نجح باحثون أميركيون عبر تجاربهم على الفئران في قتل نوعين من الأورام السرطانية بالكامل باستخدام تقنية تعتمد نقل الاجسام المضادة إلى الخلايا السرطانية بواسطة أقراص نانوية خاصة.
وذكر العلماء من جامعة ميشيغان في مجلة "نيتشر متيريالز" أن طريقة العلاج الجديدة قضت على سرطاني الجلد والأمعاء في فئران الاختبار بالكامل خلال 10 أيام، والمهم أيضًا هو أن المرض لم يعاود الظهور بعد ذلك لفترة طويلة من المراقبة.
وأشاروا إلى أن الطريقة تتيح ايصال مصل علاجي معين خاص بكل مريض إلى ورمه السرطاني، كما أن الطريقة لا تهاجم الخلايا السليمة.
ولا يجد العلماء سببًا يحول دون نجاح الطريقة في معالجة بقية أنواع الأمراض السرطانية الخبيثة.
وثبت للعلماء أن تقنية الأقراص النانوية لا توصل المصل العلاجي إلى الخلايا السرطانية فحسب، وإنما تحفز نظام المناعة الجسدي على إنتاج جسيمات مضادة قادرة على مقارعة نمو الورم السرطاني أيضًا.
وحمل العلماء الأقراص النانوية بجسيمات "نيو انتيجين" مضادة لكل نوع من نوعي السرطان في الفئران وزرقوها في مناطق الورم، وهي في واقع الحال تحويرات جينية استمدت من الخلايا السرطانية، وعمل العلماء على تطوير خلايا مضادة لها، من نوع خلايا-ت المناعية في المختبر.
وتتعرف الخلايا المناعية بسهولة على الخلايا السرطانية من خلال تشخيصها للتحويرات الجنية المذكورة فيها، ولذلك فإنها تهاجم الخلايا السرطانية فقط.
وعملت الطريقة في الفئران على قتل سرطاني الأمعاء والجلد الخبيثين تمامًا خلال 10 أيام فقط، وثبت أنها منعت أيضاً نمو الخلايا السرطانية وتكاثرها.
فئران منيعة على السرطان
ولا تنشط الخلايا المناعية عادة ضد الخلايا السرطانية لكن تقنية الأقراص النانوية نجحت في تحفيز27% من هذه الخلايا على قتل الخلايا السرطانية.
وتمكنت الطريقة- بحسب التقرير- من شفاء معظم الفئران من السرطان في فترة أقصاها 10 أيام.
وللتأكد من النتائج زرق العلماء هذه الفئران بعد شفائها بفترة 70 يوماً بنفس الخلايا السرطانية التي سببت لها سرطاني الأمعاء والجلد إلا أن أجساد الفئران قاومت المرض السرطاني هذه المرة ولم تصب مجدداً بالأورام.
وثبت أن نظام المناعي فيها بقي متحفزاً وقتل الخلايا السرطانية المرزوقة قبل أن تنجح في زرع نفسها والتحول إلى ورم سرطاني جديد.
واستنتج العلماء من هذا ان تقنية الأقراص النانوية زودت نظام المناعة الجسدي في الفئران بـ"ذاكرة" مضادة للمرض السرطاني.
وصنع علماء جامعة ميشيغان الأقراص النانوية من بروتينيات دهنية معينة، ولم يكن قطر القرص يزيد عن 10 نانومتر.
وللمقارنة فان قطر شعرة الإنسان يتراوح بين80 و100 ألف نانومتر. وجاء في تقريرهم في مجلة "نيتشر متيريالز" انها تحفز نظام مناعة الجسم السليم أيضاً ضد هذين النوعي من السرطان.
والخطوة القادمة-بحسب التقرير- ستكون تجربة الطريقة على حيوانات كبيرة الحجم قبل الانتقال لمرحلة التجارب على البشر.
ويعتبر سرطان الأمعاء من أشد الأورام السرطانية فتكاً بالإنسان، ويصيب73 ألف ألماني سنوياً، ويؤدي إلى موت 27 ألف منهم كل عام.
ويتأصل انتشار سرطان الأمعاء بين الألمان باطراد وتتحدث وزارة الصحة الألمانية عن إصابة 5% من السكان بهذا النوع الخطير من الأورام.
إلا ان الفحوصات المبكرة والمستديمة ساعدت على تجنب إصابة 99 ألف ألماني بسرطان الأمعاء كل عام، كما منحت هذه الفحوصات فرصة الحياة لنحو 47 ألف تم كشف السرطان لديهم في أطواره الأولى.
اما سرطان الجلد (الميلانوما)، سواء الأبيض أو الأسود فيصيب الكثيرين من الألمان أيضاً. وأصاب سرطان الجلد الأبيض 207 آلاف ألماني في العام 2013، إضافة إلى19200 ألماني أصيبوا بسرطان الجلد الاسود، بينهم 9640 رجلاً و9580 امرأة، حيث أودى سرطان الجلد من النوعين بحياة 2711 ألماني في نفس ذلك العام.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها