فيه اليوم من حالة وئام. ولنا هدف واحد هو فلسطين، ولسنا معنيين لا من قريب ولا من بعيد بالدخول في التجاذبات التي تحصل هنا وهناك.
أنا واحد من هذا الشعب، ولدتُ وترعرعتُ في مخيم تل الزعتر، واعرفُ أبناء مخيماتنا جميعًا ويعرفونني جيدًا، وعندما تكون كذلك يكون قربك منهم وعلاقتك متينة معهم. استلمُ هذه المهمة اليوم لأنني أعرف أنَّ علي واجباً تجاه أهلي وشعبي لكي أقوم بخدمتهم قدر المستطاع، وعندما أنظرُ في عيون أهلنا في المخيمات والفصائل أرى الحبَّ والتقدير مما يعطيني الحافز لكي استمر استمرارية الواثق حتى النهاية في عملي، وأن أكون مستعداً لتقديم أي شيء تجاههم حتى الشهادة.
المحور الثالث: المؤتمر السابع
مؤخراً أُنجز المؤتمر السابع لحركة "فتح"، كيف تقيمون أعمال ونتائج المؤتمر، وما رأيكم في العضوية وعملية الانتخابات؟
المؤتمر السادس عُقِدَ بعد عشرين عاماً على عقد المؤتمر الخامس، وجاء انعقاده بعد الانتفاضة الثانية التي دمَّر العدو الصهيوني خلالها كلّ مقرّات حركة "فتح" بل والسلطة الفلسطينية، واعتقل معظم كوادر الحركة وصولاً لاغتيال الرئيس الرّمز ياسر عرفات. وانعقاد المؤتمر السادس جاء تحدياً كبيراً من أبناء "فتح"، هذه الحركة العظيمة التي تخرج دائماً من الرماد كطائر الفينيق أقوى وأصلب، وعبّر عن مدى قدرة هذه الحركة على الوقوف سدّاً منيعاً في وجه كل محاولات الشطب والإلغاء. أمَّا المؤتمر السابع وعقده في ظلّ ضغوط كبيرة مورست للنيل من عزيمة الحركة، فهو إنجاز بحد ذاته خاصةً وهو استحقاق مضى عليه عامان، ووجب عقده لمراجعة أين أصبنا وأين أخطأنا، وكيف نضع البرامج ونحدِّد الأولويات خاصةً أننا نواجه عدواً شرساً همُّه الأساس القضاء علينا وعلى مشروعنا الوطني، وفرض أجندته وسياسته على الأرض. وقد كان اختيار الأعضاء المشاركين من جميع المكونات المنصوص عليها في النظام الداخلي، على أساس تمثيلي، وهذا لا يعني أن مَن لم يحضر المؤتمر أقلّ شأناً ممّن حضر، وهذه الحركة كبيرة وعظيمة وتضم الأعداد الكبيرة في أطرها بالتأكيد لهم حق الحضور، لكن الظروف لم تسمح بذلك. وقد أشرفت على الانتخابات لجان من قضاة ومحامين ومن هيئات تعليمية.
بالمحصلة، عُقد المؤتمر وتمّ وضع رؤية وبرنامج سياسي واضح، وتحديد استراتيجية ثابتة حول الحقوق الفلسطينية المشروعة وآلية عمل داخلية ووضع ثوابت والنهوض بالحركة للوصول إلى تحقيق المشروع الوطني الفلسطيني، الهدف الأساس.
ما هي الخطوة المقبلة بعد المؤتمر السابع؟
تحديد الأولويات الفلسطينية للوصول للهدف الأساس، وإنجاز المشروع الوطني الفلسطيني من خلال عقد المجلس الوطني الفلسطيني لإعادة تفعيل وتطوير "م.ت.ف"، الممثّل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية لنستطيع مواجهة كافة التحديات والمشاريع التي تهدف للنيل من قضيتنا الفلسطينية.
وفي هذا الإطار سنشهد في بداية العام الجديد لقاءات للجنة التحضيرية المكلّفة بالإعداد لعقد المجلس الوطني في العاصمة اللبنانية بيروت، واستكمال المشاورات للوصول لعقد دورة المجلس الوطني الفلسطيني.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها