اختارت فنانة لبنانية شظايا وبقايا القذائف الإسرائيلية التي قصفت منزلها في بيروت إبان الاجتياح الثاني مطلع الثمانينيات لتكون المادة التي تشتغل عليها لإنجاز عشرات المنحوتات والتصاميم الفنية التي تعكس تجربتها مع الحرب الأهلية.

فقد نقبت مكي حطام منزلها الذي دُمر إبان الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982 بحثًا عن شظايًا وبقايا القذائف الإسرائيلية التي دمرته لتنجز أعمالا فنية تلفت الأنظار إلى أهوال الحرب وتعيد التذكير بالدمار الذي لحق بمنزلها ومدينتها.

فرغم كثرة الأعمال الفنية والسينمائية والروائية التي تناولت تجربة الحرب الأهلية في لبنان بكل ما حملته من فظائع وما خلفته من ندوب في النفوس والوجدان، ورغم مرور نحو 27 عامًا على انتهاء الحرب فإن ذاكرة كثير من المبدعين ما تزال متقدة.

وللفنانة جيان مكي تجربة فنية خاصة تظهر في أعمالها التي اقتربت كثيرا من الحرب عبر معرض لأعمالها في العاصمة بيروت ضم تماثيل ومنحوتات من الحديد، لكنه ليس أي حديد.

واختارت الفنانة اسم "الحضارة" لمعرضها في إشارة توحي بأن الحروب تقع خارج سياق الحضارة.